أبعد عقلك عن التفكير السلبي

التفكير السلبي يمكن لصاحبه أن يتجنبه من خلال المعرفة والسلوك - (MCT)
التفكير السلبي يمكن لصاحبه أن يتجنبه من خلال المعرفة والسلوك - (MCT)

علاء علي عبد

عمان- يعاني البعض من سرعة انتقال عقولهم للتفكير السلبي والغوص به بطريقة تزيد من متاعبهم اليومية. ونظرا لاعتقادهم بأن التفكير السلبي ما هو إلا جزء من شخصيتهم ولا ينفك عنها، فإنهم يحاولون التعايش معه على الرغم من متاعبهم التي يسببها هذا التفكير.اضافة اعلان
لكن الحقيقة أن التفكير السلبي يمكن لصاحبه أن يتجنبه من خلال المعرفة والسلوك، بحيث يعرف المواقف التي تثير لديه التفكير السلبي ومن ثم يقوم بتغيير نظرته وطريقة تعامله معها. وللوصول لهذا الأمر يجب اتباع الخطوات الآتية:
- الحرص على الحصول على ساعات نوم منتظمة: يعد التفكير السلبي أحد أعراض الإصابة بالاكتئاب، وتزيد سيطرة التفكير السلبي عند عدم تمكن المرء من الحصول على ساعات نوم كافية أو منتظمة. قامت العديد من الدراسات والأبحاث بالربط بين الاكتئاب والحرمان من النوم والتفكير السلبي، وقد وجدت إحدى تلك الدراسات بأن المصابين بالاكتئاب غالبا ما تكون ساعات نومهم تقل عن 6 ساعات يوميا. لذا، فإن الحرص على تهيئة المرء لنفسه استعدادا للنوم في ساعات محددة والاستيقاظ بساعات محددة يمكن أن يساعد على تنظيم هذا الجانب المهم في حياته ككل.
- كتابة الأفكار السلبية على ورقة: قوة الأفكار السلبية تكمن بكونها مجرد أفكار متلاحقة ومتسارعة بطريقة لا تمنح صاحبها الفرصة لمحاولة اكتشاف المسبب لوجودها أصلا. وأفضل طريقة للتعامل مع هذا الأمر تكون من خلال كتابة تلك الأفكار على ورقة. فاعتياد المرء على هذا الإجراء يساعد على تحويل الأفكار لكلمات يمكن إعادة قراءتها لاحقا ومحاولة ربطها مع الأحداث التي تمر بالمرء بحيث يتعرف على مسبباتها ومحاولة تجنبها قدر الإمكان. فضلا عن هذا، فإن تعود المرء على كتابة أفكاره سيساعده على التعبير عن نفسه بشكل واضح، مما يزيد من فرص التمكن من مساعدته في حال طلب المساعدة مما يعاني منه.
- محاولة التوقف عن التفكير المتطرف: لا يجب على أي منا أن ينظر للحياة بأنها لا تحمل سوى لونين؛ الأبيض والأسود. فأصحاب التفكير العقلاني يدركون هذه الحقيقة، لكن الأمر يختلف بالنسبة لمن تميل شخصيتهم للتفكير السلبي، فهؤلاء يتعاملون مع أي موقف يتعرضون له بأسلوب التفكير المتطرف الذي يتجه مباشرة للتفكير بأسوأ سيناريو يمكن أن يحدث.
هذا الأسلوب من التفكير يمنع صاحبه من استيعاب طبيعة الحياة ومن ملاحظة الإيجابيات الممكن استخلاصها في أي موقف نتعرض له. ولتجاوز هذا النوع من التفكير، فإنه لا يمكننا الطلب من صاحب التفكير السلبي أن يبدل أسلوبه كليا من النقيض إلى النقيض وإنما نقنعه بأن يلجأ للورقة والقلم مرة أخرى وأن يحاول استنتاج أي جانب إيجابي بالموقف الذي يمر به، ويدون ما وصل إليه من سلبيات وإيجابيات. هذا الأمر سيساعده، بعد أن يعتاد عليه، بأن يستطيع استخراج عدد من الجوانب الإيجابية حتى من أصعب المشاكل التي يواجهها بحيث يساعده هذا الأمر على مواجهة ما يعترضه من أحداث.
- التوقف عن قراءة أفكار الآخرين: عندما يمر المرء الذي يميل عقله للتفكير السلبي، بمواقف صعبة أو مثيرة للتوتر لديه، فإن عقله يسارع بتحليل الموقف عبر الوصول لأسوأ السيناريوهات الممكنة. وليتمكن من هذا فإنه يبدأ بتحليل كلمات من حوله ومحاولة توقع الطريقة التي يفكرون بها، وكونه يميل للسلبية فإنه سيراهم كذلك، الأمر الذي يفاقم من صعوبة الوضع. وبالتالي فإن النصيحة هنا هي ببساطة التوقف عن قراءة أفكار الآخرين والبناء عليها، بل يجب أن يتعود المرء على أن يتعامل مع الحقائق الموجودة أمامه والبعيدة عن الاستنتاجات الخاصة التي تشكل في عقله. فهذا سيجعله أكثر قدرة على التعامل مع المواقف المختلفة مهما بلغت صعوبتها.