الضغط النفسي قد يكون سببا في تشوه الجنين

الضغط النفسي قد يكون سببا في تشوه الجنين
الضغط النفسي قد يكون سببا في تشوه الجنين

 وفاء أبوطه

   تهتم اغلب السيدات الحوامل بالتجهيزات المناسبة لاستقبال المولود الجديد ،متجاهلات أهمية حالتهن المزاجية والنفسية التي تؤثر تلقائيا على الجنين.

اضافة اعلان

يؤدي التعرض للكثير من الضغوط إلى إفراز هرمونات معينة تمر إلى الجنين من خلال المشيمة، وقد تؤدي إلى الاجهاض أو حصول تشوهات مختلفة.

وتؤكد اختصاصية طب الأطفال د.سائدة حلاوة أن العوامل الوراثية ليست فقط هي ما يحدد الطباع المزاجية للطفل، ولكن الأهم هي البيئة التي توفرها الأم لجنينها وهو ما زال في رحمها.

وتوضح حلاوة أن التعرض الدائم للضغوط النفسية المتباعدة يضر بصحة الجنين والأم معا، وقد يتسبب في العديد من المشاكل، وفي ظل الإيقاع السريع للحياة التي نعيشها قد يكون الضغط النفسي ناتجا عن التلوث الضوئي والسمعي، والعمل، والأبناء الآخرين، أو مرض أو وفاة شخص عزيز.

وتؤكد د.حلاوة أن الضغط النفسي هو أحد الاحتمالات التي تسبب الإجهاض، مشيرة إلى زيادة خطر الإجهاض بين النساء اللواتي يتعرضن إلى جهد بدني أو نفسي كبير في الأشهر الأولى من الحمل، أو خلال فترة الإخصاب.

   وكان فريق بحث علمي دنماركي قد توصل مؤخرا الى أن معدل الإصابة بالتشوهات الخلقية لمواليد من تعرضن للضغوط يبلغ ضعف المعدل عند النساء الأخريات، كما لوحظ أن النساء اللواتي يحملن مرتين متعاقبتين أكثر عرضة من غيرهن لإنجاب طفل مشوه.

وقارن الباحثون بين 3560 امرأة مرت بتجارب نفسية صعبة، ونحو 20 ألف حالة ولادة لنساء لم يتعرضن لمثل هذه التجارب، ومنها مثلا فقدان شخص قريب وعزيز بسبب الموت، أو اكتشاف حالة سرطان خطيرة لدى قريب، وغيرها من الأمور العاطفية الضاغطة نفسيا، وكلها سببت مشاكل صحية للجنين.

ويقدر العلماء أن يكون الضغط النفسي سببا في ارتفاع هرمون الكورتيزون الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وتقلص نسبة الأوكسجين في الأنسجة، وهما عاملا يتسببان في تشوهات خلقية عند الجنين.

   وعن هذه الدراسة تقول د. حلاوة: عندما تتعرض الأم لضغط نفسي أو توتر أو اكتئاب فإن حركة الجنين تصبح أكثر نشاطاً وأقل استقراراً، وكلما زاد الضغط النفسي أصبحت حركة الطفل أقل استقراراً لأن الطفل بدلاً من أن يهنأ بنوم هادئ وآمن، تقوم الهرمونات التي تدخل له من خلال الرحم بإزعاجه.

وتشير حلاوة إلى أن تعرض الجنين داخل الرحم الى ضغوط نفسية مستمرة، قد ينتج طفلا شديد العصبية تكون تهدئته صعبة، يعاني من صعوبات في نوم، وربما يعاني من نشاط مفرط.

وتؤكد حلاوة نتيجة الدراسة بأن الجنين يستجيب للحالة النفسية السلبية للأم والتي تؤثر بدورها سلبياً على حالته النفسية، وقد تلاحظ الأم أنه يتحرك كثيرا في بطنها ، وقد تنزعج من هذه الحركات، في حين أنها إذا استمعت لموسيقى هادئة فان حركة الجنين تهدأ كثيرا، مشيرة إلى ان جزء كبير من شخصية الطفل تعود إلى البيئة التي توفرها الأم للجنين وهو لا زال داخل رحمها.

وتضيف: إن الضغط النفسي للأم بعد الولادة أيضا سبب رئيسي وراء العادات السلوكية السيئة التي يكتسبها الطفل منذ الصغر, فعدم قدرة الطفل على التعبير عن قلقه ومخاوفه لنفسه أو لوالديه يجعله يقوم بحركات عصبية تساعده في التغلب على القلق الذي ينتابه والبقاء هادئا في المواقف الصعبة.

   وقد تكون نوبات المغص التي يعاني منها الطفل نتيجة لحالته النفسية السيئة، وعدم قدرته على تنظيم بكائه، فالطفل يكون لديه حساسية مفرطة تجاه البيئة المحيطة به، ويعكس ردود أفعاله تجاه تلك البيئة أو أي تغيرات تحدث فيها عن طريق البكاء.

وللتغلب على مشكلة الضغط النفسي تنصح د.حلاوة المرأة الحامل بالقيام بالتمارين الرياضية البدنية البسيطة، فهي تحسن المزاج، وتقلل الضغط النفسي، والتوتر، وتخفف من الآلام الظاهرة اثناء فترة الحمل وتقلل من مشاكل الدوالي والبواسير وتساعد على شد الجسم ومنعه من الترهل، وكل هذه الأمور تحسن الحالة النفسية للمراة.

   وتحذر د. حلاوة المرأة الحامل من السهر الطويل وتوصيها بالنوم مبكرا ،لان النوم يعطي الجسم استراحة من متاعب النهار ويوفر للعقل فترة راحة من العمل الذهني، مشيرة إلى ان الحرمان من النوم يجعل الجسم ضعيفا، ويزيد من ارهاق الحامل وعصبيتها، ويخفض من فعاليتها، ويعطل من قدرتها على التغلب على الضغط النفسي.

ويمكن للحامل أن تخفف من آلام أسفل الظهر خلال الحمل بسند الظهر بوسادة خلال الجلوس، وتجنب لبس الأحذية عالية الكعب، مع عمل مساج للظهر لاراحة العضلات، وتمارين لتقوية الظهر. وتختتم: توفر الصحة النفسية للمرأة الحامل آثارا طيبة عليها وعلى صحة الجنين وسلامته الفكرية. وعلى الزوج والأولاد مراعاة الحالة النفسية للمراة الحامل، وعدم الضغط عليها واشعارها بالحب والحنان لتتجاوز مرحلة الحمل بسلام.