مدينة السلط : جمال الطبيعة وعبق التاريخ

مدينة السلط : جمال الطبيعة وعبق التاريخ
مدينة السلط : جمال الطبيعة وعبق التاريخ

    السلط- ما أن تنطلق باتجاه الشمال الغربي وعلى بعد 28 كم من العاصمة عمان حتى تطل على مدينة عريقة بتاريخها وحضارتها،  المدينة الرابضة على سفوح سلاسل جبلية تتلون بألوان الربيع الزاهية بخضرتها وبحمرة تربتها المعطاءة كعقد متلألئ بألوانه الجذابة يطوق عنق حسناء ويزيده بهاءً وجمالاً.

اضافة اعلان

    انها مدينة السلط التي حبتها الطبيعة بخضرة خلابة وبمياه ينبوع جار بمياهه العذبة والصافية لإرواء ظمأ الانسان. وكانت السلط مركزاً لأسقفية تابعة لمدينة البصرى أولاً ثم لمدينة البتراء في العصر البيزنطي. وفي زمن الصليبيين فرض ملك القدر بودوان الأول الضريبة على جبل عجلون وعلى مدينة السلط وضواحيها. وقد احتل المغول المدينة ودمروا قلعتها فأعاد بيبرس بناءها سنة 1266م ثم دمر إبراهيم باشا العثماني القلعة مجدداً عام 1840م ولم يبق إلا الشيء القليل من أساس بنائها.

    ويصعب الاستدلال على تاريخ السلط القديم من آثارها والموقع الأثري الوحيد هو القلعة التي بناها السلطان المالك سنة 1220م وتحتل مكانها في الجهة الشمالية الشرقية وتوحي أساساتها الباقية أنها من العصر الروماني.

    وإلى الجنوب من مدينة السلط مرتفعاً يعرف باسم تل الجادور أقيم على مقربة منه معبد صغير للنبي"جادور" وتتدفق إلى جنوبه عين جادور وتتدفق عيون أخرى في المنطقة وقد أقيمت على هذا التل في الماضي مستوطنة يعتقد أنها هلينيه وعثر على بقايا فخارية يعتقد أنها تعود للعصرين الروماني والبيزنطي.

     وللمدينة على الأقل مقبرتان تقع الأولى على المنحدر الشمالي وفي الوادي المجاور له والمقبرة الثانية في مكان يعرف باسم سارة في وادي شجرة. وامتازت مغارة هيئت خصيصاً لتكون كنيسة للأموات في العصر البيزنطي تحمل جدرانها رسومات دينية. وقد اكتشفت قبور رومانية أخرى على بعد ثلاثة كيلومترات الى الجنوب الشرقي من مدينة السلط وباب حجري ضيق. ويعود تاريخ هذا القبر الى القرنين الثالث والرابع للميلاد.

    أما في ضواحي السلط وعلى الرغم من أن علماء الآثار لم يقوموا حتى الآن بحفريات منسقة ومن أهم تلك الأماكن الأثرية خربة السوق وهي على بعد أربعة كيلومترات جنوب مدينة السلط، وخربة أيوب وخربة حزير وخربة الدير ومسجد النبي هوشع الذي يقع إلى الشمال الغربي من مدينة السلط. ويعود تاريخ المسجد إلى ثلاثة أو أربعة قرون فقط، كذلك هناك خربة زي ومدينة صافوط وعين الباشا.

     والسلط وضواحيها غنية بجمالها وبكثرة مياهها وكثرة مواقعها الأثرية إلا أن تفاصيل تاريخها البعيد لا تزال مدفونة في أعماق تربتها.