حوارات تفاعلية للأطفال حول محاذير "السوشال ميديا" في "الشارقة القرائي"

جانب من الحوارات التفاعلية للأطفال في "الشارقة القرائي"-(من المصدر)
جانب من الحوارات التفاعلية للأطفال في "الشارقة القرائي"-(من المصدر)

لطالما كان التطور التكنولوجي وولوج الأطفال في هذا العالم المتسارع والمنفتح من دون قيود، مصدر قلق للأهل، في ظل اعتماد الأطفال بشكل واسع في ترفيههم، وتثقيفهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وما يتم ضخه في عالم "الإنترنت"، وحتى الألعاب منها.

اضافة اعلان


لذا، لم يغفل القائمون على فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في نسخته الحالية، على أن يكون هناك ركن دائم ومخصص لفعاليات التوعية والتثقيف للأطفال وعائلاتهم حول الآلية الآمنة لاستخدام عوالم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، خاصةً وأن كثيرا من الأطفال يبحثون عن ضالتهم، وعن طريق الشهرة لهم عبر هذه الوسائل.


ومن خلال "محطة التواصل الاجتماعي"، تم الاستعانة بمجموعة مميزة من المختصين في هذا القطاع، لتقديم العديد من المحاضرات والورش التوعوية، وبرامج مميزة وجاذبة للأطفال، وذويهم، خلال فعاليات المهرجان، وذلك لتداخل قطاع الثقافة والقراءة للأطفال، بعالم التواصل الاجتماعي، لعل أن تساهم تلك الورش بأن تنبه الأهل لخطورة الانسياق الكامل للحياة "الافتراضية"، وابتعادهم عن حياتهم التفاعلية الاجتماعية.


غالبية تلك الفعاليات، كانت كذلك تترافق ببعض الفقرات الترفيهية الجاذبة للأطفال، حيث تمكنوا مع ذويهم من التقاط صورة تذكارية "فورية" لهم، للاحتفاظ بها، وتذكريهم كذلك بالمحتوى المقدم من خلال محطة التواصل الاجتماعي، التي تنوعت محتوياتها الحوارية بأسلوب "شيق وتفاعلي وسلس في الإلقاء وإيصال المعلومة".


المنسقة في ركن التواصل الاجتماعي آلاء الشرقاوي، قالت لـ "الغد" أن الكثير من الأهل تجذبهم العناوين التي يتم طرحها في الركن، وعادةً ما يقومون بتشجيع أولادهم على حضور الفعاليات، خاصة وأنها تشمل مختلف الأعمار ويقدمها المحاورون بأسلوب قريب من مستوى الأطفال وفهمهم لما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي.


ووفق الشرقاوي، إن استضافة صناع المحتوى المؤثرين في العالم العربي، كان له دور كبير في جذب الأطفال وعوائلهم، كون القائمين على المهرجان عمدوا إلى اختيار مجموعة مميزة من المؤثرين العرب، ويقدمون أهدافا نافعة للأطفال واليافعين، وبمواضيع تهمهم، ويتبعون أسلوب الحوار في غالبية الوقت، للاستماع إلى ما يجول في عقولهم من أفكار.


ولكون المهرجان يستقبل آلاف الأطفال من المدراس، فإن فئة العمرية المتوسطة، كما تقول شرقاوي هي الأكثر تفاعلا وإقبالا على محاور الجلسة التي يتم تخصيصها لهم، وتتلاءم مع التوقيت المناسب لهم خلال ساعات اليوم، كما أن لديهم الكثير من التساؤلات والأفكار التي يمكن أن يقدمونها للمحاور ويتم فتح حوار هادف من خلالها.


ولعل اعتماد الأطفال في غالبية ألعابهم في السنوات الأخيرة على "الألعاب الرقمية"، كان لا بد من تقديم ورشة توعوية في هذا المجال، خاصة وأن تأثير هذه الالعاب يزداد يوماً بعد يوم، ويؤثر على علاقة الطفل بعائلته، لذا كان لورشة "بناء مجتمعات إيجابية في ألعاب الإنترنت"، والتي قامت بتقديمها كاتبة قصص الأطفال تسنيم عمران، شرحا لمعنى البيئة الافتراضية للألعاب الرقمية وما لها وما عليها.


وكان من اللافت جدا تفاعل الأطفال بالحديث المقدم لهم من خلال عمران، كون غالبيتهم يمارسون تلك الألعاب، في بيوتهم، وتستحوذ على اهتمامهم، لذا، كان من الأهمية بمكان أن يتم الحديث عن طبيعة تلك الألعاب، والفئات العمرية المقسمة لها، وعن مدى المحاذير التي يجب اتباعها من خلال التواصل الذي تتيحه هذه الألعاب مع الآخرين في أي مكان في العالم.


وقدّمت عمران في ختام الورشة نصائح للصغار لتوعيتهم حول تكوين وبناء مجتمعاتهم الآمنة في ألعاب الإنترنت، مشيرة إلى أنّ الاحترام من أبرز العوامل التي تسهم في ذلك، حيث إن الأشخاص المتواجدين في ألعاب الإنترنت هم أشخاص حقيقيون ويجب ترسيخ الاحترام المتبادل واستخدام ألفاظ لطيفة عند الحديث إليهم، والتعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح وأسلوب مناسب، ووضع الحدود عبر عدم السماح لأي شخص أن يتعامل بأسلوب غير ملائم.


كما تم الاستعانة بصناعة المحتوى وخبير التسويق الرقمي، فيصل القدرة، ليقدم للأطفال، الطريقة الآمنة والهادفة في إنشاء محتوى رقمي فعال، من خلال استخدامهم اليومي للهاتف المحمول، بحيث يتحول جهازهم من آلة للتسلية والترفيه إلى فرصة لصناعة المحتوى الجيد، حيث أشار القدرة إلى أن الأطفال من مختلف الأعمار باتوا قادرين على استخدام الهواتف، ولكنه في ذات الوقت أكد على أهمية عجم الوقع في مخاطر الاستخدام الخاطئ، من خلال عدة نصائح وخطوات معينة يجب الاعتماد عليها.


كما تمكن الأطفال في ذات الركن، من استكشاف مفهوم "المحتوى الإبداعي عبر منصّات التواصل الاجتماعي"، من خلال ورشة بعنوان "مبدعو المحتوى الإبداعي"، من خلال ما قدمته مطورة المحتوى آية بدر، من تعريف مبسط للمحتوى الرقمي من رسوم أو صور أو مقاطع فيديو، بالإضافة إلى الموسيقا والرسوم المتحرّكة والقصص.


كما تناولت الورشة أهدافا لاستخدام المحتوى الإبداعي بما يتضمن مشاركة الأفكار والترفيه والتعبير عن أنفسهم، وأتاحت لهم الحديث والمشاركة عن الإبداع الذي في داخلهم والذي يتمثل في القدرة على تخيّل وابتكار شخصيات أو محتوى بطرق فريدة.

 

اقرأ أيضاً: 

"مكتبات الشارقة".. رحلة الطفل لعالم القصص والمغامرات

انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل "كن بطل قصتك" (صور)

"حي بن يقضان" فعالية تحاكي الأدب العربي في ركن "بيت الحكمة"

هيئة الشارقة للكتاب تكرم الفائزين بجائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال

2024

في "الشارقة القرائي".. عالم يحاكي رسوم الكتب والتراث الحضاري