"الأمانة" ترصد 44 مليونا لانشاء متنزهات ومطالبات بالعدالة في توزيعها

حدائق الملك عبدالله الثاني في منطقة المقابلين بعمان-(أرشيفية)
حدائق الملك عبدالله الثاني في منطقة المقابلين بعمان-(أرشيفية)
زايد الدخيل - في الوقت الذي تعتزم فيه أمانة عمان الكُبرى إنشاء حدائق ومُتنزهات جديدة بقيمة 44 مليون دينار، خلال الأعوام الخمسة المقبلة، أكد مواطنون ضرورة أن تُراعي "الأمانة" توزيع الحدائق جغرافيا في المناطق حسب الكثافة السكانية. وفيما طالب هؤلاء بضرورة تنويع ألعاب الأطفال في الحدائق، بحيث تُراعي مختلف أعمار الأطفال، وأن لا تقتصر المُتنزهات على الأشجار وبعض الألعاب، دعوا إلى إنشاء مُتنزهات تحتوي على ألعاب مائية، حتى وإن كانت مدفوعة الأجر. وعزوا مطالبهم لكون الحدائق العامة أصبحت الوجهة المُفضلة للكثير من العائلات، ما يتطلب زيادة عددها، خصوصًا في الأحياء السكنية، فضلًا عن طرح أفكار مبتكرة، مثل إقامة مهرجانات ترفيهية، أو مكتبات مُتنقلة. إلى ذلك، قالت مدير المدينة للشؤون الصحية والزراعية في أمانة عمان الكبرى الدكتورة ميرفت مهيرات، إن الخطة الاستراتيجية 2022- 2026 التي أطلقتها الأمانة، تتضمن إنشاء متنزهات وحدائق جديدة وإعادة تأهيلها بقيمة 44 مليون دينار خلال السنوات الخمس المقبلة. وأضافت مهيرات أن الخطة الاستراتيجية الخاصة بالمتنزهات والحدائق تتضمن استدامتها وتوفير المرافق اللازمة لاحتضان النشاطات المختلفة، بما يساهم في تحقيق استراتيجية عمان خضراء(GCAP). وشددت على أن الخطة تتضمن مواجهة تحديات تتعلق بالتغير المناخي بإنشاء 13 حديقة، إلى جانب إعادة تأهيل وتطوير26 حديقة ومتنزها، واستكمال مشروع إنشاء حدائق الملك عبدالله الثاني في مرحلتيه الرابعة والخامسة، وإعادة تأهيل حدائق الملك عبدالله الأول في منطقة وادي صقرة. وتهدف الخطة إلى تطوير المرافق العامة والخدمات، خاصة النقل العام والبنى التحتية والتصميم الحضري والبيئة النظيفة والمستدامة، وسيادة القانون ضمن أربعة محاور رئيسية تتضمن جودة الحياة والبيئة، والنقل والحلول المرورية والبنية التحتية، والاستثمار، إلى جانب التشريعات. وقالت مهيرات إن الحدائق والمتنزهات متنفس مهم ومكتسبات اجتماعية، وجدت لخدمة المواطنين في العاصمة، مشيرة إلى أن الأمانة وايمانا منها بدورها المجتمعي تعمل بشكل دوري على صيانة مرافقها وتزويدها بأفضل الخدمات اللازمة لضمان ديمومتها، ولتقدم أفضل الخدمات للمواطنين. وأشارت إلى أن العاصمة تحتوي على 143 حديقة، منها 4 حدائق كبرى هي (حدائق الحسين، الجبيهة، الملكة رانيا، وحدائق الملك عبدالله الثاني)، وتمتاز هذه الحدائق بأنها متعددة الأغراض وتشمل عددا من المرافق والمساحات الخضراء والملاعب. وأكدت أن الأمانة تعتمد تنفيذ ما يسمى "الحديقة الآمنة" داخل الأحياء السكنية، كمتنفس للعائلات، تراعى فيها شروط السلامة العامة للحفاظ على روادها، مع ضمان أن لا تكون تلك الحدائق مصدر ازعاج لسكان المنطقة، مبينة أن الأمانة بدأت بتطبيق استراتيجية الحديقة الآمنة منذ بداية العام 2017، حيث تم تأهيل أكثر من 70 حديقة لتلبية احتياجات الناس، عبر تزويدها بالكوادر البشرية اللازمة، مضيفة أن ما يقرب من 19 حديقة باتت مزودة بنظام مراقبة إلكتروني عبر الكاميرات. وأضافت أن الحدائق الآمنة محاطة بأسوار ومخدومة بالبنية التحتية اللازمة، ومزودة بموظفي أمن وحماية، ومهندسين زراعيين