مشروع هدأة دبين.. استثمار سياحي يصطدم بالميل للتنزه المجاني

احد المرافق التي يوفرها مشروع هدأة دبين السياحي بجرش-(الغد)
احد المرافق التي يوفرها مشروع هدأة دبين السياحي بجرش-(الغد)

صابرين الطعيمات

رغم افتتاح مشروع هدأة دبين السياحي في محافظة جرش، أمام الزوار والمتنزهين، لا يزال المشروع يعاني من ضعف الإقبال بسبب تفضيل غالبية المواطنين للتنزه العشوائي المجاني حتى وإن افتقد للخدمات.

اضافة اعلان


ولم تفلح ميزات المشروع وجمالية موقعه وأهميته البيئية والسياحية باستقطاب الزوار، وفق مدير المشروع المهندس بشير العياصرة، الذي أوضح أن المشروع يعمل بأعلى طاقته ومجهزة لاستقبال الزوار على مدار الساعة منذ فترة، إلا أن الإقبال لا يزال ضعيفاً.


وأرجع العياصرة ضعف الإقبال الى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون خاصة سكان المحافظات الأخرى والذين يحتاجون إلى تكاليف وأجور نقل باهظة ودخولية للموقع ووجبات غذائية على مدار يومهم أثناء تنزههم، وهذا البرنامج يعد مكلفا مقارنة بإمكانات غالبية الأسر التي ترغب بالتنزه.


وكان مشروع هدأة دبين مغلقا خلال العامين الماضيين لعدم وجود أي زوار للموقع وضعف الحركة السياحية بعد أزمة كورونا وما زالت الحركة السياحية شبه معدومة لغاية الآن بسبب الأعباء المالية المتزايدة على المواطنين وسوء أوضاعهم الاقتصادية وارتفاع درجات الحرارة في الموقع مقارنة بالمرتفعات الجبلية الأقل حرارة في هذه الظروف المناخية الجافة.


ووفق العياصرة فإن المشروع أغلق بشكل كامل منذ بدء جائحة كورونا وحتى نهاية العام الماضي، وقد أعيد تشغيله مع بداية العام الحالي رغم ضعف الحركة السياحية خاصة وأن المشروع يوفر عشرات من فرص العمل لأبناء المجتمع المحلي.


وأضاف، أن هدأة دبين من أكبر المشاريع السياحية الطبيعية في محافظة جرش، والذي يوفر مختلف الخدمات السياحية بأجور رمزية بسيطة ويوفر رحلات وتنزها بخدمات عالية ومستوى راقي في أجمل غابات العالم، فضلا عن أنه يهتم بالعمل مع المجتمع المحلي من خلال تسويق منتوجات السيدات في الجمعيات الخيرية وتسويق المنتوجات الحرفية والغذائية وتدريب أعضاء الجمعيات، اضافة الى العناية بالسياحة البيئية وتغيير الأنماط التقليدية في المفاهيم السياحية والحفاظ على الثروة الحرجية بالقضاء على ظاهرة التنزه العشوائي.


ويعتقد العياصرة أن حركة التنزه ستكون في أدنى مستوياتها هذا العام بشكل خاص مقارنة مع ما كانت عليه بالسنوات التي سبقت الجائحة.


وقال إن حركة التنزه في الموقع خلال عطلة العيد الماضي كانت شبه معدومة وعدد الزوار اليومي بالعشرات في أحسن الظروف، على الرغم من قيام إدارة المشروع بتجهيز الموقع وتنظيفه وتوفير كافة الخدمات التي يحتاجها المنتزهون قبل عطلة العيد لاستقبال الزوار، إلا أن العدد اليومي ظل متواضعا جدا، ولا يذكر ولا يحتاج إلى أي تجهيزات أو إمكانيات في الموقع.


وبين العياصرة أن دخولية الموقع تبلغ 3 دنانير عن كل مركبة بغض النظر عن عدد الأفراد فيها، وهو ثابت وتعتبر هذه الدخولية رمزية مع مستوى الخدمات التي تقدم في الموقع وتوفير مواقع مجهزة ونظيفة وفيها كل ما يحتاجه الزائر.


