الجولة الثانية لمفاوضات "تعز" تبدأ في عمان والحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بالمماطلة

زايد الدخيل

عمان- بدأت في العاصمة عمان امس، الجولة الثانية من المفاوضات بين طرفي الصراع في اليمن بشأن فتح طرق رئيسية في مدينة تعز المحاصرة منذ العام 2016.

اضافة اعلان


وكان المبعوث الأممي الخاص الي اليمن هانس غروندبرغ أبلغ الفريقين بتأجيل الاجتماع إلى الأحد؛ لعدم وصول وفد انصار الله (مليشيا الحوثي) المفاوض، والتي كانت مقررة أن تبدأ أول من أمس، في العاصمة عمان.


من جهته، ارجع رئيس وفد الحكومة اليمنية عبدالكريم شبيان، سبب التأجيل الى مماطلة وفد مليشيا الحوثي وتأخر وصوله في الموعد المحدد، مؤكداً جاهزية وفد الحكومة الشرعية وامتلاكه رؤية واضحة تتمثل في فك الحصار عن المدنيين، ووقف الخروقات والقصف العشوائي وقنص الأحياء السكنية التزاماً ببنود الهدنة.


وأضاف في تصريحات صحفية، أن الحكومة الشرعية التزمت بكل ما طلب منها ونفذته كفتح مطار صنعاء ودخول السفن إلى ميناء الحديدة، وألزمت قواتها بضبط النفس ووقف العمليات العسكرية، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لتنفيذ الالتزامات المطلوبة منهم في اتفاق الهدنة.


وشدد شيبان على أنه ليس أمام وفد الحوثي إلا تنفيذ الالتزامات ورفع الحصار عن مدينة تعز، معرباً عن تفاؤله بالوصول إلى نتائج ايجابية في المفاوضات، خصوصاً أن الوضع الإنساني في تعز مأساوي في ظل منع دخول الغذاء والدواء وقطع الطرق والممرات الرئيسية، الأمر الذي انعكس سلباً على الوضع المعيشي وزيادة انتشار الأوبئة والأمراض وارتفاع الأسعار.


وأشار إلى أن المفاوضات ستركز على فك الحصار عن تعز وفتح الطرق الرئيسية وفقاً للرؤية التي تقدمت بها الحكومة ووضع آلية لإنهاء الخروقات المستمرة.


ومنتصف أيار (مايو) الماضي، أعلنت الأمم المتحدة بدء مشاورات بين الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة انصار الله (مليشيا الحوثي) حول فتح طرق مدينة تعز، بالتزامن مع تظاهر الآلاف في المدينة للمطالبة برفع الحصار عنها.


وكان الفريق الحكومي المشارك في المفاوضات اصدر اول من امس، بيانا استنكر فيه اعلان مليشيا الحوثي فتح طريق فرعي لمدينة تعز قبل ساعات من انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات التي انتهت جولتها الأولى بـ"الفشل" على حد وصف البيان.


وقال البيان: "قبل انطلاق جولـة النقـاش الثانيـة لفتح طـرق محافظة تعز، تفاجأنـا بحـديث وسائل إعـلام تابعة لجماعـة الحـوثـي حـول الـذهاب في إجـراء أحـادي لفتح طريـق ترابـي مجهـول، فـي محاولة مكشوفة لاحباط جهود الأمم المتحدة والالتفاف على المشاورات الجارية".


وأضاف البيان "إن مثل هذه الأساليب التي اعتادت عليهـا الجماعـة لفرض رؤيتهـا الأحاديـة، تخـل تمـامـا بجوهر عمليـة النقاش الجارية، وتنسـف الجهود الأمميـة فـي حلحلـة هـذا الملف الإنساني".


وأكد أن الخطوة "تكشف بجلاء عن نوايا مسبقة للتهرب من الالتزامات التي تنص عليها الهدنة".


ودعا الفريق الحكومي، المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، للإسراع فـي تحـمـل مسؤولياته القانونيـة والأخلاقيـة والإنسـانية "فـي التصدي لهذه الألاعيـب المفضـوحة، والضـغـط علـى هـذه الجماعة لوقف هذه المهازل واحترام النقاشات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة".


كما دعا المجتمـع الـدولي، وكـل العـالم لإدانة "الحصار الوحشي الذي تفرضه المليشيا على محافظـة تعـز منذ سبع سنوات، وممارسة ضغوط جـادة علـى هـذه المليشيات لاحترام الاتفاقـات والتفاهمات".


ومساء اول من أمس، أعلنت مليشيا الحوثي، عن فتح منفذ فرعي لمدينة تعز على الشمال منها، في تجاهل واضح لمطالب الشرعية بفتح جميع المنافذ الرئيسة.


والطريق الذي اعلنت المليشيا فتحه يمر من وسط شارع الستين مروراً عبر شارع الخمسين ومن ثم الأربعين وصولاً إلى مدينة النور وبير باشا داخل مدينة تعز، ويبلغ طوله 12 كيلو متراً، وفق وكالة سبأ بنسختها الحوثية.
وذكرت الوكالة أن فتح الطريق الفرعي جاء "بناء على توجيهات قيادة الجماعة".


وكانت الجولة الاولى من المفاوضات التي جرت الاسبوع قبل الماضي، انتهت بالفشل نتيجة رفض المليشيا الحوثية الاستجابة لمطالب الشرعية بفتح جميع المنافذ.
واعلنت جماعة الحوثيين في اليمن مساء السبت البدء في فتح طرق إلى مدينة تعز التي تفرض عليها الجماعة حصارا خانقا منذ 7 سنوات، مما تسبب في عرقلة مقومات الحياة في المدينة المكتظة بالسكان والخاضعة للحكومة الشرعية.


وقالت وكالة الأنباء التي يديرها الحوثيون بصنعاء إن سلطات الجماعة في تعز باشرت رفع الحواجز الترابية عند الضواحي الشمالية للمدينة، تمهيدا لفتح طريق بطول 12 كيلومترا.


وتتركز المباحثات حول فتح المعابر والطرق في تعز ومحافظات أخرى، بموجب إعلان اتفاق الهدنة الإنسانية التي وافق الطرفان يوم الخميس على تمديدها لشهرين إضافيين.


وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن توافق مبدئي بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين حول اقتراح لإعادة فتح الطرق والمعابر بشكل تدريجي في مدينة تعز ومحافظات أخرى، بموجب اتفاق الهدنة.


يشار إلى أن المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل قالت الجمعة في بيان إن "الوضع الإنساني مزر حاليا في المنطقة، وبناء عليه نحث كافة الأطراف على بذل جهود جدية لضمان إعادة فتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ العام 2015".


وأضافت أن "أهالي المدينة يواجهون تحديات هائلة للحصول على المياه وشراء الطعام والوصول إلى الخدمات الطبية".


وأشارت إلى أن "الكثيرين في تعز يعيشون، كما هي الحال في مناطق أخرى من اليمن، الكثير من الصدمات في سياق النزاع بسبب مستويات العنف المسلح العالية، وانتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتداءات التي تستهدف المدنيين".

إقرأ المزيد :