النجار: هنالك نقص في المواضيع المطروحة لليافعين

غلاف كتاب "سِت الكُل" و"قبعة رغدة" الموجهين لفئة اليافعين - (من المصدر)
غلاف كتاب "سِت الكُل" و"قبعة رغدة" الموجهين لفئة اليافعين - (من المصدر)

غيداء حمودة

عمان- تؤكد الكاتبة تغريد النجار المختصة في كتابة قصص الأطفال واليافعين وجود "بداية اهتمام في أدب اليافعين" في العالم العربي. اضافة اعلان
وتُرجع النجار في حديثها لـ"الغد" أسباب نقص الانتاج العربي في هذا النوع من الأدب إلى عدم معرفة الكتاب والناشرين بكيفية الوصول إلى هذه المرحلة العمرية وطرح ما يهمها، خاصة وأن الأمر يحتاج إلى خطاب خاص وفهم للقضايا التي تعنيهم، فضلا عن عزوف اليافعين عن القراءة. 
وترى النجار وجوب تحسين محتوى الأدب الموجه لهذه الفئة باستمرار. 
وحول كتابها الأخير الموجه لليافعين "سِت الكُل"، وبالتحديد من عمر 13 إلى 17 سنة، والذي صدر عن دار السلوى للدراسات والنشر، تبين النجار أنه يضم الكثير من الرسائل منها قدرة الانسان على تخطي الصعوبات وتحقيق ما يريد حتى لو كان يعيش في ظروف أمنية واقتصادية وسياسية صعبة، فضلا عن تحدثه عن الصداقة وحالاتها، وأهمية التفرد لأي انسان والتعبير عن ذاته، وحالات الاستلطاف التي قد تنشأ بين يافع ويافعة، فضلا عن مواضيع أخرى.
وتشير النجار إلى أن أحداث القصة، التي ستترجم إلى الإنجليزية وستعرض في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، تأتي على خلفية واقع قطاع غزة والأحداث التي تجري فيه.
وكانت النجار قد أصدرت كتابا آخر موجها لفئة اليافعين هو "قبعة رغدة" الذي يحكي قصة رغدة التي تسخر منها زميلاتها بسبب ارتدائها قبعة طوال الوقت، وهن لا يعرفن سبب ارتدائها للقبعة.
النجار ترى أن علاقة اليافعين بالكتب علاقة أساسية لا بديل عنها، وتبين أنه بالرغم من وجود الكثير من الأمور التي قد تشغل اليافعين العرب على الفضائيات وأجهزة الحاسوب، إلا أن هذا الأمر مطروح لدى اليافعين من جميع الثقافات.
وهي لا ترى أن سبب عزوف اليافعين العرب عن القراءة وجود خيارات أخرى لديهم، بل تجد أن لغة الخطاب المطروحة معهم لا تكون مجدية بشكل كاف لكي يتشكل لديهم علاقة حقيقية مع الكتاب والقصة.
وتتساءل النجار: هل نستمر في الوعظ والارشاد لليافعين أم نخاطبهم بود واحترام.
وترى النجار وجود تقصير بما يخص المواضيع المطروحة لليافعين مؤكدة أن لدى هذه الفئة "اهتمامات متنوعة"، ومبينة أنه يجب "توفير كتب لهم تثري هذه الاهتمامات".
وحول لغة التخاطب مع اليافعين واللغة التي تنتهجها في الكتب المخصصة لهم، تقول النجار إنه "لا بد من ايجاد توزان بين اللغة العربية الفصيحة، والمفردات التي يستخدمها اليافع ويعيشها" مبينة أن هذه المفردات هي "جزء من حيثيات حياة اليافعين وتشعره أن الكتاب قريب منه".
إلا أنها تؤكد أن ذلك يجب أن لا يكون على حساب أصالة اللغة العربية.
وتعتبر النجار أن اللغة المستخدمة في كتب اليافعين لا تقتصر فقط على المفردات المنتقاة، بل تشير إلى أن هناك "لغة نفسية تعكس فهم الكاتب لليافع الذي يمر بمرحلة انتقالية ومتقلبة".
وتجد أن على الكاتب فهم هذه المرحلة بحذافيرها حتى يتمكن من التواصل معها و"ادخالها في خيط القصة".
