تحت غارات إسرائيل.. كيف للفلسطينية "آيات" أن تستعد لـ"الثانوية"؟

thumbs_b_c_4dbc0bf94d5dd366fe2175141b5fd7f1
thumbs_b_c_4dbc0bf94d5dd366fe2175141b5fd7f1
غزة- في ظل عدوان عسكري إسرائيلي متواصل على قطاع غزة، وجدت الشابة الفلسطينية آيات أيوب (18 عاما) نفسها تستعد لامتحانات "الثانوية العامة" داخل مدرسة لإيواء النازحين، وتحت غارات وقصف لا يكاد يتوقف. ولجأت "آيات" إلى هذه المدرسة، وهي تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مع عائلتها بعد أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما شرسا على منطقة سكنها شمالي غزة، عبر غارات جوية وقصف مدفعي. وتعتقد "آيات" ومئات النازحين الفلسطينيين أن تلك المدرسة مكان آمن، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 10 مايو/ أيار الماضي على غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة. لكن الطالبة الفلسطينية تشعر أنها أمام مهمة صعبة، فهي تحتاج إلى الدراسة والاستعداد الجيد للامتحانات، بينما تعاني ظروفا قاسية تفتقر إلى أدنى مقومات حياة البشر. فلا يمكن لها مثلا الحصول على قسط كافٍ من الهدوء، لكي تتمكن من استيعاب وفهم المقررات الدراسية، أو الراحة أو بعض المياه النظيفة لتستحم أو تحتسي كوبا ساخنا من الشاي ليعيد إليها طاقتها. ** دون مقومات للحياة وتقول "آيات" للأناضول: "الاحتلال هجرنا من بيوتنا بفعل القصف العنيف الذي استهدف منطقة العطاطرة شمالي قطاع غزة ". وتضيف: "لا نعرف ما حل في بيتنا أو بيوت جيرنا، حملت حقيبتي المدرسية وهربت إلى مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين وسط غزة". وتشدد على أن "الاحتلال لا يعرف الرحمة.. دمر كل شيء وارتكب المجازر بحق سكان القطاع". وتزيد بأن أصوات الغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة لا تسمح لها بالدراسة، كما أن المدرسة، التى نزحت إليها، تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية. وتتابع: "أعمل ما بوسعي كي أحفظ وأفهم المقررات الدراسية المطلوبة، وأجتهد على نفسي لكي يكون لي نصيب النجاح". ** امتحانات في يونيو لكن الشابة الفلسطينية تشعر بقلق شديد من استمرار العدوان على غزة أو عدم تمكنها من التقدم لامتحانات الثانوية، أو أن تفشل في الحصول على معدل يؤهلها للالتحاق بكلية الهندسة، بسبب ما تمر به من ظروف حياتية صعبة قبيل موعد الاختبارات. ومن المقرر أن تعقد وزارة التربية والتعليم الفلسطينية امتحانات "الثانوية العامة" (التوجيهي) منتصف يونيو/ حزيران القادم. ونزحت عائلات عديدة من منازلها بسبب القصف الإسرائيلي الذي استهدفها ودمرها كليا، ولجأت مئات الأسر إلى مدارس تابعة لـ"أونروا" في أنحاء متفرقة من غزة. ومنذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جراح" (وسط)، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين. وحتى الأربعاء، بلغ عدد ضحايا عدوان عسكري إسرائيلي متواصل على غزة، منذ 10 مايو الجاري، 227 شهيدا، بينهم 64 طفلا و38 سيدة، بجانب 1620 جريحا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع. ومنذ 7 مايو الجاري، استُشهد 28 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، وأُصيب قرابة 7 آلاف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي يستخدم خلالها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. بينما قُتل 12 إسرائيليا وأصيب أكثر من 600 آخرين، خلال رد الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ من غزة، بحسب "نجمة داود الحمراء" الإسرائيلية.-(الأناضول)اضافة اعلان