أساليب تجعلك أكثر ارتباطا مع نفسك

علاء علي عبد

عمان- ينصب الكثير من التركيز على طبيعة علاقة المرء بالآخرين. لكن حتى يتمكن المرء من بناء علاقات متينة مع الآخرين عليه أولا أن يحرص على تمتين علاقته مع نفسه.اضافة اعلان
علاقة المرء المتينة مع نفسه لا تعني بالضرورة أن يعتقد بمثاليته وأن يمتلك ثقة مستمرة بالنفس، وإنما تعني أن يكون متقبلا لطبيعته، ومدركا لأخطائه، وساعيا للتقليل من العوائق التي تمنعه من التقدم في حياته، حسبما ذكر موقع "ptb".
يجب على المرء، حتى يتمكن من أن يكون على طبيعته مع الآخرين، أن يسعى لأن يصارح نفسه، يعبر لنفسه عن مشاعره وطموحاته. فالتصالح مع النفس يعد الأهم والأولى من السعي لبناء علاقات قوية مع الآخرين.
لتحقيق الصالح مع النفس يجب بداية قبول المرء لذاته، فمن المهم أن ندرك حقيقة أننا لا نخلو من العيوب، وأننا نرتكب الأخطاء، وفي المقابل علينا أن ندرك مكامن نقاط القوة داخلنا. لكن هذه الأمور لا تحدث بين عشية وضحاها، بل تحتاج لخطوات يجب على المرء القيام بها ومنها:
- حب ما تعمل: عندما تكره ما تعمل، فإن فرص ضيقك من اليوم بأكمله تتضاعف، فضلا عن هذا فإن كرهك لما تعمل سيقودك لأن تكره نفسك. لذا بدلا من الشكوى والتذمر حاول أن تقنع نفسك بحب ما تعمل، أو قم بشيء تحبه بين الحين والآخر ليخفف عليك صعوبة العمل الذي تقوم به في حال صعب عليك تغييره. وتذكر أن الحياة قصيرة، لذا قدر الإمكان، لا تتركها تضيع بالمنغصات والمتاعب.
- تقبل عيوبك: ليس مستهجنا أن يشعر المرء بالضيق من وزنه، قل أو زاد، بما أنه ليس الوزن المثالي الذي يريده. أو أن يشعر بأن أسنانه ليست جذابة بالقدر الذي يجعله يبتسم براحته. ولكن أيا كان السبب فإنه علينا أن نعلم بأن الله خلقنا، على اختلاف أشكالنا وألواننا، بأحسن صورة. وما تراه عيبا قد يكون جمالا بنظر غيرك. وتذكر بأن الصفات التي تمتلكها هي المسؤولة عن تمييزك عن الآخرين بدلا من أن تكون مجرد نسخة عن غيرك. قد تمر بك أوقات عند النظر بالمرآة لا تجد سوى عيوبك، لكن لا تقلق فالكثير من الناس يمرون بتلك اللحظات لكن يبقى الخيار أمامهم؛ إما تقبل عيوبهم لأنها أولا تميزهم عن غيرهم وثانيا لأنها قد لا تكون عيوبا في نظر الآخرين، وإما يختاروا أن يكونوا تعساء بسبب وجود هذه العيوب.. ترى هل من العقلانية أن نختار التعاسة؟
- تعلم شيئا جديدا يوميا: غياب الحافز لدى المرء يجعله يميل للكسل واللامبالاة، ولتجنب هذه الصفات يفضل أن يبقى المرء نشطا وخصوصا في مسألة التعليم. حاول أن تسعى لتعلم شيء جديد يوميا، وتذكر أن العلم لا يرتبط بالسن. والعلم أيضا لا يعني بالضرورة التعليم الجامعي والمواظبة لسنوات، فمجرد تعرفك على طريقة عمل أحد التطبيقات في هاتفك الذكي يعد علما، تعرفك على طريقة طهي وصفة جديدة يعد علما أيضا. أي أن أي خطوة مهما بلغ صغر حجمها طالما أنك لم تكن تعرفها ومن ثم عرفتها فهي علم يقوم بشكل أو بآخر على زيادة الحافز لديك.
- لا تكن قاسيا على نفسك: الإنسان بطبعه خطاء، لذا لا تكن شديدا على نفسك عند ارتكاب خطأ ما، فالأخطاء تحدث لنتعلم منها وليس إحباط أنفسنا. فلو ارتكبت خطأ ما، لا تلقب نفسك بالفاشل، حتى لو تكرر الخطأ نفسه عشر مرات فهذا لا يعني الفشل، وإنما يعني تقديم المزيد من الدروس التي ستقودك لحياة أفضل مستقبلا. راجع أخطاءك، واسع لئلا تكررها قدر الإمكان، وفي الوقت نفسه اجعلها البناء القوي الذي تعلمته لبناء حياتك القادمة.