النجار ترفض تناول "المحيط المثالي" في القصص، بل ترى أنه يجب الحديث عن الواقع بتفاصيله، وطرح فكرة "بالإمكان ان يصادف اي شخص أمور ايجابية واخرى سلبية في حياته".
وتأسف النجار لعدم وجود دراسات خاصة بموضوع القراءة في الأردن والوطن العربي بشكل عام، وترى أن غيابا مثل هذه الدراسات يجعل المشهد "ناقصا". وتقول النجار "في دول الغرب توفر هذه الدراسات معلومات مهمة يتم بناء عليها تحديد وتنفيذ استراتيجيات مستقبلية مهمة".
وتؤكد النجار أن على الدولة دورا مهما في هذا الجانب، إلا أنه للأسف "مفقود".
وحول الرسومات التي ترد في كتب اليافعين، تقول النجار إنها تكون أقل في الكتب الموجهة لهذه الفئة مقارنة مع قصص الأطفال.
وتشير إلى أن قصة "ست الكل" تتضمن بعض الرسومات التعبيرية التي تستثير خيال اليافع أكثر من كونها رسومات مباشرة، وتضيف أنه من المهم أن يتعرض الطفل واليافع على حد سواء لأنواع وأساليب مختلفة من الفنون.
وفي سياق آخر تعتبر النجار الأدب الشفوي العربي "كنزا ليس بالضرورة أي شخص يعرف كيفية التعامل معه".
وتشير إلى أن كثيرين حاولوا بناء أعمال على هذا الكنز إلا أنه لم يكن بالضرورة "بالمستوى اللائق والمطلوب" سواء من ناحية كتابة القصة أو حتى عرضها.
ولا تنكر النجار وجود انتاجات جيدة. وهي ترى أن على الكاتب "اختيار القصة المناسبة وعرضها للأطفال بطريقة ليس بالضرورة أن تكون حرفية".
وترى النجار وجود فجوة بين الطفل والقصة الشعبية، وتشير إلى أن الأطفال لم يكونوا يعرفون مصطلح "الغول" عندما قرأت لهم قصة "الغول" المبنية على قصة حسن الشاطر احد رموز القصة الشعبية، والتي كتبتها النجار وتم انتاجها على شكل فيلم رسوم متحركة وعرض كمقطع في برنامج الأطفال "شارع سمسم" في فلسطين العام 2003.
وتقول بحزن "الأطفال يعرفون النينجا وسبايدر مان إلا أنهم للأسف لا يعرفون "الغول"، بل وتستغرب ردود فعل بعض الأهالي والمعلمين الذين امتلكهم الخوف لتقديم مصطلح "الغول" للأطفال، حيث اعتبروه مصطلحا "مخيفا"، بالرغم من وجود هذه الشخصية في تراثنا الشعبي.
وتضيف النجار أن الكتاب باستطاعتهم "استخدام الشخصيات الشعبية والابداع "رائية أهمية بالغة في ذلك للحفاظ على الجذور والتراث". 
وحول بدايتها في الكتابة للأطفال تبين النجار أن ذلك كان في العام 1978. وتشير إلى أنه بالرغم من صعوبة هذا المجال إلا أنه ما دعاها للاستمرار هو "عنادي وإيماني بأهمية وجود أدب عربي مميز للأطفال ذي علاقة ببيئتنا وجذورنا العربية".
اما نجاح الكتاب فهو بالنسبة للنجار "تقبل القارئ له سواء كان طفلا ام يافعا" وليس النجاح الاقتصادي. وتبين أن هذا النوع من النجاح هو ما يزودها بالاصرار لاكمال المشوار.
وتأسف النجار لعدم وجود "مظلة تهتم بأدب الأطفال بشكل مباشر ومحسوس" في الأردن، بالرغم من وجود كُتاب مميزين لهم حضورهم على الخريطة العربية، إلا أن ذلك "يأتي بجهد فردي" وفق النجار. 
وحول نقد أدب الأطفال تؤكد النجار أنه "ينقصنا النقد البناء الذي يأتي بشكل مدروس" مشيرة إلى أنها تضطر للاعتماد على النقد الذاتي وردود فعل الأهالي والقراء لعدم وجود نقد حقيقي لأدب الطفل واليافع العربي.

[email protected]