دراسة حول عزوف الأردنيين عن أخذ لقاح كورونا مقارنة بالسعوديين

مواطن يتلقى التطعيم ضد فيروس كورونا في أحد المراكز -(تصوير: أمير خليفة)
مواطن يتلقى التطعيم ضد فيروس كورونا في أحد المراكز -(تصوير: أمير خليفة)
محمود الطراونة عمان- يباشر فريق باحثين اجتماعيين وصحيين من الأردن ودول عربية، بدراسة علمية حول أسباب عزوف الأردنيين عن تلقي مطعوم فيروس كورونا، ودراسة مقارنة مع السعودية ينفذها أردنيون وسعوديون، بعد الحصول على موافقات من الجهات المختصة. رئيس فريق البحث للدراسة الأستاذ بمعهد الدوحة للدراسات العليا حمود عليمات قال لـ"الغد"، إن التطعيم يكاد يكون خط الدفاع الأول المضاد لفيروس كورونا، وهذا ما تجمع عليه مؤسسات صحية عالمية ووطنية، وقد بذلت الدول والمؤسسات الدولية الجهود لحث الشركات المصنعة للقاحات، على تسريع انتاجها، وتوفير اختبار اللقاحات على نطاق واسع، وإلى درجة أن أعفيت الشركات من تبعات ومسؤوليات ما قد يظهر من أضرار للمطاعيم، جراء الاستعجال بإنتاجها واستخدامها. واشار الى انه ما كان لذلك ان يكون، الا باتباع قاعدة أخف الضررين وارتكاب الضرر الفردي لحماية المجموع، مشيرا إلى أنه ونتيجة لما صاحب جائحة كورونا من إشاعات ومعلومات متضاربة، نجم تشوش في تفكير غالبية الناس، ما تسبب باضطراب في الفهم واتخاذ القرار بشأن أخذ اللقاح. ولفت الى أن ذلك تسبب في الشك باللقاحات، وكانت النتيجة العزوف عنها، بل ورفض أخذها من قطاعات واسعة، ليس في الاردن فقط، بل وفي العالم. وقال "لا شك بأن العزوف، يجعل من الوقاية من المرض والتصدي له أمرا معقدا، بل ويطيل من أمد الجائحة، لذلك فإن إقناع الجماهير بجدوى اللقاح أمر لازم"، لافتا الى انه وقبل ذلك، يلزم معرفة عوامل وأسباب وظروف التردد او العزوف عن اللقاحات. ولفت الى وجود عوامل نفسية وشخصية واجتماعية ومؤسسية وراء ذلك، ولكن حتى نصل للواقع، فالدراسة تأتي لمعرفة ما هي العوامل التي تقف وراء العزوف عن أخذ اللقاحات أو رفضها، ومن هنا يمكن لنا تلمس استراتيجيات العمل لمواجهة أي معلومات مغلوطة أو مخاوف لا مبرر لها. وأضاف "هنا يمكن الإشارة الى انه في دراسة سابقة وجد ان الذين يخافون من الإصابة بأمراض معينة، مرتبطة بشكل كبير بالمعلومات المغلوطة والخاطئة التي يعتقدونها، أي أن الجهل بأي أمر هو مصدر خوف منه". عضو فريق البحث رهام ابو غبوش قالت لـ"الغد" ان الدراسة تتركز حول اسباب عزوف الاشخاص عن تلقي اللقاحات الخاصة بكورونا في المجتمعين الاردني والسعودي عبر عينة من المنطقة الشرقية. ولفتت الى ان فريق البحث نفذ الدراسة في السعودية كنموذج بحث، وسيصار الى مقارنة نتائجها بالمجتمع الأردني قبيل إطلاق النتائج. وتتضمن محاور الدراسة: فاعلية اللقاح ومدى توافر الاجراءات الحكومية وتشجيعها، ودور وسائل الاعلام، الإشاعات، الاخبار السلبية. نقص المعلومات. الخ، وان عينة الأردن ستكون فقط من العازفين عن أخذ اللقاح. المدير التنفيذي لمستشفى الأمير سلطان بالسعودية، عضو فريق الدراسة عبد الرحمن العجمي قال إن فريق عمل الدراسة بالسعودية، سيركز على العينة بالمنطقة الشرقية من السعودية والتي ستحاول الكشف عن مدى اقبال افراد العينة على اخذ اللقاح كما ستكشف كذلك عن حجم العزوف وأسبابه. وأضاف العجمي أنه ستجري مقارنة بين الدراستين الأردن والسعودية، لان الدراسات والمؤشرات تدل على وجود اقبال على اللقاح في السعودية، فيما يعاني الاردن عزوفا عن اخذه، مشددا على تنظيم جماعات مركزة لرصد عوامل تؤدي للعزوف. ولفت العجمي الى ان عدم الاقبال يزيد من نسبة الإصابات، ما يؤدي للضغط على الكوادر الصحية وإرهاقها، كما سيؤدي لارتفاع نسبة الوفيات ليبقى الحل الوحيد هو اللقاح. وتستعرض الدراسة دور الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر الاشاعات احيانا، او الاخبار المغلوطة عن اللقاحات وتأثيراتها على اقبال المواطنين عليها. كما يدرس فريق البحث، ثقة المواطنين بحكوماتهم وربطها في العزوف على اللقاحات والمقارنة بين نماذج عربية خليجية بالاردن بهذا الخصوص.اضافة اعلان