إسرائيل: "الصراع ضد الوكالة فشل"

الأونروا: إسرائيل أجبرت بعض موظفينا على اعترافات كاذبة
الأونروا: إسرائيل أجبرت بعض موظفينا على اعترافات كاذبة
هآرتس
أمير تيفون
25/4/2024


 شخصيات رفيعة في إسرائيل اعترفت في الفترة الأخيرة بأن حملة إسرائيل التي هدفت إلى المس بالتمويل الدولي لوكالة الإغاثة الدولية للاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فشلت. بعض الدول أعلنت في الفترة الأخيرة بأنها ستستأنف تمويل الأونروا بعد تجميده في بداية الحرب في غزة في أعقاب ادعاءات إسرائيل حول تعاون هذه المؤسسة مع حماس، بما في ذلك مشاركة موظفيها في هجوم 7 أكتوبر.اضافة اعلان
 في الفترة الأخيرة تعرضت الحملة الإسرائيلية لسلسلة من الضربات. فألمانيا، وهي إحدى الدول المهمة لإسرائيل في العالم، أعلنت أنها تنوي استئناف تمويلها للوكالة، الذي جمدته حكومة برلين في كانون الثاني الماضي. في بيان لوزارة الخارجية الألمانية كتبت أنه بعد أن فحصت ألمانيا ادعاءات إسرائيل أصبحت على قناعة بأنه يجب تحسين الرقابة على نشاطات الوكالة وعلى المشاريع التي تنفذها، لكن في موازاة ذلك هي تنوي استئناف دعم الأونروا في الوقت القريب. ألمانيا قالت إنه يجب على الحكومات الأخرى التي جمدت تمويلها أن تفعل ذلك.
 في البيان الألماني كتب أيضا أن الوكالة تواصل لعب "دور حيوي لا بديل له" في معالجة الأزمة الإنسانية في القطاع، وأن مؤسسات دولية اخرى، التي تعمل في غزة، تعتمد على البنية التحتية القائمة للأونروا. ألمانيا تعتقد أنه "على خلفية الكارثة الإنسانية المتواصلة في غزة فإن هذا الأمر مهم اكثر من أي وقت مضى" لدعم الوكالات الدولية المختلفة التي تعمل في القطاع، وفعل ذلك قبل أن يتم مس تمويل الأونروا بصورة لا تمكن من استمرار مشاريعها للتعليم والرفاه.
 في وزارة الخارجية الإسرائيلية قالوا ردا على ذلك بأن قرار ألمانيا "مؤسف ومخيب للآمال". وأن "إسرائيل تتشارك مع ألمانيا ودول مانحة أخرى في المعلومات حول مئات نشطاء حماس العسكريين ومئات النشطاء الآخرين الذين ينتمون لمنظمة حماس والجهاد الإسلامي، بما في ذلك موظفون في الأونروا"، كتب، "هؤلاء ليسوا بضع حبات متعفنة من التفاح، بل هذه شجرة متعفنة وسامة". وكتب أيضا أن إسرائيل ستستمر في التعاون مع الحكومة الألمانية لتوجيه المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بواسطة وكالات أخرى.
خلفية بيان ألمانيا هو التقرير الذي نشرته في نهاية الأسبوع كاترين كولونا، وزيرة خارجية فرنسا السابقة، التي تم تعيينها من قبل الأمم المتحدة من أجل التحقيق في نشاطات الأونروا. كولونا قامت بزيارة إسرائيل قبل شهر تقريبا والتقت مع جهات عليا في الحكومة وفي الجيش من أجل الحصول على معلومات عن الادعاءات ضد هذه المؤسسة. ولكن في التقرير كتبت كولونا بأن إسرائيل لم تعرض أي أدلة على أن الكثيرين من موظفي الوكالة هم أعضاء في التنظيمات الإرهابية التي تعمل في غزة، ولم تتطرق إلى ادعاء إسرائيل حول مشاركة موظفي الأونروا في هجوم 7 أكتوبر.
 التقرير ووجه بانتقاد كبير من قبل إسرائيل، ووزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت ردا رسميا بأن الوثيقة "تتجاهل خطورة المشكلة وتقترح حلول تجميلية لا تتعامل مع الحجم الكبير لاختراق حماس للأونروا. وهكذا فإن التقرير لا يظهر كفحص حقيقي وجذري". مع ذلك، جهات إسرائيلية سياسية اعترفت في محادثات مع دبلوماسيين أجانب في الفترة الأخيرة بأن إسرائيل لم تنجح في التأثير على التقرير كما أملت، وأنه من الواضح لها بأنه في أعقاب نشره فإن دول أخرى ستنضم لألمانيا وستستأنف تمويل الوكالة. حسب تقارير نشرت في نهاية الأسبوع فإن بريطانيا أيضا تفحص الآن استئناف تمويلها للوكالة.
 حتى الآن الدول الاكثر أهمية التي قررت استئناف تمويل الأونروا، معظمها حتى قبل نشر تقرير كولونا، هي فرنسا وكندا وأستراليا والسويد والنرويج وأسبانيا واليابان. في إسرائيل يخشون بالأساس من أن بريطانيا والولايات المتحدة، الدولتين الأكثر وضوحا في دعمهما الآن في الساحة الدولية ستغير قرارهما حول وقف التمويل.
 مصدر إسرائيلي مشارك في الجهود السياسية لوقف التمويل قال للصحيفة بأن الحديث لا يدور عن فشل غير دعائي، بل هو ينبع من غياب بديل مقنع لنشاطات الأونروا. وحسب أقوال هذا المصدر فإن إسرائيل نجحت في إثارة الشك لدى أصدقائها في العالم بخصوص الأونروا، لكنها لم تدعم هذه الخطوة بعرض أي بديل مناسب للوكالة. أيضا في جهاز الأمن قدروا، منذ شهر كانون الثاني، بأن الصعوبة الأساسية في الحملة ضد الأونروا لم تكن لإقناع العالم بأن الوكالة هي إشكالية، بل الاقناع بالبديل.
 دبلوماسي غربي من دولة استأنفت التمويل قال إن قرار حكومته لفعل ذلك ينبع من سببين. "الدلائل التي عرضتها إسرائيل لم تكن حازمة بشكل كاف، ولم تقنع بأن الأمر يتعلق بظاهرة واسعة وليس بحالات منفردة"، قال وأضاف "إضافة إلى ذلك نحن شاهدنا كيف أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور إلى خطر الجوع وأدركنا أن هذا ليس الوقت المناسب لإظهار الحكمة. ولو أنه كانت هناك طريقة لتقديم الغذاء لمليوني شخص في غزة بدون الأونروا كنا سنكون مستعدين لفحص ذلك. ولكن يبدو أنه لا يوجد. وفي أوساط الاتحاد الاوروبي يوجد إجماع بأن دعم الأونروا يجب أن يستمر في الوضع الحالي رغم ادعاءات إسرائيل".