صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين

وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير - (أرشيفية)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير - (أرشيفية)
"مسخرة".. نداء جديد لحرب إسرائيل. "مسخرة".. تعبير محدث لتعطش اليمين للدماء والقتل الذي لا يعرف الشبع. "مسخرة!".. كما غرد بن غفير بتعليقه على هجوم أصفهان معبراً عن خيبة أمل من حجم القتل والدمار الذي زرعته إسرائيل. يتم اقتباسها في كل العالم.اضافة اعلان

اليمين لن يرضى أبدا. كل شيء "مسخرة". لم يولد بعد هجوم إسرائيل الذي سيرضي شهوته. لن تسمعوا يوماً يقول فيه اليمين: كفى، لقد قتلنا ودمرنا بما فيه الكفاية. بل يريد المزيد. والآن حيث غزة باتت خربة، لكنه أمر لا يكفي الجيش؛ إنما يريد رفح. ليس كهدف عسكري، بل كمكان لو بقي على حاله، يعكس ضعف الجيش. عندما يدمر الجيش الإسرائيلي رفح، ويتم تشتيت كل اللاجئين فيها في كل الجهات، ستكون أيضاً "مسخرة"، التي سيتم بعدها على الفور طرح طلب العودة إلى شمال القطاع والبدء في التدمير من البداية، وإلا فإن ذلك يعتبر حرب "مسخرة". "في غزة كنا قطيع فيلة خلف وراءه أنقاضا من الدمار"، تفاخر قائد الفرقة دادو بار خليفة، في مقابلة مع "واي نت". وقطيع الفيلة هذا هو "مسخرة" في نظر اليمين.

كلمة مصدرها غير واضح تشبه الإيديش، لكنها ليست كذلك، جاء استخدامها لوصف الركلة الضعيفة في كرة القدم، ثم أصبحت التعبير الأصدق عن شهوة اليمين للضرب والقتل والعقاب والانتقام. إسرائيل تغتال سبعة أشخاص في مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، من بينهم اثنان من الجنرالات. إيران ترد بهجوم شديد، لكنه هجوم ضرره ضئيل بفضل منظومات الدفاع، غير أن إسرائيل لم تنجح في ضبط النفس. عليها أن ترد، وهي تفعل ذلك، للمرة الأولى منذ فترة طويلة، بصورة منضبطة، وهي تستحق الإعجاب على ذلك، لكن ليس بالنسبة للبن غفيريين. مثلما يريدون رؤية المزيد من الدماء الفلسطينية في غزة، فإنهم يريدون رؤيته يسفك في إيران. صحيح أن رداً إسرائيلياً أصعب كان سيودي بها إلى حرب إقليمية، لا تردعهم فحسب، بل تحثهم وتحمسهم. أعطوهم حرباً إقليمية والأفضل أن تكون مع الجميع، زبد على شفاههم، يريدون المزيد. يريدون يأجوج ومأجوج، يريدون كارثة.

عندما غرد بن غفير بكلمة "مسخرة" إنما قصد أنه يريد حرباً كبيرة مع إيران، حرباً شاملة، تشعل الخيال، حرباً تجلب الحل النهائي الذي يحلم به. وكل ما بقي تغطيه رغبة في رؤية أكبر قدر من الدمار وسفك الدماء. هذا هو طموح اليمين الحقيقي. يعرف بن غفير أن عملية أشد ستلزم إيران بالرد، وعندها لن تترك أمام إسرائيل خياراً إلا الرد كالعادة. وسنكون هنا في حرب مع إيران ذات 90 مليون نسمة وجيش ضخم. هذا ما يريده أبو نظرية الـ "مسخرة".

لم يمر على إسرائيل ذات يوم تعطش للدماء واشتياق للحرب مثل هذا. اليمين على مر أجياله أراد دائماً أكبر بكثير من مقاسنا. ولكن لم تكن لديه شهوة الحرب. بن غفير يعرف أنه في "مسخرة" إنما يمثل لسان القاعدة الآخذة في الازدياد. يريدون حرباً أخرى، حرباً ضد العرب والمسلمين، وهذه أفضل الحروب. شاهدوا القناة 14 وانظروا إلى العيون المتقدة من كثرة الاشتياق إليها. سنضرب وندمر. سنسلب ونخرب. أولاً سنأخذ الفلسطينيين ثم الفرس. لا أحد يستطيع الوقوف أمامنا. وحدنا نستطيع ذلك. لا يوجد عالم. لا توجد دبلوماسية. كل شيء بالقوة. بدون قيود.

للسخرية، من خاب أملهم من هذه الـ"مسخرة" هم في الواقع "مسخرة" كبيرة. إذا تمت مهاجمة إسرائيل، على الأقل سيكون بعضهم آخر من يدفع الثمن، مثل بن غفير نفسه، جنرال من ورق، الذي يوزع السلاح على الجمهور ويريد حرباً كبيرة لن يأخذ أي دور فيها بالطبع. بن غفير الـ "مسخرة". (القدس العربي نقلا عن صحفية "هآرتس" العبرية).