قصص الأطفال بين الواقع والمأمول

ما تزال قصص الاطفال تعاني من تحديات كثيرة في واقعها لكل متأمل، فأول هذه التحديات تكمن في الافتقار إلى الفكرة التي تلبي حاجات الطفل في مراحله العمرية المختلفة، بحيث تنمي لديه مهارات متنوعة تساعده في حياته الشخصية والعملية في المستقبل. لكن الملاحظ هو خلو معظم قصص الاطفال من القيمة التربوية والتوعوية، فبعض منها ينقل الطفل إلى عالم خيالي بشكل مفرط، يفقد معه الطفل أحقيته في التعاطي بصورة سليمة مع محيطه الأسري والخارجي.اضافة اعلان
فالقصة التي لا تؤصل في الطفل القيم والمبادئ السامية، لن تكون لها أي قيمة اللهم إلا بث الأفكار المشوهة دافعة الطفل إلى حالة من التشتت والصراع الداخلي ما بين الواقع الذي يعيشه وبين أوهام وخيالات يشاهدها او يقرؤها، هذا عدا تأثيرها النفسي الرهيب على الطفل فتهتز شخصيته التي من المفترض أن تساهم القصص في بنائها لا زعزعة أساسها، لتترك جرحا عميقا ليس من السهولة بمكان علاجه.
إن المأمول ان تساهم قصص الاطفال على مساعدة الطفل على بناء شخصيته وتنقيتها بالافكار الصحيحة، لتعينه على رسم مستقبله وتدعيم مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين، وترسيخ القيم والسلوكيات المحمودة، والمساهمة في تشجيع الطفل على القراءة وتزيد من قدرته على الاستيعاب والفهم وتحسين مهاراته وقدراته اللغوية والتعبيرية، وتعزيز مخزونه المعرفي، لأن قصص الأطفال أولا وآخرا هدفها تقديم رسالة تربوية وتوعوية للطفل.
إن المطلع على المنتج القصصي المقدم للطفل، لا يرقى في طبيعة الحال الى الواقع الذي يعيشه الطفل، فمن تدعيم مهارات التفكير العليا، وتحفيز الطفل للتعبير عن نفسه إلى امداده بالادوات التي تمكنه من السؤال والاستفسار والنقاش من المفترض أن تكون جوهر قصص الأطفال، وهذا مفقود وللأسف في معظم القصص المطروحة أمام الطفل.