الكوليرا: هل تحمي الإجراءات والرصد حدود المملكة؟

الكوليرا
الكوليرا

محمود الطراونة - في وقت نفت فيه وزارة الصحة، أن تكون المملكة شهدت تسجيل أي حالات إصابة بمرض الكوليرا، أشار خبراء في الأوبئة الى انه في حال دخلت الاصابات للمملكة، فإن ذلك لن يثير المخاوف، لأن الاستعدادات والآليات والبروتوكولات الصحية، تساعد على وقف انتشار اي وباء، بخاصة الكوليرا.

اضافة اعلان


ولفتوا الى ان الطبيعة الديموغرافية على الارض، ونظافة المياه والظروف الاجتماعية والسياسية، تسهم بوقف انتشار الكوليرا، إذ نفى أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة الدكتور رائد الشبول لـ"الغد"، تسجيل أي اصابة بمرض الكوليرا في الأردن.


وأكد الشبول، أن ما اشير عن تسجيل إصابة بـ"الكوليرا" اول من أمس، لفتاة قادمة من سورية غير صحيح، مشيرا إلى أن الفتاة "كانت تعاني من ألم في البطن واستفراغ وتعب عام عند وصولها للأردن، ما استدعى أخذ عينات مخبرية للبراز، وادخالها احترازيا لمستشفى المفرق الحكومي، للمراقبة كونها قادمة من دولة تنتشر فيها الكوليرا، وذلك للاطمئنان والتأكد من عدم اصابتها".


وأوضح أن "النتيجة الأولية لفحص الفتاة السورية جاءت سلبية، وأنها خالية من المرض، وهي بصحة جيدة، اذ خرجت من المستشفى في اليوم نفسه، وهي لا تعاني الآن من أي أعراض".


بدورها، أكدت مديرية الأمراض السارية بوزارة الصحة على لسان مديرها الدكتور محمد الحوارات، تسجيل أي حالة إصابة بالكوليرا في الأردن، مشيرا الى أن الفتاة السورية، كانت تعاني من ألم في البطن وتعب عام واستفراغ، وأدخلت لمستشفى المفرق احترازيا للمراقبة، وأخذت عينات منها، إذ أظهرت النتيجة الأولية للفحص عدم اصابتها بالمرض، وهي بصحة جيدة، وخرجت من المستشفى في اليوم نفسه.


وتؤكد الوزارة انه في حال ثبوت اي اصابة بالكوليرا، فيجري التعامل معها وفق البروتوكول الصحي في مثل هذه الحالات، بحيث تعطى العلاج اللازم، والمتمثل بالمحاليل الطبية، ولك عن طريق الفم أو الوريد، حتى لا يصاب مريض الكوليرا بحالة الجفاف.


من جانبه، قال عضو اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور مهند النسور، ان هناك انتشارا واسعا للكوليرا في سورية، وهناك حركة تنقل، تتسبب بمخاوف من انتشاره عن طريق المياه والخضراوات، لكنه جرى ايقاف اجراءات التنقل والنقل من سورية حاليا، فضلا عن ضرورة تشديد الرقابة والرصد والتثقيف الصحي واخذ العينات باستمرار.


وشدد النسور، على ان الأردن خال من الكوليرا منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولا مخاوف من انتشاره بفضل الرصد والبروتوكول الصحي الصارم في الأردن.


وقال عضو آخر في اللجنة لـ"الغد"، ان الوزارة ترصد المعابر مع سورية، وتتأكد من أي حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا، بحيث تحول الى المركز الطبي على المعبر، لإجراء الفحوصات اللازمة لتأكيد الإصابة من عدمها.


واشار الى ان الظروف في سورية والعراق واليمن واماكن الصراع تختلف عن الاردن، إذ إن اول اسباب انتشار الكوليرا هي المياه الملوثة، بخاصة النهري او المسطحات المائية، فضلا عن الفقر جراء الويلات والحروب، مبينا ان الأردن وضع بروتوكولا صحيا للأوبئة بما فيها الكوليرا التي توقفت منذ العام 1980، ولم تسجل اي حالة اصابة بها، مشددا على ان حالات الاشتباه لا تعني الاصابة، مؤكدا خلو المملكة من اي حالات اصابة بها.


الخبير في الاوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني، أكد أن الوزارة لا تستطيع اخفاء وجود اي اصابة، وان البروتوكول الصحي يؤكد ضرورة الابلاغ عن اي اصابات، وتكثيف برامج التوعية والتثقيف.


