"الروح الأبدية".. دراما تجسد هزيمة اليأس والانتصار

الفنان الراحل جميل عواد - (الغد)
الفنان الراحل جميل عواد - (الغد)

معتصم الرقاد

عمان- عرضت مسرحية "الروح الأبدية.. هزيمة اليأس والانتصار لمبادئ المقاومة" ضمن الموسم المسرحي الأردني 2021.
في "الروح الأبدية" للمخرج كرم الزواهرة يعلو صوت الأمل والمقاومة على دعوات اليأس والخنوع والتسليم في الواقع الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي رغم قساوته وميل الكفة له في الزمن الراهن، وكلمة المخرج في تقديمه للعمل تشير إلى ذلك، وفيها "ما زلنا نكذب الحق ونحذو حذو الضب في جحره، نرسم على لوحة سوداء أمنيات سكنت قلوبنا ونخاف أن نمزقها ونعلن أن البياض هو حق لنا".
العمل الذي أدى الدور الرئيسي فيه الفنان
نجم الدين الزواهرة، تراوح نصه بين اللغة الشعرية عالية المستوى بما فيها من خيال وبلاغة تشبيهية وبين الخطابة المباشرة التي ربما اضطر لها العمل نظراً للقضية التي يطرحها ووظفها في السياق الدرامي للعرض، ففي المسرحية نتابع شخصاً منكسراً يرثي حاله ومآلات قضيته ووطنه بعد أن وقع في الأسر لسنوات وللمفارقة اسمه نضال، حديثه الموجه إلى امرأة (لا يكشف العمل عن طبيعة علاقته بها) يفيض باليأس والقنوط، يصرخ في حواره العالي التوتر مع المرأة: (الأمل جرعة يومية لإسكات الألم، أقصى درجات الظلم أنهم تركوني على قيد الحياة)، في المقابل تحاول المرأة بث الأمل في روحه وتدعوه للانطلاق نحو الانخراط في الجهد التحرري من جديد، تخاطبه: إن لم تتحرر من ذكرياتك ستأكلك حياً.
ثم امرأة أخرى في العرض تحاول انتشاله من آلامه وتحضه على الاستمرار في المقاومة، وهو ما يحصل فعلاً في نهاية العمل.
المرأة في المسرحية معادلا لفعل التحرر، وهي رمز الأرض والخصوبة والمستقبل وعنفوان الحياة.
أما على صعيد العناصر الفنية، فقد ضمت المسرحية سينوغرافيا اتكأت بصورة كبيرة على الإضاءة وديكور بسيط للغاية عبارة عن مجموعة من الصناديق الكرتونية وقطع خشبية بأشكال هندسية، كما برع المخرج في توظيف مقطوعات موسيقية مباشرة عزفها العازفون، وقد تراوحت بين الموروث الموسيقي العربي والألحان ذات اللحن الصوفي، لكنها أدت دورها في تكثيف انطباعات المتلقي حول العرض وأدواته ورسائله الفكرية والجمالية.

اضافة اعلان

اختتام عروض الموسم المسرحي الأردني

عمان- اختتمت عروض الموسم المسرحي الأردني، مساء أول من أمس التي جمعت مهرجان مسرح الطفل في دورته الـ19 ومهرجان عمون لمسرح الشباب في دورته الـ20، على المسرح الرئيس بالمركز الثقافي الملكي بعمان.
واختتمت فعاليات الموسم بعرض مسرحية "المدرقة" للمخرج الشاب عمر الضمور، المتكئة على رواية "وادي الصفصافة" للروائي احمد الطراونة.
ومسرحية "المدرقة" التي تأتي ضمن فعاليات مهرجان عمون في الموسم الذي نظمته مديرية المسرح والفنون البصرية في وزارة الثقافة، تناولت حكاية "الهية" الهبة الشعبية والثورة في مدينة الكرك ضد الوجود العثماني في المنطقة العربية.
ووظف المخرج الشاب عناصر السينوغرافيا، وأبرزها اللوحات الفنية الاستعراضية والأداء الحركي بصورة موفقة، علاوة على الترويدات الشعبية والأغاني ولهجة الكرك لإيجاد حالة من الحميمية والتواصل مع المتلقي، إضافة إلى الإضاءة المتحركة والأزياء والإكسسوارات التي عملت كتكوينات بصرية وأنساق وعلامات كونها تحمل دلالات ومضامين العرض المسرحي.
وشارك في التمثيل الفنانة رانيا فهد ومحمد الجيزاوي ودعاء العدوان وعمر حلمي، وعدد من الشباب بالتعاون مع فرقة رف.-(بترا)