الخضراء للطالبات: الشجاعة الحقيقية مبنية على الحوارات البناءة

د. وفاء الحضراء تتوسط طاليات مدرسة بسمة الثانوية - (من المصدر)
د. وفاء الحضراء تتوسط طاليات مدرسة بسمة الثانوية - (من المصدر)
عمان- بدأت الدكتورة وفاء الخضراء، جلستها مع طالبات مدرسة بسمة الثانوية للبنات في محافظة مادبا بطريقة غير تقليدية؛ إذ سألتهن عن الفرص التي لم ينجحن فيها، مع كيفية تحويل التحديات إلى فرص عظيمة وتلهمنا لنصبح نرى الحلول والفرص مع المصاعب والتحديات. الخضراء، أشارت للطالبات خلال جلسة ضمن حملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسسة "إنجاز"، إلى أن الفشل ليس عيبا، لكن العيب هو الوقوف عند هذا الفشل، من دون معرفة الخلل ومحاولة إصلاحه. وتشغل الخضراء، منصب عميد كلية اللغات والاتصال في الجامعة الأميركية في مادبا، وهي عضو مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، وعضو في المجلس التنفيذي للمركز الوطني لتطوير المناهج، وتكتب مقالات حول أنشطة التربية والتعليم في صحيفتي "الغد" و"الجوردان تايمز" اليوميتين. تقول الخضراء، إنها رفضت أن تلتحق بالجامعة من دون عمل أي نشاط آخر غير الدراسة، فتطوعت مع مؤسسات المجتمع المدني، وزارت المحافظات، وسمعت قصصا ملهمة لن تنساها، ومن ضمنها قصة امرأة اسمها زهرة، تحدت ظروفها ووفاة زوجها وصعوبة إرسال ابن بتحديات جسدية إلى المدرسة حتى بات يحمل شهادة الماجستير في الحقوق؛ إذ عملت على صناعة الجميد، وعلمت أبناءها جميعهم، لتصبح أنموذجا يحتذى في كل القرية من خلال استخدام كل الموارد المتاحة أمامها، وعدم ضعفها أمام التحديات التي واجهتها، وتشير إلى أن هذا الدرس علمها أن تحول أي تهديد أو تحد إلى فرصة لها وللمجتمع ككل. وتفاعلت الخضراء مع الطالبات، ليتوصلن إلى نتيجة بكيفية حل المشاكل، وذلك بواسطة تنظيم الأفكار وترتيبها، والتركيز على الجانب الإيجابي من الأمور، ووجود قدوة في حياة الشخص، وتنظيم المشاعر وردات الفعل، والذكاءين العاطفي والاجتماعي، واللذين يوازيان الذكاء المعرفي. وتشير الخضراء إلى أنها تحولت في إحدى مراحل حياتها إلى ناشطة في مجال حقوق الإنسان، فهي تؤمن أن كل فرد في المجتمع لديه مسؤولية تجاه مجتمعه، مؤكدة أن المرأة التي تجد الفرصة المناسبة والموارد المتاحة تستطيع تحقيق ذاتها. وتقول الخضراء، إن الاحتراف بشيء يتطلب بذل جهد لمدة 15 ألف ساعة من العمل الدؤوب كما جاء في بعض الدراسات، في حين أن الإرادة والاجتهاد والتركيز تحقق المطلوب من الإنسان، ولا يجب أن يكتفي الإنسان من العلم، فهي تقرأ مقالات علمية يومية وبشكل يومي، وتستمع إلى ما يسمى "البرودكاست" وهي منصات مسموعة للتعليم والثقافة عبر الانترنت، "فالموقع القيادي يحتاج إلى ذكاء معرفي، يرافقه ذكاء عاطفي واجتماعي". وتشير الخضراء للطالبات "من المهم أن نحلم، وأن يكون هدفنا حدوده السماء، فكل واحدة منكن تملك متطلبات الوصول إلى موقع قيادي، لكن عليكن تعلم طريقة إدارة المهارات والمواهب التي تتمتعن بها وتنظيمها، من خلال الإرادة والتصميم والمثابرة والاجتهاد، والشغف بالشيء الذي نعمله". ونصحت الطالبات بأن تحقيق الهدف يتطلب؛ ترتيب الأولويات، والحوار الذاتي مع النفس، وتعزيز الذكاء العاطفي والاجتماعي، ومهارات التقدير للعلاقات والتواصل والتشبيك والتعاطف والتفاوض. وكتبت الخضراء نصيحة لتبقى معلقة أمام الطالبات، وهي "الشجاعة الحقيقية، ليست هي الشجاعة التي تأتي من القوة والسيادة، وإنما تأتي من قدرتنا على الدخول بحوارات بناءة وحكيمة، وهنا نستطيع القول إن الإنسانية انتصرت". يذكر أن حملة قادة الأعمال هي أحد برامج مؤسسة "إنجاز" التي أطلقتها العام 2008 تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، وتنفذها "إنجاز" للعام الثاني عشر على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني وتم إطلاق الحملة هذا العام بالتعاون مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردن LEAP التابع للحكومة الكندية، وبشراكة إعلامية مع صحيفة الغد وراديو هلا.اضافة اعلان