وأشار في تصريحات لـ"الغد"، بأن وباء الكوليرا ينتشر في دول مجاورة، إذ وصلت إعداد الوفيات بسببه الى العشرات، واصابة المئات، وفي مناطق عديدة من الدولة نفسها؛ بينما اصدرت منظمة الصحة العالمية بيانات عديدة، تعرب فيها عن قلقها وخشيتها من زيادة وتيرة الانتشار وارتفاع أعداد الاصابات اليومية والاسبوعية.


ودعا المعاني لبذل الجهود الوقائية والاحترازية لضبط الوضع الوبائي في المناطق المنتشر فيها وباء الكوليرا؛ لافتا الى ان المرض بكتيري، يصيب الأطفال والكبار ولا يفرق بين فئة عمرية واخرى.


وقال ان السبب الرئيس في انتقال مرض الكوليرا، مرده تلوث المياة وعدم نظافة الخضروات والفواكه، او غسلها بمياة ملوثة، او استعمال مياه صرف صحي بري المزروعات، وبالتالي تصبح هذة الخضراوات والفواكه ملوثة، ولا تصلح للأكل البشري.


وفي سبيل الوقاية من وباء الكوليرا؛ المطلوب رسميا او شعبيا، خطوات عديدة؛ وعلى المستوى الرسمي المطلوب، اتخاذ إجراءات حدودية واخرى داخلية؛ وعلى مستوى الحدود، فمن الضروري جدا منع دخول الفواكه والخضراوات من الدول الموبؤة، أكان على مستوى الاستعمال الشخصي او الاستيراد على العام، مشددا على وجوب أن تكون هناك قرارات حازمة وقوية لضبط إدخال اي مواد غذائية من الخضراوات والفواكه.


أما داخليا، فيجب أن يكون هناك رصد وبائي قوي وتقص وبائي مستمر في المناطق خاصة والحدودية الحساسة؛ وأخذ عينات مخبرية من حالات الإسهال التي تراجع اقسام الإسعاف والطوارئ او العيادات الخارجية في المستشفيات، وحالات الإسهال التي تراجع المراكز الصحية الشاملة والاولية، وتكون هناك نسبة مئوية لعدد الحالات المفحوصة من حالات الإسهال المكتشفه لا تقل عن 20 %.


وأكد المعاني، أهمية التركيز على النظافة الشخصية، وخصوصا في المدارس وطلبتها والتركيز على المنافع العامة في هذه المدارس؛ وغسيل اليدين قبل وبعد غسل الفواكة والخضراوات، بخاصة التي تؤكل نيئة ومن دون طبخ كالبقدونس والجرجير والنعناع.


ولفت الى ضرورة قيام الوزارة، بحملات توعية شاملة لرفع مستوى الوعي الصحي، وتبيان أهمية النظافة الشخصية على مستوى العائلة او المجتمع.


من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية، إن حالات الإصابة بالكوليرا ارتفعت لهذا العام، بخاصة في المناطق التي تعاني ويلات فقر ونزاعات، مع تسجيل تفشي المرض في 26 دولة، وارتفاع حاد لمعدلات الوفيات، موضحة أنه "بعد أعوام من انخفاض الأعداد، نشهد تزايدا مقلقا جدا لتفشي الكوليرا على مستوى العالم خلال عام حتى الآن".


وأضاف أن متوسط معدل الوفيات حتى الآن لهذا العام، ارتفع إلى 3 أضعاف تقريبا، مقارنة بالمتوسط في 5 سنوات، وبلغ حاليا 3 % في إفريقيا.


وقال رئيس فريق مكافحة الكوليرا في المنظمة فيليب باربوزا، في بيان للمنظمة إنه ليس هناك سوى ملايين قليلة من جرعات اللقاحات متاحة للاستخدام قبل نهاية هذا العام، مشيرا إلى مشكلات، من بينها قلة الشركات المصنعة له.


وقالت المنظمة "من الواضح جدا، أننا لا نملك لقاحا كافيا لمواجهة حالات التفشي الحادة، وأن اللقاحات أقل حتى من اللازم، لنتمكن من تنفيذ حملات تطعيم وقائية، يمكن أن تكون وسيلة لتقليل المخاطر في العديد من البلدان".


ومع أن معظم من يصابون بالكوليرا يعانون من أعراض خفيفة أو لا يعانون من أي أعراض، فإن المرض يمكن أن يؤدي للوفاة في غضون ساعات إذا لم يجر علاجه.

اقرأ المزيد :