جرش الوحيدة بلا نادي معلمين.. تقاعس أم إهمال؟

1687531664468784100
مبنى مديرية تربية جرش - (الغد)

جرش - تتبادل وزارة التربية والتعليم ومجلس محافظة جرش، مسؤولية عرقلة مشروع نادي المعلمين الذي يطالب فيه أكثر من 4 آلاف معلم منذ سنوات، خاصة وأن المحافظة هي الوحيدة بين المحافظات المحرومة من هذا المشرع لغاية الآن.

اضافة اعلان

 

  ففي حين تؤكد وزارة التربية والتعليم عدم توفر قطعة أرض ومخصصات من مجلس المحافظة لإقامة المشروع وعدم رصد مبالغ مالية على الموازنة للبدء به رغم حصوله على الموافقة المبدئية، يؤكد أعضاء في مجلس المحافظة رصد مخصصات مالية على موازنة العامين 2018 و2019 لبناء نادي معلمين، إلا أن عدم اكتمال الدراسات المطلوبة وعدم تنفيذ المشروع فعليا تسبب في إعادة المخصصات إلى وزارة المالية، وتوقف بعدها المجلس عن تخصيص مبالغ مالية للنادي خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.


ووفق رئيس المجلس رائد العتوم، فقد خصص في العام 2018، مبلغ مليون دينار لبناء نادي للمعلمين في جرش، إضافة إلى تخصيص نصف مليون دينار في العام 2019 للغاية ذاتها، إلا أن قلة الدراسات المتوفرة وعدم تنفيذ المشروع تسببا في إيقاف صرف هذه المبالغ وإعادتها إلى الخزينة.


وأوضح أنه في العام 2020، تم تخصيص مبلغ لعمل دراسات، ولكن ظروف الجائحة تسببت في تأخر الدراسات وإعادة المبالغ المرصودة للخزينة، ولم يتم تخصيص أي مبلغ في الأعوام الثلاثة الأخيرة لعدم المطالبة من الجهات المعنية بذلك، فيما أعطى مجلس المحافظة الأولوية لقطاعات أخرى بحاجة أكثر لهذه المبالغ وقادرة على استثمارها بشكل أفضل بدلا من إعادتها لخزينة الدولة، لا سيما وأن قيمة الموازنات انخفضت في الأعوام الأخيرة بسبب ظروف الجائحة.


بيد أن رئيس قسم النشاطات في وزارة التربية والتعليم الدكتور أجمل طويقات، يؤكد أن محافظة جرش بأمس الحاجة لنادي معلمين كونها المحافظة الوحيدة التي ما تزال من دون ناد، موضحا أن الموافقات المبدئية على المشروع متوفرة ولا يمكن تأخيرها وشرط إقامة المشروع توفر قطعة أرض مناسبة ومخصصات مالية من مجلس المحافظة، وفي حال تحقيق هذين الشرطين يتم على الفور بناء ناد في جرش.


وأوضح أن وزارة التربية والتعليم تدرك أهمية إقامة النادي في محافظة جرش أسوة ببقية المحافظات لدوره الثقافي والترفيهي والاجتماعي للمعلمين وأسرهم، مجددا تأكيده أنه في حال توفرت قطعة أرض مناسبة ملك لوزارة التربية أو ملك حكومي وتوفر مخصصات مالية من مجلس المحافظة، فلن يتم تأخير المشروع نهائيا.


وأشار إلى أن كلفة المشروع تختلف وفق مواصفات البناء ومساحته ومساحة قطعة الأرض وطبيعة الاستثمار وحجم البناء وفق الدراسات المتوفرة للمشروع، ويمكن التحكم في كلفة المشروع بناء على المخصصات المالية المتوفرة.


في الخصوص ذاته، كشف مصدر مطلع في مديرية تربية جرش، أن وزارة التربية أعدت دراسات خاصة لمشروع نادي المعلمين بجرش قبل بضعة أعوام بكلفة وصلت حينها إلى 50 ألف دينار والدراسات جاهزة للمشروع وما يعرقل المشروع هو المخصصات المالية، موضحا أنه حال توفرت المخصصات تتوفر قطعتا أرض في مواقع مختلفة لوزارة التربية في جرش، إحداهما في منطقة الخريشية وأخرى على مثلث الكته، وتصلحان لإقامة نادي معلمين عليهما.


