الاحتجاجات الجامعية اختبار مبكر لانتخابات الرئاسة الأميركية

أرشيفية
أرشيفية

 فيما انتشرت الشرطة الاميركية، أمس وأول من أمس، في عدد من الجامعات الأميركية، وفككت خيم المحتجين على العدوان على غزة ونفذت عمليات توقيف جديدة بعد تدخلها في مؤسسات تعليمية في لوس أنجلوس ونيويورك، اعتبر محللون أن ما يجري في الجامعات بمثابة اختبار مبكر للانتخابات الأميركية.

اضافة اعلان


وقال المحللون إن الاحتجاجات تمثل اختبارا للرئيس الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب، كونها تأتي قبل أشهر قليلة من انطلاق السباق الرئاسي المزمع في تشرين الثاني (نوفبمر) المقبل.


وانتقال احتجاجات الجامعات من التظاهرات إلى العنف والاشتباكات تأتي في وقت هو الأدق بالنسبة للرئيسين الحالي والسابق، وكلمة السر الناخبين الشباب، فاعتصام الطلاب الأخير بجامعة كولومبيا وانفراط عقد الاحتجاجات من جامعة لأخرى وضع البيت الأبيض أمام امتحان نهاية عام صعب بلا إجابات وفق موقع "أكسيوس" Axios. وامتحان وضع بايدن على طريق صعب بمسارات لا تخلو من المخاطرة، وسط احتجاجات أربكت خياراته، في عام هو الأهم للرئيس.
فإما أن يدين المتظاهرين فيخسر شريحة من الناخبين الشباب في وقت هو الأكثر حاجة إليهم أو أن يتضامن معهم، فيخسر معارضي الاحتجاجات.
وهناك خيار أخير وقف خلفه البيت الأبيض، بعد أن قال المتحدث باسمه إن الاحتجاجات يجب أن تظل قانونية وسلمية. ومن على مشارف نهاية العام إجازة صيفية، عول عليها بايدن على ما يبدو - وفق أكسيوس- ضمن إستراتيجية تقوم على السماح للاحتجاجات بالمضي قدما، إلى حين مغادرة الطلاب للجامعات بحلول الصيف، أو على أمل انتهاء الحرب في غزة قبل عوتهم في الخريف.
ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟
وفي جامعة تكساس في دالاس، فككت الشرطة مخيما احتجاجيا وأوقفت 17 شخصا على الأقل بتهمة "التعدي الإجرامي" وفق ما ذكرت الجامعة.
كذلك، أوقفت سلطات إنفاذ القانون الكثير من الأشخاص في جامعة فوردهام في نيويورك وأخلت مخيما نصب صباحا في الحرم الجامعي، بحسب مسؤولين.
من جهتها، أفادت شرطة نيويورك خلال مؤتمر صحافي أن نحو 300 شخص أوقفوا في جامعتين في المدينة.
وفجر أول من أمس، أخرجت القوات الأمنية التي تدخلت بصورة مكثفة الطلاب الذين كانوا يحتلون مبنى في جامعة كولومبيا العريقة في مانهاتن احتجاجا على الحرب في غزة.
وقال مغناد بوس، وهو طالب في جامعة كولومبيا شهد عملية تدخل الشرطة "تعاملت الشرطة معهم بشكل وحشي وعدائي".
بدوره، قال تحالف يضم مجموعات طالبية مؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا على إنستغرام "أوقفوا أشخاصا بشكل عشوائي (...) أصيب عدد من الطلاب لدرجة أنهم احتاجوا لأن ينقلوا إلى المستشفى".
من جهتها، قالت رئيسة الجامعة، نعمت شفيق، "يؤسفني أننا وصلنا إلى هذه النقطة".
وأوضحت أن المتظاهرين يقاتلون "من أجل قضية مهمة" لكن "أعمال التدمير" الأخيرة التي أقدم عليها "طلاب وناشطون من خارج" الجامعة استدعت اللجوء إلى الشرطة، منددة بـ"التصريحات المعادية للسامية" التي ألقيت خلال هذه التجمعات.
