الوجبات السريعة لا تغني عن طعام المنزل

الوجبات السريعة لا تغني عن طعام المنزل
الوجبات السريعة لا تغني عن طعام المنزل

   برلين - ربما يعتقد بعض من اعتادوا تناول الوجبات السريعة في أكشاك الشاورمة والسجق والبطاطا المحمرة أن هذه الاغذية صحية طالما أن النفس تشتهيها.ولكن هناك من علماء التغذية من يقول إن كثرة تناول هذه الاغذية من الوجبات السريعة على مدى طويل قد يؤدي إلى المرض.

اضافة اعلان

فهل يعني ذلك أن يصبح الهامبورجر وما يشبهه من الاغذية من المحرمات؟

ليس هذا هو المقصود ولكن لابد من معرفة أن ليس كل غذاء سريع ينطبق عليه وصف غذاء سريع. والمهم في ذلك كيفية تناول هذه الاغذية.

ما نعنيه باحتمال مرض من يكثر من تناول الاغذية السريعة هوأن تناول هذه الاغذية يؤدي إلى زيادة في الوزن وهذا ما يعني خطر الاصابة بمرض السكر وأمراض أخرى في سن مبكرة،حسبما قال توماس إيزِن بِرج رئيس قسم الاغذية والصحة في الرابطة الالمانية للمستهلكين الالمان في برلين.

وأضاف إيزن برج أن عدم تناول وجبات رئيسية كاملة العناصرالغذائية والاستغناء في الوقت نفسه عن مزاولة الرياضة يمثل خطورة خاصة.

   ولكن بعض خبراء الاغذية مثل لاورا جروشه التي تعمل في"مبادرة المستهلكين" في برلين تطمئن مدمني الاطعمة السريعة بقولها: "نحن لا نطلب من أولئك الاستغناء تماما عن تناول الاطعمة السريعة ولكننا ننصحهم بمراعاة الكيفية. فتناول هذه المأكولات السريعة بين الوجبات يسد الجوع ولكننا نحذر من أنت صبح هذه الوجبات رئيسية وليست بينية".

وأوضحت أن تناول بعض وجبات البطاطا المقلية أو السمك خلال جولات التسوق في المدينة يمكن أن يكون شيئا عاديا إذا تم تعويض نقص العناصر الغذائية فيما بعد عن طريق تناول وجبة غنية بالخضروات والسلاطة في البيت مساء.

   وهذا ما تلخصه كريستيانه أينيج من المعهد الالماني لابحاث التغذية في بوتسدام بقولها: "لابد من الحرص على تعويض المواد الغذائية الناقصة".

وتحاول لاورا كوخ أن تشرح ذلك على شكل المعادلة العلمية فقالت: "إن فتاة في سن الخامسة عشرة حتى التاسعة عشرة لابد أن تتناول 2500 سعر حراري يوميا في حين أن فتىً في السن نفسه يحتاج إلى 3100 سعر حراري ونعني به قيمة المواد الغذائية ولايجوز أن تتعدى الوجبات البينية (السريعة) أكثر من 10 بالمئة من هذه القيمة أي سندوتش هامبورجر أو وجبة بطاطا خفيفة أو ثلث بيتزا مجمدة".

ولكن خبراء التغذية يؤكدون أهمية النوع بالاضافة للكم ويحذرون من تجاهل ذلك وينبهون إلى وجود اختلافات كبيرة في القيمة الغذائية للمشهيات رغم أن الكثيرين لا يفرقون بينها ولا يلقون لها بالا.

فوجبة من البطاطا المقلية بالمايونيز مثلا تحتوي على 400 سعر حراري تقريبا في حين أن الوجبة نفسها بالكاتشب لا تزيد عن150 سعرا حراريا كما تقول جروشه مشيرة إلى أن أكل اللحوم المضاف إليها بعض منتجات القمح يزيد من السعرات الحراريةعن أكلها دون إضافات نشوية.

   وتقول لاورا جروشه إن المكرونة الاسيوية المضاف إليها خضروات تحتوي على فيتامينات وكذلك البيتزا المخبوزة بالخضروات ولكن هذا لا ينطبق على البطاطا المقلية.

وتسري المقارنة نفسها على عصير البرتقال الطبيعي الذي يعطي كوب منه سعة نصف لتر 200 سعر حراري بأكملها بالاضافة إلى أنه يحتوي على فيتامينات في حين أن تناول كوب بالحجم نفسه من الكولا لا يحتوي على فيتامينات ويعطي الجسم 80 سعراحراريا مقابل 24 سعرا حراريا لكوب الكولا الخفيفة (لايت) ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن سعة كوب الكولا في المطاعم السريعة غالبا ما تصل إلى نصف لتر.

ولكن سندوتش الشاورمة يمثل استثناء من القاعدة حيث أنه غالبا ما تضاف إليه خضروات طازجة مما يجعله تركيبة جيدة لحد ماحسب تقدير باحثة علم التغذية كريستيانه أينيج ولكنها تؤكد ضرورة حسن اختيار الصلصة التي يمكن أن تضيف كثيرا من السعرات الحرارية للوجبة كما تبين من خلال مثال المايونيز.

   وأشارت أينيج إلى أن تناول سندوتش من الشاورمة في وجبة الغذاء يغني عن تناول العشاء حيث أنه يحتوي على 600 إلى700 سعر حراري مما يجعله يخرج من نطاق الوجبة الخفيفة والسريعة.

وبصرف النظر عما يدخل تحت مسمى"أغذية سريعة" مثل الشاورمة أو الهامبورجر أو البيتزا، فإن الباحثين يحذرون من التهام هذه الاغذية "السريعة" بسرعة حيث يقول الباحث توماس إيزنبرج إن من يتناول طعامه ببطء يأكل أقل حيث سرعان مايشعر بالشبع أثناء تناوله البطيء للغذاء وغالبا ما يستغرق الوصول إلى هذا الشعور 20 دقيقة تقريبا ابتداء من تناول أولقمة ويكفي هذا الوقت لالتهام سندوتشين من الهامبورجرر.

   ومن المزعج في هذا السياق أن ما يؤكل بسرعة يِنسى بسرعة لذا فسرعان ما يدخل الشعور بالجوع رغم أن "مؤشر السعرالحراري" دخل المنطقة الحمراء منذ وقت طويل.