"ليفينغ نيفرلاند" وثائقي يكشف وجه آخر لمايكل جاكسون

2581806-602999533
2581806-602999533

غادة الشيخ- تتنوع طرق الهروب من الشيء الذي يذكر الشخص بألمه، وتختلف أساليب الخلاص النفسي من الذاكرة التي لا تحمل ذكرى جميلة بل ذكرى قاسية، ومن تلك الطرق الأساليب هو مغادرة المكان الذي هو شاهد على أحداث أليمة تركت أثر نفسي مرهق، مثل مغادرة مدينة "نيفرلاند" في المسلسل الوثائقي "ليفينغ نيفرلاند".

اضافة اعلان

فمدينة "نيفرلاند" هي حلم كل طفل أميركي تقريباً، ليس لجماليتها فقط بل بذلك القصر المشيد منذ عتبته إلى داخل دهاليزه وطوابقه وحتى ألوانه الذي يشبه قصص الخيال في قصص الأطفال وأفلام الكرتون، ذلك القصر الذي كان يملكه رفيق جيل أواخر الستينيات إلى الثمانينيات "ملك" القلوب على مدار جميع قارات العالم، وملك "البوب"، وملك لوحات الرقص والتمايلات الجسدية التي تعد مدرسة ليومنا هذا، المغني الأميركي مايكل جاسكون.

قبل فترة قصيرة من وفاة جاكسون في العام 2008، أي ما قبل فترة اشتعال الأخبار كالنار في الهشيم مثل عصرنا اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت أخبار وصلت منازل عربية وحتى أردنية تعشق ملك البوب، تحدثت عن شبهات ارتكاب جاكسون جنحة تحرش جنسي لأطفال كانوا يقصدون قصره في "نيفرلاند"، وسرعان ما هدأت تلك الأخبار بعد أن حكمت المحكمة ببرائته نظراً لعدم اكتمال الأدلة التي تدينه.

هذا ما يوثقه الفيلم الوثائقي "ليفنيع نيفرلاند" الذي يعرض على منصة "نيتفليكس" والذي يستند على أساس شهادات يرويها ضحيا اعتداء جنسي من قبل المغني الراحل مايكل جاكسون، هما أنفسهما واللذان بلغا أبواب الأربعين من العمر، هما من ساهما في تبرئة جاكسون عن جرمه عندما قدما شهادتيهما في عمر المراهقة لدى المحكمة ونفيا تعرضهما لأي شكل من أشكال الاعتداء من قبل "مثلهم الأعلى" في ذلك الوقت مايكل جاكسون.

"الندم يوم لا ينفع الندم" هو حال تلك الضحيتين لاعتداء جنسي من جاكسون، وهم يروون عبر شاشة "نيتفليكس" أبشع أساليب الاعتداء عليهما وهم أطفال من قبل مايكل جاكسون، مع العلم أن هؤلاء الشخصين لا يعرفان بعضهما وكل واحد منهما تعرض لأعوام تجاوزت السبعة سنين من الاعتداء لكن في مرحلتين مختلفتين.

تبدأ تلك المرحلة بأساليب احتيالية كان يقوم بها جاكسون ليظهر الوجه "الداعم" لمواهب الأطفال أمام كاميرات الإعلام، فيما ينزع ذلك القناع بمجرد أن استدرج موهبة لطفل بعد غسل دماغ أهله إلى قصره في "نيفرلاند" ليبدأ معه علاقة جنسية بالكامل تمتد لأعوام.

اللافت والمرعب في ذات الوقت، ووفق ما جاء في شهادات ضحايا جاكسون في المسلسل الوثائقي، وهو ما يبرر إلى حد ما رفضهم بإدلاء شهاداة لدى المحكمة تؤكد اتباع مايكل جاكسون جرم الاعتداء الجنسي للأطفال، أنهم كانوا يعتقدون عندما كانوا أطفالاً ووفق ما أقنعهم مايكل جاكسون به أن العلاقة الجنسية بين رجل بالغ في العمر وبين طفل هي "أسمى" أشكال علاقة الحب بين طرفين، ووصل حد الإقتناع إلى أنهم لم يكونوا يشعرون أنهم يتعرضون لاعتداء، بل "تجسيد" لعلاقة حب خالصة.

العبارات والكلام الذي كان يزرعه جاكسون في عقولهم، عزز تلك الخديعة لديهم، واعتقدوا في تلك الفترة أي عندما كانا أطفالاً، أن ما يحدث بينهم وبين جاكسون ليس إثماً أو خطأ، بل على العكس هم "مميزون" لأن جاكسون اختارهم دوناً عن كل الأطفال!

اليوم وبعد أن تعدى أولئك الضحايا، مراحل المراهقة ومراحل الدراسة وأصبحا زوجين وأبوين، أدركا أن ما مايكل جاكسون لم يسرق طفولتهما فقط، بل سرق منهما السلام النفسي مع نفسيهما، فلا هم قادرون على أن يكونا أسوياء نفسياً ولا قادرون على التصالح النفسي مع ذواتهما، فالندم على قول لا أمام جرم جاكسون والإنكار بأنهما كانا ضحايا أبشع الجرائم مسيطر عليهما في الكامل.

مات جاكسون وأغلق قصر "نيفرلاند"، وغادر ضحايا جاسكون من الأطفال القصر، لكنهم اليوم أصبحا في عمره عندما كان معتدياً جنسياً، مع اختلاف أنهم ليسوا معتدين، ومع تشابه أنهم مرضى نفسيين مثل ما كان جاكسون مريضاً نفسياً.

[email protected]