الصمادي تؤسس جمعية تعاونية لتشغيل نساء قرية خشيبة

جانب من منتجات جمعية سيدات خشيبة - (الغد)
جانب من منتجات جمعية سيدات خشيبة - (الغد)

حلا أبوتايه

جرش- على بعد 50 كم من مدينة جرش، تقع قرية "نسيها الزمن" وبقيت حاضرة في البؤس وتردي الخدمات وضعف البنية التحتية، لكن يعيش فيها من تحدى هذا الظرف وهذا الواقع الاليم.اضافة اعلان
في قرية خشيبة التابعة إداريا إلى قضاء برما ألقت الطبيعة قساوتها على المشهد وخلقت تحديا لدى بعض السكان فيها لنحت الجبال - المكون الرئيسي للقضاء – وتفجير الفرص.
جميلة الصمادي إحدى القاطنات في خشيبة وممن حولن التحديات الى فرص بهمة وحماس شديدين لم تنس خلالها واجباتها البيتية كأم لخمسة أبناء أثناء عملها التطوعي في جمعية نساء خشيبة.
تقول جميلة، التي يعمل زوجها المتقاعد العسكري، كميكانيكي، "الظرف الذي وجدت نفسي فيه من قلة الفرص دفعني للسعي لان أساهم بنشل قريتي من وضعها الصعب القاسي من خلال العمل التطوعي".
وتقول جميلة "ارأس منذ فترة جمعية سيدات خشيبة التعاونية المدعومة من مؤسسة نهر الأردن التي تنتمي لها 200 سيدة من القادرات على العمل".
الجمعية وفرت 12 فرصة عمل في المطبخ الانتاجي للجمعية التي يبلغ عدد أعضائها 110 هيئة عامة و146 أعضاء مؤازرة.
وتوفر الجمعية محافظ نقدية لنساء خشيبة لمساعدتهن في البدء بمشاريع خاصة، بهن يستفدن منها والمجتمع المحلي في القرية.
وتوضح جميلة أن هذه القروض المدعومة من مؤسسة نهر الأردن تنسجم مع الهدف الذي تعمل من اجله المؤسسة في سبيل تعزيز قدرة المجتمعات المحلية.
وتضيف "في الظروف الصعبة يبرز العمل الفردي وتبرز الأعمال الجماعية التطوعية كطريقين لا ثالث لهما في تحسين ظروف ابناء المنطقة".
ويبلغ عدد سكان قرية خشيبة 1224 شخصا منهم 630 من الذكور و549 من الإناث ويشكلون ما نسبته 11 % من سكان قضاء برما البالغ عددهم 11100 نسمة ويبلغ متوسط حجم الأسرة في القرية نحو 7 أفراد.
وتنقسم القرية على جبلين متقابلين منهم تجمع الخشيبة الشرقية والوسطى على جبل وتجمع الفروان على الجبل المقابل وفيها 7 بقالات فقط تبيع الحاجات البسيطة والأساسية.
ورغم جهدها في العمل التطوعي الهادف لتحسين دخول النساء في قريتها لم تنس جميلة حظها من العمل على تحسين دخلها الشخصي من خلال مشروعها الخاص.
وعمدت جميلة الى إنشاء صالون سيدات في منزلها هو الوحيد من نوعه في القرية.
وتقول "في صالون السيدات أقدم خدمة لم تكن متوفرة في القرية أصلا؛ حيث كان على سيدات خشيبة قطع عشرات الكيلومترات للتزيين".
وإلى جانب توفير الخدمة للسيدات تضيف جميلة "ساهمت بتحسين دخل أسرتي بقليل من المال في المنطقة المحرومة من فرص العمل للرجال وللنساء على حد سواء على أمل أن يتطور المشروع ويتوسع لتحقيق الفائدة الاقتصادية للقرية ولأسرتي".
وتأسست مؤسسة نهر الأردن، التي ترأسها جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة العام 1995، وهي مؤسسة أردنية غير حكومية وغير ربحية، تعمل في برنامجين رئيسيين، الأول لحماية الطفل والثاني لتمكين المجتمعات المحلية.
وبادرت المؤسسة منذ تأسيسها إلى إطلاق مشاريع إجتماعية واقتصادية متعددة للمرأة، تهدف لتوفير فرص العمل والتي من شأنها أن تحسن سبل حياتها. وبالتزامن مع هذا الأمر، تعمل هذه المشاريع على تعزيز معارف المرأة ومهاراتها في إنتاج الصناعات اليدوية التقليدية، وكذلك مهارات تنظيم المشاريع.
ونجح هذا النوع من المبادرات في استفادة آلاف الأفراد، بشكل مباشر وغير مباشر، وهي مستمرة إلى يومنا هذا في تحسين موارد الدخل للمجتمعات المحلية وللأسر الضعيفة في مختلف أرجاء المملكة.