ويطالب أكثر من 4 آلاف معلم في جرش، على الدوام، بإقامة نادي معلمين لخدمتهم وأسرهم وتوفير خصائص وميزات ترفيهية وثقافية تهتم بشؤون المعلمين أسوة ببقية المهن والتخصصات الأخرى في جرش.


يقول المعلم رياض بني مصطفى من جرش، إن المطالبة بإنشاء نادٍ للمعلمين في محافظة جرش حظيت باهتمام القطاع التربوي في المحافظة؛ حيث تكررت هذه المطالبة من الجهات المختصة التي كانت تقدم الوعود تلو الوعود دون خطوات ملموسة على أرض الواقع، لا سيما وأن جميع محافظات المملكة يوجد فيها نادٍ للمعلمين ويقدم العديد من المهام والخدمات والفعاليات والنشاطات في مجالات متعددة ومتنوعة، فمنها الاجتماعي والثقافي والتربوي والتعليمي والمجتمعي والتي لها مردود إيجابي على القطاع التربوي بصورة خاصة والمجتمع المحلي بصورة عامة.


ويعتقد بني مصطفى، أن مشروع نادي المعلمين سيكون له دور وأثر إيجابي كما هو الحال بباقي محافظات المملكة، فمحافظة جرش هي الوحيدة من بين المحافظات التي لا يوجد فيها نادٍ للمعلمين، وقد استمرت المطالبة بإنشائه عبر سنوات عديدة، علما أن وزارة التربية والتعليم تملك العديد من قطع الأراضي التي تصلح لإنشاء وبناء هذا النادي.


وأكد نائب نقيب المعلمين الأسبق في جرش المعلم عبد السلام العياصرة، أن معلمي جرش يطالبون، منذ أعوام، بإنشاء النادي ليقدم لهم خدمات اجتماعية وثقافية وترفيهية ويمكن أن يكون مشروعا استثماريا يوفر دخلا للمعلمين من خلال إقامة صالة متعددة الأغراض أو ملاعب ومسابح أو متنزه ترفيهي للعائلات، كما يمكن أن يكون ملتقى للأدب والثقافة والإبداع من خلال بناء مكتبة ثقافية أو مواقع ألعاب للذكاء أو مختبرات ذكاء اصطناعي كذلك.


وأضاف أن وجود ناد للمعلمين يعد ملتقى اجتماعيا للمعلمين من خلال الاحتفال بمناسباتهم الاجتماعية والثقافية وتكريمهم وتكريم أوائل الثانوية العامة، وهو سيكون بمثابة مشروع حيوي وترفيهي للمعلمين المسؤولين عن تخريج آلاف الأجيال سنويا وعددهم بازدياد.


وكان ما يزيد على 1500 معلم قد وقعوا على مذكرة تطالب بإنشاء النادي قبل أعوام عدة، وتم رفعها للجهات المعنية آنذاك ولكن دون جدوى.


في حين طالب أعضاء مجلسي المحافظة ونقابة المعلمين فرع جرش، في اجتماع عقد قبل نحو خمسة أعوام، الحكومة، بالإسراع بطرح عطاء نادي المعلمين وفق المبلغ المرصود له بالموازنة والبالغ حينها مليوني دينار.


وفي الاجتماع ذاته الذي عقد بنقابة المعلمين بجرش وحضره رئيس مجلس المحافظة المحامي محمود العفيف وعدد من أعضاء المجلس ورئيس فرع النقابة في جرش عبد السلام عياصرة ومدير تربية جرش محمود شهاب آنذاك، تم الطلب من المجلس رفع المبلغ الى أربعة ملايين أو إجراء مناقلات، وهو الأمر الذي بدا مستحيلا بالنسبة للمجلس الذي طالب بأن يتم تنفيذ المشروع وفق المبلغ المرصود. 


واعتبر العفيف، حينها، أن "تأخر طرح عطاء إنشاء النادي سيؤدي حتما الى عودة مبلغ المليوني دينار الى الخزينة"، وبين "أن أسباب تعثر المشروع هي مطالبة وزارتي الأشغال والتربية بزيادة المبلغ إلى أربعة ملايين دينار، وهذا المبلغ يشكل عبئا على ميزانية المجلس"، وشدد على "عدم إمكانية إجراء أي مناقلات أو زيادة المبلغ وضرورة تنفيذ المشروع وفق المبلغ المرصود والمقدر بمليوني دينار".

 

اقرأ المزيد:

 نقابة المعلمين تطالب بإقالة مدير تربية جرش والجويعد يدافع عن قرار نقل معلمي مدرسة