اتفاق سري أميركي إسرائيلي حول البناء في القدس

بن كاسبيت: معاريف

توصلت إسرائيل والولايات المتحدة إلى اتفاق سري حول البناء في القدس. فقد اتفق الطرفان على إبقاء الاتفاقات بينهما طي الكتمان وعدم الاعلان عنها وإذا ما تسربت رغم ذلك أن ينفياها بشدة. وذلك لعدم خلق مصاعب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الائتلاف، ولا سيما في الحزب.

اضافة اعلان

ويتبين من هذه الاتفاقات أنه خلافا للفخر الإسرائيلي، فإن جواب نتنياهو على أوباما بالنسبة للقدس لم يكن "لا". كما أنه لم يكن "نعم". فقد كان شيئا ما في الوسط، أقرب قليلا من الطرف البعيد (التجميد) منه إلى القريب (استمرار البناء بكامل النشاط). الترجمة الأدق لهذا الاتفاق هي "نعم، لكن". يحتمل أن يكون نتنياهو تعلم شيئا ما من الأيام التعيسة والبعيدة لشمعون بيريز والتي اتخذ فيها لقب "نعم ولا". أما الآن فحان دور نتنياهو.

وقد تحققت الاتفاقات في سلسلة طويلة جدا من المباحثات واللقاءات بين الطرفين. من جانب نتنياهو عمل المحامي اسحق مولكو. ومن الجانب الأميركي كان هذا أساسا دان شبيرو، المسؤول الكبير في مجلس الأمن القومي والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط.

وبقدر ما هو معروف، اتفق الطرفان على عدم الإعلان عن تجميد البناء. وبالعكس، يمكن لنتنياهو أن يواصل الإعلان عن أنه لم يوافق على التجميد. أما في الواقع بالمقابل فقد وعد نتنياهو بتذويب مشروع "رمات شلومو" لعدة سنوات على الأقل وعدم إصدار عطاءات بناء جديدة في القدس.

كما وعد "بعمل كل شيء يسمح له به القانون وأن يستغل كامل صلاحيته كرئيس وزراء لمنع نشاط إسرائيلي زائد في الأحياء العربية في شرقي القدس. ولا تتضمن هذه الاتفاقات الاجراءات التي توجد منذ الآن في مرحلة التطبيق، مثل فندق "شيبرد" في شرقي المدينة.

وهناك اتفاق إضافي بين الطرفين بأنه اذا ما علق نتنياهو في أزمة متطرفة أو تعرض لضغط ثقيل، أو إذا ما تسربت هذه الاتفاقات، فسيكون ميل للسماح له بإقرار بناء رمزي، بتنسيق هادئ مسبق مع الأميركيين، كي يتمكن من مواصلة الظهور كمن لم ينكس رأسه ويخضع.

في نهاية المطاف، يدور الحديث عن اتفاق ناجع وجيد. الأميركيون يسيرون معه إلى الأمام، وكذلك وزراء السباعية مستعدون لابتلاع ذلك. مثال كلاسيكي للتعبير المستخدم "السير مع والشعور بلا". الصيغة الجديدة هي "قول لا والتصرف بنعم". في الوضع الحالي، إذا لم تقع مفاجآت في اللحظة الأخيرة، فسيكون هناك إعلان عن استئناف محادثات التقارب بين الطرفين قريبا. الفلسطينيون سيتدفقون مع هذا والأميركيون يكون بوسعهم، أخيرا، التهنئة بالانجاز ورسم إشارة نصر أولى لانفسهم في دفترهم الفارغ.

لقد ارتكبوا خطأ استراتيجيا جسيما في إصرارهم من اللحظة الأولى على تجميد البناء في القدس. وقد دفعوا لقاء ذلك ثمنا باهظا. والآن سيحاولون استكمال الناقص ولكن من المتوقع لهم أن يكتشفوا بسرعة بأن الأسوأ ما يزال أمامهم.

نتنياهو ليس موجودا حيثما يعتقدون أنه يوجد. كما أن الأنباء التي قالت إن رئيس الوزراء يعرض على الفلسطينيين دولة في حدود مؤقتة جاءت قبل أوانها. الخطة موجودة منذ زمن بعيد، وقد كانت موجودة لدى شمعون بيريز وايهود باراك وكذلك، لدى شاؤول موفاز. أما نتنياهو، فقد كان في حينه مثلما هو الآن، يعرب عن موافقته بصمت. ولكنه يأمل أن تكون هذه بالاجمال رافعة تفجر كل القصة، ولا تقدمها إلى الأمام. استعدوا للازمة التالية.