تحدي حفظ الهدوء بات أكثر تعقيدا

إسرائيل هيوم

يوآف ليمور

22/6/2018

أشارت حماس لإسرائيل بأن في نيتها تغيير المعادلة في قطاع غزة. فمن الان فصاعدا، كل هجوم إسرائيلي سيرد عليه بهجوم مضاد، من الصواريخ وقذائف الهاون إلى الاراضي الإسرائيلية. اضافة اعلان
هذه هي الخلفية لليلة البيضاء التي مرت أمس على سكان غلاف غزة. فقد هاجم الجيش الإسرائيلي اهداف لحماس ردا على ارهاب الطائرات الورقية، فردت حماس بالنار على إسرائيل. وبخلاف الحالات السابقة، هذه المرة نفذت معظم إطلاق النار بنفسها، ولكنها حرصت على أن تعمل بشكل مضبوط: فقط في الليل، فقط إلى البلدات المحاذية للجدار وفي ظل محاولة التأكيد الا تقع اصابات، منعا لتدهور غير مرغوب فيه.
لتغيير سياسة حماس هناك سببان مركزيان: الأول، تغيير السياسة الإسرائيلية بالنسبة لإرهاب الطائرات الورقية. فقد استغرق إسرائيل وقتا طويلا لان تردـ وتعرف الطائرات الورقية كارهاب يجب العمل ضده، ولكن عندما حصل هذا – بدأ عمل منهجي تضمن إطلاق النار على مقربة من مطلقي الطائرات الورقية، اطلاق النار بقرب السيارات التي تقلهم، وكذا ضرب اهداف لحماس في غزة.
السبب الثاني هو الضائقة الداخلية لحماس في غزة. فمنذ بدأت الاحداث حول الجدار وقع لها اكثر من 150 قتيلا ونفذ الش الإسرائيلي نحو 100 هجوم ضد اهداف للمنظمة، وبالمقابل فقد حققت صفر إنجازات، ولم يصب أي إسرائيلي بأذى. في هذا الوضع، تبحث حماس عن شيء ما تمسك به، ورسم خطوط حمراء واضحة امام إسرائيل في شكل الإعلان أن "الرد سيواجه بالرد" يضعها كمن تدافع عن سكان غزة في وجه إسرائيل.
المشكلة في وضع الأمر هذا هي أنه على الرغم من ان اللعب بالنار هو لغة حديث معتادة في الشرق الاوسط، فإن من شأن الأمور أن تخرج عن نطاق السيطرة. ومع أن الجيش يحرص على الامتناع عن الإصابات في الهجمات في غزة، وعليه فقد أوصى أيضا بعدم المس مباشرة بمطلقي الطائرات الورقية وكذا لان هؤلاء في معظم الحالات هم فتيان وبالأساس خوفا من أن يؤدي الأمر إلى التصعيد. ولكن تحكمه بنتائج الهجمات في القطاع ليس كاملا. فحماس هي الاخرى لا يمكنها أن تكون واثقة من أن كل صاروخ أو قذيفة هاون سيقع في أرض مفتوحة، ولن يمس المواطنين.
في هذا الوضع، مضاف إليه حالة التفجر البنيوية في غزة، كنتيجة للوضع الإنساني الاقتصادي فيه، يكون هناك مجال واسع جدا للحظ. صحيح أن حماس تعول على عدم رغبة إسرائيل في الحرب كي تواصل التركيز على جبهة الشمال، ولكنها تخطئ في تقديرها بان إسرائيل ستكون مستعدة لان تسلم باستمرار أعمال إرهاب الطائرات الورقية والاقتراب من الجدار، وبالتأكيد في تقديرها بانها ستمتنع عن العمل على خلفية الخطوط الحمراء الجديدة التي وضعتها.
في مرحلة معينة، فإن الصبر الإسرائيلي سينفد. هذا كفيل بأن يحصل بسبب اصابات، لا سمح الله، او ببساطة لان سكان غلاف غزة ملوا رؤية حقولهم تحرق وأطفالهم يضطرون إلى قضاء الاجازة الكبرى في المجالات المحصنة. هذا لا يعني انهم في الغلاف يسعون إلى الحرب (حين سيكونون هم أول من يدفعون الثمن)، فما يسعون إليه هناك هو الهدوء. ومن يوم إلى يوم، فإن تحدي الجيش لان يوفر لهم هذا الهدوء يصبح معقدا أكثر فأكثر.