وأكد أنه حاليا لا يوجد أي برامج تشجيعية أكثر من ذلك، لاسيما وأن قيمة الدخولية رمزية جدا وغير مكلفة، مقارنة بالمواقع السياحية الأخرى على مستوى المملكة، إلا أن التنزه أصبح يحتاج إلى كلفة مالية مرتفعة مقارنة بأوضاع المواطنين، فكل زائر من المحافظات القريبة من محافظة جرش يحتاج إلى ثمن محروقات لا يقل عن 20 دينارا وخدمات سياحية بمقدار 15 دينارا في أقل الظروف وهذه الكلفة مرهقة بالنسبة للمواطن ذي الدخل المتآكل أصلا.


جدير ذكره، أن مشروع هدأة دبين تم افتتاحه بناء على توجيهات جلالة الملك في تنفيذ مشاريع تنموية بمختلف محافظات المملكة من جهة، ولدعم وتشجيع السياحة البيئية المحلية من جهة أخرى، والقضاء على ظاهرة التنزه العشوائي للحفاظ على الثروة الحرجية.


ويقام المشروع على مساحة 176 دونما بمكرمة ملكية سامية وتكلفة إجمالية تصل الى قرابة 470 ألف دينار ويهدف إلى تطوير السياحة البيئية المحلية، وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي وإشراكهم بشكل غير مباشر في العمليات الإنتاجية والخدمية، فيما يعد المشروع استكمالا لمجموعة من المشاريع التنموية التي يتم تنفيذها من خلال المبادرات الملكية وبالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وفقا للعياصرة.


وبين أن الهدف الرئيس من المشروع هو تخفيف الضغط على غابات دبين والتي تتعرض للعبث من المتنزهين عن طريق رمي النفايات وحرقها، فضلا عن توفير خدمات وبنية تحتية في موقع الغابات وضمان تنزه مناسب للأسر والعائلات والمجموعات السياحية تليق بجمالية المكان.


في المقابل، يقول المواطن باسل أبو دلبوح إن مشروع هدأة دبين من أهم المشاريع السياحية في محافظة جرش إلا أن المشكلة في سوء الأوضاع الاقتصادية للمواطنين وعدم قدرتهم على رسم الدخول للموقع وتكاليف الطعام والشراب والخدمات السياحية التي يقدمها.


ويعتقد أبو دلبوح أن المواطن يفضل التنزه العشوائي بدون أي مقابل، خاصة وأن أي رحلة تنزه للغابات أو المحميات الطبيعية التي تتميز بها محافظة جرش لا تقل تكاليفها عن 40 دينارا، بدون أي رسوم دخول للموقع، وهو ما دفع بالمتنزهين الى تفضيل التنزه المجاني والعزوف عن مواقع التنزه مدفوعة الأجر كمشروع هدأة دبين.


ويطالب أبو دلبوح أن يتم إلغاء رسوم الدخول إلى الموقع نهائياً وتقديم الخدمات العامة والمرافق بأجور رمزية تضمن ديمومة النظافة فيها بشكل دوري.


وأوضح محمد القيسي أن المشاريع السياحية في محافظة جرش تمتاز بارتفاع تكاليفها، ما يشكل عائق أمام المواطنين وخاصة ذوو الدخل المحدود من الاستفادة منها كالمطاعم السياحية والسوق الحرفي وتكاليف الدخول إلى مواقع التنزه المختلفة وخاصة مشروع هدأة دبين ومحمية المأوى ومحمية الغزلان.


إلى ذلك، قال مدير حراج جرش المهندس فايز الحراحشة إن الغابات ومنها غابات دبين وغابات سوف وغابات ثغرة عصفور ستشهد حركة تنزه نشطة وزوارا بالآلاف خلال الموسم الحالي لرغبة الزوار بالتنزه في المتنفسات الطبيعية ذات المناخ المناسب وبدون اي تكاليف مالية إضافية.


وأوضح أن موظفي مديرية الزراعة سيعملون على مراقبة الغابات وحركة التنزه للحد من نشوب الحرائق خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وسهولة امتداد الحرائق.


وأكد أن المديرية قامت قبل عطلة عيد الأضحى بتنظيف الحشائش والأعشاب الجافة من المواقع التي من المتوقع أن يزورها المواطنون بهدف التنزه للحد من نشوب الحرائق وحماية للمتنزهين من الحشرات والقوارض والأفاعي التي تشكل خطرا عليهم.

اقرأ المزيد :