أيدي الحكومة ملطخة بالدماء

هآرتس
هآرتس

بقلم: زهافا غلئون

 

لقد مرت سنوات كثيرة، وكثير من الإسرائيليين لا يعرفون على الإطلاق عن قصص اللجوء والتحطم الذي أصاب الأجداد. بعضهم يعرفون أنصاف قصص، يوجد فراغ فيها. الكثيرون لم يتجرأوا على السؤال في الوقت المناسب خوفا من حك الندبة وإيجاد الجرح النازف تحتها.اضافة اعلان
هذا الجيل استيقظ ذات يوم والعالم انقلب عليه. الأرض التي عاش عليها هبّت لابتلاعه. العالم أصبح وحشا، ومن لم ينجح في الهرب لم يجد من يدافع عنه. من هنا ولد الوعد الذي وعدت به إسرائيل اللاجئين الذين جاءوا إلى بابها- نحن سنكون هناك الواحد من أجل الآخر دائما.
هذا الوعد تم نقضه. ويواصل هكذا يوميا. لقد تم نقضه في 7 تشرين الأول (أكتوبر) عندما قامت منظمة صغيرة وفقيرة باختراق بلدات إسرائيلية وقتلت ولم يكن هناك أي أحد لإنقاذهم.
هذا الوعد يتم نقضه الآن في الوقت الذي فيه الدولة التي تخلت عن المخطوفين تقوم بالتخلي عنهم مرة أخرى باسم غزو رفح، الذي لن يحقق أي شيء، لا الأمن ولا الهدوء ولا الحل، فقط قتلى والمزيد من التنفس الاصطناعي لهذه الحكومة التي تلطخت أيديها بالدماء.
أجد صعوبة في وصف حجم غضبي. لا يمكنني تخيل ما الذي يمر على عائلات المخطوفين، التي مصير أعزائها مرهون بيد حماس والاعتبارات السياسية للمثلث نتنياهو، بن غفير وسموتريتش. نتنياهو ينشغل الآن بإلقاء خطابات الكارثة، والذي أطلق على نفسه ذات مرة "حارس أمن إسرائيل" بدون خجل. الحديث يدور عن مهزلة أخرى للتاريخ، لأن إسرائيل هي التي تدفع ثمن الدفاع عنه. ثمن تهربه من رعب القانون، ثمن التحالف الذي عقده مع المتطرفين والأكثر خطورة في المجتمع الإسرائيلي.
سموتريتش وبن غفير لا يعتقدان أننا سننتصر على حماس. هما يتخيلان العودة إلى غوش قطيف. ربما يحلمان بحدوث نكبة ولذلك فإنهما مستعدان للتضحية بكل المخطوفين مقابل الثمن القليل من التعذيب الذي يمر فيه المخطوفون في أنفاق حماس، أولاد وكبار سن وجنود، لأننا لم نكن هناك من أجلهم. نحن لن نعود إلى غوش قطيف ولن تكون نكبة أخرى. ولكن نعم سيكون المزيد من القتلى، فلسطينيين وإسرائيليين، الذين ستتم التضحية بهم على مذبح هذا الوهم. وفي نهاية الجولة سنجد أنفسنا في نفس المكان مع نفس السياسيين الذين سيواصلون الحديث بوقاحة عن "التصور"، وسيشرحون أنهم "لم يسمحوا لهم" وسيقولون "هذا لن يتكرر أبدا".
من أجل ألا يتكرر ذلك أبدا يجب عليهم الذهاب. كل يوم يمرّ يجعل هذا الأمر أكثر أهمية. لدي طلب واحد من مواطني إسرائيل – الحكومة هي التي اختارت. هي اختارت إسرائيليين في أسر حماس في ظروف فظيعة من أجل أوهام ومصالح سياسية. الحكومة تخلت عنهم- تعالوا لا نتخلى عنهم نحن أيضا. لذلك، المظاهرات مهمة جدا. بعد 7 تشرين الأول (اكتوبر) حيث الدولة لم تقم بعملها، نحن قمنا بعملنا، المواطنون. الآن يجب علينا فعل ذلك مرة أخرى. عدم هز الرأس بأسى وعدم الثرثرة. يجب علينا المحاربة على حياة هؤلاء الناس. هذه هي مسؤوليتنا وهي أكثر أهمية من ألف وعد عبثي مثل وعد "هذا لن يتكرر أبدا".