الكذب بالإيهام أن الحرب انتهت في غزة

هآرتس
هآرتس
بقلم: جاكي خوري

في إسرائيل يحاولون البث طوال الوقت بأن الحرب انتهت، وأن معظم القوات انسحبت، وكل ما يحدث الآن هو هجمات محدودة من الجو، أو ما يعتبرونه في إسرائيل عمليات جراحية، ويصورون الغزيين على الشاطئ وكأن الحياة عادت إلى الروتين، لكن عمليا هذا تشويه وكذب.اضافة اعلان
غضب داخل القطاع يتصاعد ويقولون "نحن ما نزال في حرب وحشية وهجمات لا تترك أي مجال للراحة لأحد، في الشمال والجنوب"، أكد أحد الغزيين. "نحن لا نشعر بأن الحرب أصبحت وراءنا، بالعكس". كان يتحدث وقد سمع انفجارا كان على بعد بضع عشرات الأمتار من بيته. ويقول "الشعور هو أنه لا يوجد أي مكان آمن، وكل بيت ومبنى هو هدف للهجوم". في الحقيقة، بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس تدل على أن عشرات الأشخاص ما يزالون يقتلون كل يوم، بالأساس في الهجمات الجوية. أول من أمس، تم الإبلاغ عن 43 قتيلا خلال 24 ساعة، بالإجمال تم الإبلاغ في هذا الأسبوع عن موت 256 شخصا.
"هذه أرقام حرب وليس وقف إطلاق نار"، قال الغزي، "وحقيقة أن قوات كثيرة انسحبت من القطاع لا تعني أن الحرب قد انتهت". وحسب قوله، فإنه لا يهم سكان القطاع إذا كانت عمليات القصف من الجو تحدث مرة في كل ساعة أو مرة كل ساعتين. السؤال البسيط هو من الذي سيموت اليوم ومن الذي سيبقى على قيد الحياة. ولا يوجد أي فرق بين المواطن العادي أو من يعد من مقاتلي حماس، أو ذراعا عسكرية أو سياسية.
مواطنة أخرى في غزة أم لولدين يعيشون في المدينة، قالت إنه في الفترة الأخيرة كانت شاهدة على هجمات يومية في شمال القطاع، وفي عدد من الأحياء في غزة، مثل الشجاعية ووسط المدينة. صورة الوضع التي يرسمها سكان مناطق أخرى في القطاع مثل مخيم النصيرات في وسط القطاع وخانيونس، متشابهة تماما. "عائلتي غير مرتبطة بأي شيء سياسي أو عسكري. مع ذلك، عمارتها تم قصفها بالكامل ولم يبق منها أي شيء"، وأضافت، "الآن أبناء عائلتي يعيشون في الخيام في مدينة رفح، ولا يعرفون ماذا سيكون مصيرهم".
في منطقة رفح، يزداد الخوف من عملية عسكرية ستبدأ في الفترة القريبة المقبلة إزاء تهديدات إسرائيل وتوقف الاتصالات حول عقد صفقة لإطلاق سراح المخطوفين. السكان يعتقدون أن الهجمات المتزايدة من الجو في المدينة ومحيطها هي الدليل على ذلك، إضافة إلى التقارير عن استعداد اسرائيل لدخول المدينة وتنسيق ذلك مع الولايات المتحدة ومصر. "أي فلسطيني في القطاع يعرف شيئا واحدا، وهو أن وقف الحرب يعني أنه لن يكون أي هجوم أو أي نشاطات، سواء عمليات جراحية أو غيرها"، قال أحد سكان المدينة. "نحن لا نقيس الحرب بحجم القوات الإسرائيلية أو بعدد الجنود على الأرض". وحسب قوله، فإن الخوف الآن أكبر بكثير مما كان في بداية الحرب. "إذا كان للناس في حينه مكان ليذهبوا إليه، بالأساس نحو الجنوب، الآن لا يوجد أي مكان ليذهبوا اليه".
جميع السكان الذين تحدثوا مع "هآرتس" أكدوا أنهم لا يقلقون فقط من النشاطات العسكرية، بل أيضا من الأضرار الشاملة للحرب على المديين القصير والبعيد. "في إسرائيل يقيسون 40 درجة والجو خماسيني ويتذمرون"، قالت امرأة من مخيم النصيرات. "ينشرون صورة على الشاطئ ويقولون إن الغزيين خرجوا للاستجمام. ربما لا توجد لنا أي طريق أخرى عدا الجلوس على الشاطئ من أجل التخفيف قليلا من شدة الحرارة". هذه المرأة هي أم لولدين، وقد قالت إنهم لم يذهبا إلى المدرسة أبدا. أيضا الأدوية نفدت. وحسب قولها، فإن الحرب سترافق الناس في القطاع، على الأقل لجيل أو جيلين مقبلين. "الجيش الإسرائيلي يواصل القصف والهجمات، لكن أيضا إذا توقف ذلك الآن، ولا يبدو أن هذا هو التوجه، فنحن سنعيش في وضع الحرب والمعاناة لسنوات كثيرة".