كذلك، فككت مخيمات أخرى أول من أمس في جامعتَي أريزونا في توسون وويسكنسن ماديسون وفق وسائل إعلام محلية.
وتتصاعد موجة الاحتجاجات الطلابية منذ أسبوعين في كبرى الجامعات الأميركية من كاليفورنيا غربا إلى الولايات الشمالية الشرقية، مرورا بالولايات الوسطى والجنوبية مثل تكساس وأريزونا، ضد الحرب في غزة وللمطالبة بقطع إداراتها روابطها بمانحين لإسرائيل أو شركات على ارتباط بها.
وفي جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وقعت صدامات، فجر أول من أمس، عندما هاجمت مجموعة كبيرة من الأشخاص، العديد منهم ملثمون، مخيما مؤيدا للفلسطينيين.
وحاول المهاجمون اختراق حاجز وضع حول المخيم، ثم اشتبك المتظاهرون والمحتجون المناهضون لهم بالعصي وتراشقوا بالمقذوفات.
وعاد الهدوء أول من أمس، لكن سيارات الشرطة كانت ما زالت موجودة في المكان.
وكان الرئيس التنفيذي لجامعة كاليفورنيا، جين د. بلوك، حذر قبل اندلاع أعمال العنف من وجود أشخاص غير منتسبين إلى الجامعة.
بايدن "يحب أن يتكلم"
من جهتها، أعلنت جامعة براون في بروفيدنس بولاية رود آيلاند التوصل إلى اتفاق مع الطلاب، يقضي بتفكيك مخيمهم الاحتجاجي مقابل تنظيم الجامعة عملية تصويت حول "سحب استثمارات براون من شركات تسهل وتستفيد من الإبادة الجماعية في غزة".
وبحسب تعداد نشرته وسائل اعلام فقد نفذت الشرطة منذ 17 نيسان (أبريل) الماضي لغاية يوم أمس عمليات توقيف في 30 حرما جامعيا على الأقل.
وانتشرت صور عناصر مكافحة الشغب في الجامعات، الذين تدخلوا بناء على طلب إداراتها، في كل أنحاء العالم، ما ذكر بأحداث مماثلة وقعت في الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام، وذلك قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) في بلد يشهد استقطابا سياسيا شديدا.
من جهته، أكد البيت الأبيض، أول من أمس، أنه يدعم حق الأميركيين في الاحتجاج مشددا على أن "نسبة صغيرة من الطلاب تتسبب بهذا التعطيل" في حرم الجامعات.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار لصحفيين "نرى أن عددا صغيرا من الطلاب يتسببون بهذا التعطيل وإذا أرادوا الاحتجاج فيحق للأميركيين القيام بذلك بطريقة سلمية وفي إطار القانون"، مشددة على أن البيت الأبيض "سيواصل التنديد بخطاب الكراهية كما يفعل".
وإلى الآن، لزم الرئيس الأميركي جو بايدن الصمت بشكل كبير في هذا الشأن، إلا أنه دان الشهر الماضي التحركات "المعادية للسامية"، بحسب تعبيره، في الجامعات مع بداية الاحتجاجات في جامعة كولومبيا.
وخلال تجمع حاشد في ولاية ويسكنسن، اعتبر الرئيس السابق دونالد ترامب أن "نيويورك كانت تحت حصار الليلة الماضية". وقال إن الرئيس جو بايدن "يجب أن يتكلم".
ترامب انتقد الحراك الطلابي بالجامعات الأميركية، وقال إن المتظاهرين في الجامعات ينفون وقوع هجوم السابع من تشرين أول (أكتوبر)، وعلق قائلا إنهم تعرضوا لـ"غسيل دماغ"، وفق تعبيره.
ومن ساحة خارج قاعة المحكمة في مانهاتن، قارن ترامب متظاهري جامعة كولومبيا بمثيري الشغب الذين اقتحموا الكابيتول في 2021، متسائلا هذه المرة هل سيعامل طلاب جامعة كولومبيا بالطريقة ذاتها للمؤيدين الذين هاجموا مبنى الكابيتول؟.-(وكالات)