"أطفال غزة قدوتنا" مبادرة تعزز قيم الحياة والصبر عبر برامج تربوية وترفيهية

جانب من انشطة المبادرة-(من المصدر)
جانب من انشطة المبادرة-(من المصدر)

 مع الحرب الدموية على قطاع غزة، ولدت مفاهيم وأفكار جديدة للجميع وتحديدا الجيل الصغير والحديث، لتأتي فكرة إنشاء مبادرة "أطفال غزة قدوتنا".

اضافة اعلان


انطلقت هذه المبادرة لتعزيز قيم الحياة والصبر والتحمل لدى الأجيال الناشئة، وهي فكرة رئيسة جمعية سيدات تلال المنشية الخيرية تهاني الشحيمات، وبالتنسيق مع المدربة والمنسقة روان الحموري.


هذه المبادرة حسب الحموري، تعد تربوية وثقافية تم إطلاقها برعاية الجمعية، والتي تهدف إلى تعليم الأطفال دروسا قيمة تحاكي ما يحدث مع أطفال غزة الذين يجسدون مثالا حيا للصبر والمثابرة في وجه الصعاب.


وتؤكد أن هذه المبادرة تضم عددا من الدورات التعليمية والحوارية والثقافية، وتركز على مهارات الحياة والتواصل الفعال، وإخضاع الصغار لبرامج تثقيفية صحية، وأنشطة ترفيهية وفنية، مؤكدة أنها تسعى إلى تنمية شخصية الأطفال وتقوية روحهم الإيجابية.


وتؤكد الحموري في حديثها لـ"الغد"، أنه تم تأسيس هذه المبادرة لتكون مصدر إلهام ودعم لليافعين وطلاب المدارس من الفترة التأسيسية وحتى الصف الثامن، حيث تشكل هذه الفترة العمرية مرحلة حرجة في تكوين القيم والمبادئ.


وتأمل الحموري من خلال هذه المبادرة، أن ينجحوا بغرس بذور الأمل والتفاؤل في قلوب الأطفال وتمكينهم من مواجهة التحديات بشجاعة وإيمان.


ومن خلال هذه المبادرة، يمكن تقديم المساعدة للأطفال على فهم وتقدير قيم الحياة والصبر من خلال، تعلم وتطبيق مبادئ التعاليم الدينية والأخلاقية والترابط المجتمعي، وتسعى المبادرة حسب الحموري إلى إلهام الأطفال بالقدوة العملية والمعنوية لأطفال غزة الذين يتحلون بالصبر والمثابرة في ظروفهم الصعبة.


وتبين أن من ضمن الدورات التي تعطى للأطفال واليافعين في هذه المبادرة، تعليم وتحفيظ القرآن الكريم بهدف تعزيز فهمهم للقيم الإسلامية وتطبيقها في حياتهم اليومية.


إلى جانب، تنظيم جلسات تركز على تطوير مهارات الحياة، التواصل الفعال، وتعزيز السلوكيات الإيجابية، مما يساعد الأطفال في بناء شخصية قوية ومتوازنة، وتقديم برامج تعليمية تتعلق بالصحة والرفاهية لتعزيز الوعي الصحي بين الأطفال وتشجيعهم على اتباع نمط حياة صحي.


وتنظم المبادرة من ضمن فعالياتها أنشطة ترفيهية مثل، الألعاب، المواهب، والرسم على الوجوه، لتوفير بيئة ممتعة ومحفزة تساعد في تنمية الإبداع والتعبير الذاتي لدى الأطفال.


وعن المدة الزمنية التي نسقتها الجمعية لتنظيم المبادرة تؤكد الحموري، أنها بدأت منذ 15 من شباط (فبراير) الماضي وستستمر حتى 15 من نيسان (أبريل) المقبل، إذ حرصوا على تقديم جلسات تعريفية للأطفال وأولياء أمورهم لشرح أهداف وأنشطة المبادرة، ومن ثم تنظيم جلسات أسبوعية تركز على مهارات الحياة والتواصل الفعال.


وتضيف، أن فريق المبادرة يسعى إلى تقديم محاضرات وورش عمل حول الصحة والتغذية، تنظيم أنشطة ترفيهية ومن ثم جلسات لمراجعة ما تم تعلمه وتقييم التقدم، وتحضير الأطفال لعرض ما استفادوا منه خلال المبادرة.


وتشير إلى أن اليافعين وطلاب المدارس حتى الصف الثامن، يمرون بمرحلة حاسمة في تطورهم العقلي والنفسي، ففي هذا العمر يبدأ الأطفال في تكوين فهم أعمق للعالم من حولهم ويبدأون في تشكيل هويتهم الشخصية وقيمهم.


وتؤكد الحموري، أن التدخل التربوي والثقافي في هذه الفئة العمرية يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد، وتعزيز القيم الإيجابية ومهارات الحياة في هذه المرحلة يساعد في تنمية أسس قوية للتفكير النقدي، الوعي الذاتي، والتعاطف.


وأيضا تقول: "هذه المرحلة تسبق مرحلة المراهقة، حيث يواجه الأطفال تحديات أكبر وتغيرات جسدية وعاطفية مهمة، فتزويدهم بالأدوات اللازمة للتعامل مع هذه التحديات يمكن أن يساعدهم على التنقل بنجاح خلال سنوات المراهقة".


وتهدف المبادرة إلى تمكين هذه الفئة من الأطفال من تطوير قدراتهم على التكيف والمرونة في مواجهة الصعوبات، مستلهمين القدوة من أطفال غزة، وكذلك تشجيع التعاطف والتفاهم العالمي من خلال التعرف على تجارب أطفال في بيئات مختلفة مثل غزة، إذ إن الاستثمار في تطوير مهارات وقيم هذه الفئة العمرية يعد استثماراً في المستقبل، حيث إن هؤلاء الأطفال سيكونون قادة وأعضاء فاعلين في مجتمعاتهم في الغد.


وأخيرا تؤكد الحموري، التأثير الإيجابي العميق الذي تقدمه مبادرة "أطفال غزة قدوتنا"، فهذه المبادرة لا تقتصر على كونها برنامجا تعليميا وثقافيا فحسب، بل هي رحلة شاملة تهدف إلى تطوير وتحفيز الأطفال ليصبحوا نماذج يحتذى بها في الإيجابية والمرونة داخل مجتمعاتهم. من خلال الأنشطة والتعلم المتضمنة في المبادرة، إذ سيكتسب الأطفال دروسًا قيمة في الحياة، مستوحاة من قدوة وصبر أطفال غزة في ظروفهم اليومية.


في مبادرة "أطفال غزة قدوتنا"، بذرة أمل في جيل يتحلى بالقوة والصبر والعزيمة.. "نحن ننظر بتفاؤل إلى مستقبل مشرق يسهم في رسم ملامحه كل طفل شارك وتأثر بهذه المبادرة، محملون بالأمل والتطلع إلى يحمله المستقبل"، وفق الحموري.

 

اقرأ أيضاً:

"طوفان الأقصى".. علامة فارقة في تشكل وعي الأطفال بالقضية الفلسطينية