بن غفير لم يستفز العرب فقط بل نتنياهو أيضا

معاريف
بقلم: ألون بن دافيد
6/1/2023

مثل أطفال نجحوا في سرقة مفاتيح السيارة، تندفع هذه الحكومة بسرعة 200 كيلومتر في الساعة وكأنه يمكن في كل لحظة أن يأتي الراشد الذي ينزلهم عن الدفة. الانباء الطيبة هي انه بسرعة كهذه لن يستغرق وقتا طويلا الى أن تصطدم بالحائط وتتحطم وهكذا تصل الى نهاية طريقها. الانباء السيئة هي اننا كلنا نسافر في السيارة.اضافة اعلان
الحجيج المتسرع لوزير الامن القومي ايتمار بن غفير الى الحرم جاء لان يري العرب من هنا رب البيت، او باللغة البرلمانية للنائب تسفيكا بوجيل: ان يريهم من يمكن أن يفغله بن غفير. لكن زيارته جعلت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ايضا يرى من هو رب البيت في هذه الحكومة وأن بن غفير لم يستفز العرب فقط بل نتنياهو ايضا لا ينبغي أن يتفاجأ من هذه الزيارة المتسرعة الى الحرم. فمن عاش كل حياته السياسية كمشعل للنيران، من لم يدر شيئا في حياته (باستثناء ملفات الاتهام بالارهاب)، معقول أن يكون الامر الاول الذي يفعله هو أن يأخذ زجاجة الاحراق التي لديه -الحرم وأن يلقي بها.
أؤمن عن حق وحقيق بأن بن غفير صادق في نيته لان يعيد الحوكمة في النقب وأن يقضي على الجريمة العربية، لكن على ما يبدو هو الآخر فهم بأنه لا يوجد احتمال ان في سنة، سنتين او حتى ثلاث من الولاية -يمكنه ان يحقق ذلك. ما تبقى له هو أن يعود الى الملعب الطبيعي، الذي اعتاد ان يلعب فيه- الاستفزاز. زيارته الى الحرم لم تسهم في شيء لإسرائيل ولأمنها القومي، لكن الثمن الذي سندفعه عليها سيكون عاليا. دفعة واحدة ارتفعت شدة التحريض في السلطة الفلسطينية الى الاعالي، والتجربة تفيد بأنه دوما يوجد من يدفعه هذا التحريض لأن يترجمه الى فعل.
لشدة الحظ، كان الصاروخ الوحيد الذي اطلق من غزة مساء الثلاثاء الماضي غير ناجع ولم يجتز جدار الحدود. ومن حظنا أكثر انه في وزارة الدفاع يوجد وزير مع ما يكفي من الثقة بالنفس كي لا ينجر الى رد فعل متسرع ايضا. لكن موجات الصدى للزيارة الزائدة انتشرت بسرعة في المنطقة، ونتنياهو الذي امل في أن يبدأ ولايته بإظهار علاقاته الطيبة مع دول المنطقة، سيضطر الآن لأن يبقى يجري غسيله في البيت. من يحلم بأن يحقق في هذه الولاية علاقات مع دول عربية ملزم بأن يعرف بأن زيارات بن غفير الى الحرم ستبقي احلامه في الجارور.
حتى قبل أن يتمكن اعضاء الحكومة من الارتياح في كراسيهم الجديدة، تمكن دخول بن غفير بقدم فظة الى الحرم من أن يدهور العلاقات مع جيراننا، ومع الشريكة الولايات المتحدة ومع باقي العالم. هذا كفيل بأن يطغى على الخطة التي يرى فيها نتنياهو درة التاج في ولايته الحالية -الهجوم على ايران. الخيار العسكري الاسرائيلي حيال ايران يعتمد بقدر كبير على دعم اميركي يجعله اكثر نجاعة وربما أيضا يقلص ثمن رد الفعل من ايران ومن لبنان.
القدرة الاسرائيلية بحد ذاتها -لا تكفي كي توقف ايران. فسلاح الجو يعرف كيف يضرب منشآت النووي الايرانية من فوق الارض، او تلك التي تحت الارض قليلا، لكن ليس منشأة مدفونة عميقا داخل الصخر في فوردو. في الماضي تبين لنا بأن حتى الهجمات الكبيرة، مثل التخريب الذي نسب للموساد في المنشأة في نتناز، وإن كانت ألحقت ضررا شديدا، لكنها بدلا من ان تبطئ البرنامج النووي سرعته فقط.
وعليه، فإن اسرائيل ملزمة بإسناد اميركي لعملية كهذه. الى جانب ضرب منشآت النووي، يجب أن يأتي ايضا تهديد مصداق على بقاء النظام في طهران. خطوات رئيس الوزراء تجاه ايران سترتبط بخطوات بن غفير في الحرم. ويتعين عليه أن يختار ما هو الاهم. هذه المعضلة ستأتي قريبا حقا، او مثلما قال هذا الاسبوع وزير الدفاع يوآف غالنت لأعضاء اركان قيادة المنطقة الوسطى: "استعدوا. حتى قبل رمضان سيقع شيء ما سيئ. هنا أو في غزة أو في الجبهتين".
رمضان هذه السنة يتداخل مرة اخرى مع فصحنا. رفاق بن غفير من الجمعية من أجل الهيكل يضغطون منذ الآن لأن يسمح لهم بتقديم القرابين في الحرم في الفصل القريب. كل هذا سيحصل في نيسان (أبريل) المقبل. يمكن أن نفتح دفتر اليوميات ونسجل.