جهود عربية ودولية لإحياء عملية السلام وسلسلة اجتماعات لتفعيل "الرباعية"

شاب فلسطيني بين يدي جنود الاحتلال الإسرائيلي ضمن حملة اعتقالات طالت عددا من الشبان في الضفة الغربية المحتلة.-(أرشيفية)
شاب فلسطيني بين يدي جنود الاحتلال الإسرائيلي ضمن حملة اعتقالات طالت عددا من الشبان في الضفة الغربية المحتلة.-(أرشيفية)

نادية سعد الدين

عمان - تنشط حالياً جهود عربية فلسطينية ودولية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط على أرضية المبادرة التي طرحها الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام، يأتي ذلك على وقع تصاعد عدوان سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضدّ الأراضي الفلسطينية المحتلة.اضافة اعلان
وأوضح مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رياض منصور، أن بعثة فلسطين بالتعاون والتنسيق مع مجلس السفراء العرب، تواصل لقاءاتها واتصالاتها مع أعضاء "الرباعية" ومجلس الأمن، والدول المؤثرة، بناء على ما طُلب منها بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ، بهدف تفعيل الرباعية، وفتح آفاقٍ لعملية سياسية مجدية على أرضية مبادرة الرئيس عباس بعقد مؤتمر دولي للسلام.
وقال منصور، في تصريح أمس، إن "اجتماعاً هاماً لمجلس السفراء العرب وبمبادرة من وفد فلسطين عُقد مع سفير الاتحاد الروسي في نيويورك استناداً لما طرحه وزير خارجية بلاده في جلسة مجلس الأمن الأخيرة والذي دعا لعقد اجتماع للرباعية على المستوى الوزاري في الأشهر القليلة القادمة، تمهيداً لعقد المؤتمر الدولي".
وأعلن منصور عن انعقاد اجتماع مع مندوب الاتحاد الأوروبي (أمس)، واجتماع آخر مع الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الجمعة القادمة، في إطار جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أنه سيتم اللقاء مع مندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة عندما يتم تثبيتها في نيويورك، على أن يجري استكمال المشاورات مع أعضاء الرباعية، منوهاً إلى أن جلسة مجلس الأمن ستعقد في السادس والعشرين من الشهر الجاري وستناقش الوضع في فلسطين.
يأتي ذلك على وقع استمرار اعتداءات سلطات الاحتلال ضدّ الشعب الفلسطيني؛ حيث اندلعت، أمس، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في مدينة الخليل، مما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال باتجاههم.
وقد اقتحمت قوات الاحتلال منازل المواطنين الفلسطينيين وقامت بتفتيشها وتخريب محتوياتها في منطقة "واد الكرم" بالخليل، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز صوب منازل المواطنين، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق والجروح البليغة.
كما شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، طالت عدداً من المواطنين الفلسطينيين، بينهم قيادي في حركة "حماس" وأسرى محررون.
وذكر جيش الاحتلال في بيانه لوسائل الإعلام، أن "جنوده اعتقلوا عدداً من الفلسطينيين بالضفة الغربية، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين"، وفق مزاعمه.
وأفادت الأنباء الفلسطينية، أن قوات الاحتلال اعتقلت قياديا في حركة "حماس"، وعدداً من المواطنين، وذلك بعد اقتحام منازلهم في مدينة طوباس وتفتيشها والعبث بمحتوياته، إضافة لاعتقال عدد من الشبان الفلسطينيين من قرية "تياسير" شرقا، وذلك عقب دهم منازلهم وتفتيشها.
فيما أصيب العشرات من المواطنين الفلسطينيين بالاختناق، جراء إطلاق قوات الاحتلال القنابل المسيلة للدموع على منازلهم في بلدة "اليامون" غربي جنين.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت "اليامون" وفتشت العديد من المنازل التي تعود لأسرى محررين واستجوبت أصحابها، كما اعتقلت عدداً من المواطنين بعد مداهمة منازلهم في البلدة. ونفذت قوات الاحتلال عمليات اقتحام واسعة في كل من القدس المحتلة والخليل وبيت لحم، وذلك بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن "إسرائيل" دولة عنصرية وخارجه عن القانون ويتوجب مقاطعتها وفرض العقوبات عليها.
وأدانت الوزارة، في تصريح لها أمس، جرائم الاحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته، في عدوان مفتوح يستهدف بشكل يومي الوجود الفلسطيني الوطني والإنساني في القدس المحتلة ومحيطها وفي جميع المناطق المصنفة (ج) بما فيها الأغوار.
وقالت إن "هذا العدوان المتواصل يهدف الى تكريس أسرلة وتهويد القدس وفصلها نهائياً عن محيطها الفلسطيني وربطها بالعمق الإسرائيلي، وتخصيص ما يزيد على 60 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة كاحتياط استراتيجي للاستيطان".
وأضافت أن "تلك الممارسات الإسرائيلية تؤدي إلى اغلاق الباب أمام أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً وذات سيادة وقابلة للحياة بعاصمتها القدس المحتلة، وتقويض أي فرصة لتحقيق السلام على أساس مرجعيات السلام المعترف بها دولياً، وفي مقدمتها مبدأا حل الدولتين والأرض مقابل السلام".
وأشارت إلى "استباحة جرافات الاحتلال للأرض الفلسطينية، تجريفاً وتخريباً، كما يحدث من شق طرق استيطانية ضخمة في جنوب الضفة الغربية وشمالها، وتوسيع للمستوطنات كما هو الحال في محيط مستوطنة "بيتار عليت" الإسرائيلية".
وبينت أن قوات الاحتلال تستكمل عدوانها "بتدمير الأشجار الفلسطينية والبنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني، وهدم عشرات المنازل الفلسطينية، فضلاً عما تتعرض له الأغوار المحتلة من عمليات تطهير عرقي وتهجير للمواطنين بهدف إفراغها من أي وجود فلسطيني".
وأوضحت "الخارجية الفلسطينية" أن سلطات الاحتلال "ماضية في تدمير حل الدولتين عبر خلق وقائع جديدة على الأرض تحول دون تنفيذه، ومواصلة انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان الفلسطيني من خلال التنكيل اليومي وفرض العقوبات الجماعية وخنق الحياة الفلسطينية، وتنفيذ المشاريع الاستيطانية التوسعية، بما يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
واعتبرت "الخارجية" أن "استمرار اعتداءات سلطات الاحتلال لفرض الوقائع على الأرض ضمن مسلسل الضم التدريجي وتدمير مشروع تجسيد دولة فلسطين، غير مقبول ومرفوض".