"تكية أم علي" تكافح الجوع بدعم 20 ألف أسرة تعاني - الفقر الغذائي - فيديو

Video thumbnail for youtube video tjasiq4cviw
Video thumbnail for youtube video tjasiq4cviw

نادين النمري

مع عودة موائد الرحمن لساحات التكية بعد عامين من الانقطاع ازدياد في مرتاديها

عمان– أفواج من الصائمين يتدفقون نحو وسط منطقة المحطة في عمان، قاصدين "تكية أم علي"، بعد عامين من انقطاعها عن اقامة موائد الرحمن بسبب إجراءات التعامل مع جائحة كورونا.

"موائد التكية" لم تعد كما كانت قبل الجائحة، إذ تضاعف قاصدوها، ليبلغوا نحو 3000 شخص يوميا. هذا العدد الكبير دفع بإدارة التكية لإضافة خيام جديدة لاستقبال الصائمين، وتوفير وجبات إضافية في حال امتلأت قاعات وخيم التكية، "فما من ضيف يقصدها ويرد خائبا"، كما يقول ضيوف وعاملون فيها.

الزائر للتكية، يلحظ قبل موعد الإفطار بساعة ونصف، حركة دؤوبة من المتطوعين لتحضير وتوزيع وجبات طعام ساخنة، تقدم للصائمين الذين يبدأ توافدهم قبل نصف ساعة من الأذان، ويجري توزيعهم على قاعات وخيام خاصة بالرجال وأخرى بالنساء والأطفال، ولا تفرق الخيام بين جنسية أو عرق، إذ من المعتاد سماع لهجات ولغات مختلفة للحاضرين الذي قدموا من مناطق مختلفة.

لكل زائر للتكية قصته الخاصة، فخلال زيارة "الغد" لها، التقت صائمين، بينهم سعدية محمود ، (أم معيلة لثلاثة أطفال)، قدمت من منطقة اقامتها في جبل عمان- الدوار الثاني، لتناول وجبة إفطار مع أطفالها.

لجأت سعدية وأطفالها من الصومال الى الأردن قبل 15 عاما، هربا من الحرب هناك، وبرغم تسجيل أسرتها في مفوضية اللاجئين، وحصولها على دعم نقدي شهري قدره 125 دينارا، لكن هذا المبلغ لا يغطي سوى أجرة المنزل وجزء من تكاليف المياه والكهرباء.

كما يتلقى كل طفل في عائلة سعدية 24 دينارا من برنامج الغذاء العالمي، لتغطية نفقات اطعامه، لكن جزءا كبيرا من المبلغ ينفق على شراء حفاظات وفوط لابنها الذي شخص باضطراب التوحد الشديد.

عملت سعدية التي لا أقارب لها في الأردن في تنظيف المنازل، لكن ابنها ذي التوحد كان في المنزل، فأحرقه عن طريق الخطأ، فـ"البيت انحرق كاملا.. الحمدلله كنت بالبيت وقت الحادثة، لكن الشغل صار صعبا جدا في الوضع هذا". لذلك تبقى التكية الخيار الأنسب لتتمكن سعدية من توفير وجبة طعام مشبعة ولذيذة لأطفالها.

تقول "منذ سنوات اعتدت القدوم الى التكية. كنا نأتي برفقة جار لنا وزوجته، ونزور التكية 3 مرات أسبوعيا، لكن بعد انتقالنا الى حي آخر، لم أعد اتردد على التكية كالسابق".

وتتحدث عن كيفية تأثير جائحة كورونا على عائلتها لتضييق حركتهم في القدوم للتكية، وتقول "أذكر أننا في العام الماضي قدمنا في وقت مبكر قبل الإفطار بأربع ساعات لكن كانت التكية مغلقة".

في العام الحالي، ومع عودة موائد الرحمن، لم تزر سعدية التكية في الاسبوع الأول من رمضان سوى مرة واحدة، وتقول "كنا عشان نوصل التكية، نستخدم مقعدين بالباص أنا وأولادي وندفع نص دينار أو سبعين قرشا. الآن المواصلات سعرها ارتفع والاولاد كبروا وكل واحد بحاجة لكرسي منفرد. ماعاد ينفع نقعد على كرسيين بس".

باشرت سعدية قبل فترة البحث عن سكن قريب من التكية، لتوفير كلفة المواصلات، لكنها تخوفت من فكرة نقل السكن، خصوصا أنها تشعر بارتياح في منطقة سكنها الحالية التي تضم مزيجا من السكان الأردنيين، السودانيين، الصومالين واليمنيين.

تقول "في الحي كلنا ظروفنا صعبة. بس روح الناس حلوة وكلنا قلوبنا عبعض".

السمة الغالبة للقادمين الى موائد الرحمن، أنهم يأتون كمجموعات، عائلات مكونة من الأم وأطفالها، او أشقاء واقارب وأصدقاء، لكن في إحدى زوايا القاعة، تجلس الشابة ريم (27 عاما) تأتي ريم الى التكية، لتشعر بأجواء الشهر الفضيل، ومن ضمنها مشاركة الآخرين وجبة الطعام.

ريم فتاة يتيمة الأب والأم، وتقيم مع زوجة والدها، تقول "ما عنا قرايب بعمان. بحب أجي هون عشان أفكر مع الناس، مع انه ما عندي أصدقاء من اللي بيجوا يفطروا، بس الفطور مع الجماعة غير، بحب جو رمضان بالتكية".

مدير عام التكية سامر بلقر، "لمسنا هذا العام ارتفاعا كبيرا وملموسا في اعداد الزائرين، فمع عودة موائد الرحمن، ارتفع عدد الزائرين للتكية في موائد الرحمن التي تقيمها من 2000 الى 2500 في السنوات السابقة، ليصل الى 3000 في العام الحالي.

يبين بلقر أنه ولغاية توفير أماكن للاعداد الإضافية من الصائمين، جرت زيادة المساحات المخصصة للصائمين، لافتا إلى أنه في حال امتلأت قاعاتها يجري توفير وجبات إضافية تفوق عدد المقاعد الموجودة.

ويشير إلى أن مرتادي التكية، ليسوا فقط من المنطقة المحيطة، بل ايضا هناك أشخاص يأتون من أماكن بعيدة نسبيا.

وإضافة الى موائد الرحمن، تواصل التكية في رمضان للعام الحالي، توزيع وجبات إفطار على الصائمين عن طريق موائد الرحمن التي تقيمها في جمعيات شريكة في مختلف المحافظات، اذ يتم توزيع نحو 2.000 وجبة إفطار يومياً على الصائمين في المحافظات.

وتشمل وجبة الإفطار على مصدر لحوم وأرز وصوص وخبز، وحبة فاكهة وقطعة حلويات بالإضافة للماء والمشروب الغازي.

وحول الفترة التي توقفت موائد الرحمن خلالها، قال بلقر "استجابة لإجراءات مواجهة فيروس كورونا، وما تبعها من إجراءات وقائية من التباعد ومنع التجمعات، استبدلت التكية خلال عامي 2020 و2021، باستبدال برنامج موائد الرّحمن الذي اعتادت أن تقيمه في مقرها الرئيسي ببرنامج توزيع وجبات إفطار ساخنة عبر الجمعيات الشريكة في المحافظات، ومباشرة لمنازل الأسر الأكثر حاجة والأكثر تأثرا بأزمة كورونا".

ولفت الى أنه في العام الماضي، وزعت نحو 81 ألف وجبـة إفطار سـاخنة في رمضان، بحيث كانت التكية قد حصلت على الموافقة، مع الالتزام الكامل بالتدابير الوقائية، لضمان سلامة موظفيها والصائمين والأسر المنتفعة.

وبين انه في العام الماضي وزعت التكية أكثـر مـن 240.951 طـردا غذائيا شـهريا علـى أسر محتاجة، تعيـش تحت خـط الفقـر الغذائـي فـي المحافظـات، كمـا وزعت أكثـر مـن 3.602 طرد طارئ لمساعدة أسر تضررت من الجائحة.

وتهدف التكية وفق بلقر لمكافحة الفقر الغذائي، وتوفير الدعم الغذائي الشهري لـ20 ألف أسرة محتاجة تعيش تحت خط الفقر الغذائي في المحافظات، في حين تقدر آخر الأرقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة نسبة من يعانون من الفقر الغذائي أو الفقر المدقع بنحو 12 بالألف من السكان.

وتوصل التكية طرودا غذائية طوال العام لهذه الأسر، ويحتوي كل طرد على مواد تفي باحتياجات الأسرة شهريا.

اضافة اعلان

إقرأ المزيد :