لمتابعة المساحات الخضراء. وبينت أن تعليمات استخدام الحدائق واضحة ومثبتة على مداخلها، والتي تتضمن منع اشعال النيران وإلقاء النفايات، أو ادخال الأراجيل، أو استخدام مكبرات الصوت، ومنع إدخال الحيوانات الكبيرة كالخيول. وبينت مهيرات أن حدائق الأحياء محاطة بأسوار لضمان مستوى أكبر من الحماية لروادها، إضافة لتوضيح حدود الحديقة بحيث لا يتم الاعتداء عليها. كما أكدت أن الحدائق مزودة بنظام إضاءة اوتوماتيكي، يطفأ ذاتيا في الساعة العاشرة ليلا، مع بقاء بعض المواقع داخل الحدائق مضاءة لغايات أمنية، ويتم إغلاق أبوابها. وبينت أن بإمكان أي مواطن، من خلال موقع الأمانة الإلكتروني، معرفة أسماء ومواقع الحدائق، التعرف على مرافقها وكوادرها البشرية، عبر الدخول إلى أيقونة خدمات المدينة- الحدائق. كما أن خدمات الأمانة تتيح للمواطنين تقديم الشكاوى في حال وجود أي خلل في خدمات الحديقة أو أداء كوادرها، أو من خلال صفحات الأمانة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال التطبيق الخاص بالأمانة. كما بينت أن الملاعب المتوفرة داخل الحدائق متاحة للأهالي بالمجان، عدا بعضها في الحدائق الكبرى فهي بأسعار رمزية، كما أوضحت أن خدمة حجز الملاعب متوفرة عبر الموقع الإلكتروني لأمانة عمان. ويتواجد في مناطق أمانة عمان، وفقا للدكتورة مهيرات، 5 مراكز زراعية تقوم على ديمومة تقديم الخدمة للحدائق، وهي مراكز جنوب عمان في المقابلين، وشمال عمان في الجبيهة، وغرب عمان في تلاع العلي، ووسط عمان في شارع الأمير حسين، وشرق عمان في المحطة. إلى ذلك، دعا أحد مرتادي الحدائق محمود عبدالرزاق، الرواد إلى الالتزام بالإرشادات المدونة في اللوحات الموجودة عند مدخل كل مكان، ومنها عدم العبث بالنباتات أو الزهور أو المسطحات الخضراء، والحرص على سلامة أنظمة الري المستخدمة في الحدائق والمتنزهات، وعدم ركوب الدراجات أو لعب كرة القدم فوق الأزهار والمسطحات الخضراء بما يعرّضها للضرر. وقال عبدالرزاق إن الحدائق العامة بمثابة رئات يتنفس عبرها السكان، ويرفهون عن أنفسهم في مكان عام تحفه الأشجار والورود، مشيرا إلى أن إنشاء الحدائق العامة من أساسيات الخطط العمرانية. وطالب الامانة مستقبلاً بمراعاة توزيع الحدائق جغرافيا في المناطق حسب الكثافة السكانية، مع ضرورة تنويع ألعاب الأطفال فيها بحيث تراعي سائر الأعمار. بدوره، طالب مرتاد آخر محمد السعود الأمانة بأن تنوع في المتنزهات التي تقتصر حاليا على الاشجار وبعض الألعاب، داعيا إلى إنشاء متنزهات تحتوي على ألعاب مائية مثلا حتى وإن كانت مدفوعة الأجر. وأكد السعود ضرورة طرح أفكار مبتكرة لجعل الحدائق خيارا مفضلا للعائلات، مثل إقامة مهرجانات ترفيهية، أو مكتبات متنقلة بحيث لا تظل هذه الحدائق "جامدة" بحسبه. ولفت إلى أنه في وقت المساء تكون الإنارة خفيفة في بعض الحدائق، ما يجعل من الصعب على الأهالي مراقبة أطفالهم والاطمئنان عليهم، مطالباً بتكثيف الإنارة خاصة في الأماكن القريبة من ألعاب الأطفال، لتوفير عنصر الأمن لهم وتلافيا لوقوع حوداث بسبب الظلام. أما الاربعينية ام رامي فتشير إلى أن الحدائق العامة أصبحت الوجهة المفضلة للكثير من العائلات للاستمتاع بأوقاتها، مؤكدة أن الحاجة أصبحت ماسة لزيادة عددها في الأحياء السكنية، وفي أماكن مختلفة، لخدمة سكان المناطق البعيدة والمكتظة.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان