الحرف اليدوية في عجلون.. باب للرزق وحماية للموروث

مشغولات تراثية معروضة في أحد المعارض في عجلون - (الغد)
مشغولات تراثية معروضة في أحد المعارض في عجلون - (الغد)
عامر خطاطبة عجلون - تشكل الحرف اليدوية التي يمتهنها بعض العجلونيين بالإضافة إلى معارضها بابا للرزق، وأحد أهم أشكال الحفاظ على الموروثات الشعبية التي ما تزال بقاياها قائمة في الأرياف، علاوة على انها تشكل إحدى طرق ترويج المحافظة سياحيا وزراعيا. ويقول أبو عصام الشرع، إنه حول جزءا كبيرا من منزله بمنطقة عرجان، لعرض آلاف القطع التراثية الشعبية الريفية والعجلونية التي تجسد طبيعة الحياة، بمناطق محافظة عجلون عبر حقب زمنية، تمتد لأكثر من 150 عاما، مؤكدا أنه يسعى من وراء ذلك إلى تنشيط الحركة السياحية في منطقته الواقعة ضمن أحد المسارات السياحية. ويقول إن الفكرة بدأت قبل زهاء 15 عاما حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، من وجود زهاء 3 آلاف قطعة تراثية وشعبية ومشغولات تؤرخ للأدوات، التي كانت سائدة في فترات زمنية تعود لأكثر من 150 عاما ماضيا، وتضم أدوات الطبخ والزراعة والإنارة وأنواع السلاح والعملات واللباس وغيرها الكثير من القطع النادرة، مشيرا إلى أن كلفة جمع وشراء بعضها بلغ زهاء 20 ألف دينار. وبين أن المتحف يستقبل العديد من الزوار والأفواج السياحية؛ وذلك لتنشيط الحركة السياحية بمنطقته، لافتا إلى أنه تلقى دعما من(usad) بقيمة 300 دينار، إضافة إلى دعم من وزارة الثقافة قبل 5 سنوات، عندما كانت محافظة عجلون مدينة للثقافة وتسجيل المتحف كجمعية. ويضم المعرض في أرجائه عشرات القطع من الأدوات الزراعية كالمحراث والمنجل والمطاحن المنزلية والأواني الفخارية والنحاسية، إضافة إلى أنواع من الأسلحة القديمة كالسيوف والبنادق والمسدسات القديمة، والعديد من الأزياء الشعبية القديمة المطرزة والمهدبة، وأنواع من العملات الحديدية والورقية القديمة ومئات الوثائق والصور والمجسمات التي تحكي قصصا وحكايات مراحل سياسية واجتماعية سابقة. ويقول سعد فريحات، انه يحترف إنجاز العديد من المشغولات والحرف اليدوية كعمل العصي المشكلة من الأخشاب والتي يحتاجها كبار السن، وعمل "المهابش" والعديد من المنحوتات الخشبية. وأكد أن عمله هذا الذي يمارسه في منزله، يعد ممارسة لهواية يعشقها، كما انها باتت تشكل مصدر رزق له من خلال بيع تلك المشغولات والتحف الفنية. من جهته، يؤكد مدير ثقافة محافظة عجلون سامر فريحات أن الموروث الشعبي الثقافي والحرف التقليديه تعتبر ذات قيمة نوعية وأهمية في حياتنا، مشيرا الى ان الحفاظ عليها يعد واجبا ومسؤولية مجتمعية في ظل التغيرات العالمية والنشاط الصناعي المتنامي يوما بعد يوم. وزاد "اننا جميعا شركاء في احياء الصناعات التقليدية الشعبية نظرا لما تشكله في الذاكرة من أثر إيجابي يجب أن تطلع عليها الاجيال كموروث نستلهم منه عبق الماضي ورائحة التاريخ، كما انها تعد وسيلة عمل ومصدر رزق للشباب، ما يستدعي الاهتمام بها وعمل دورات متخصصة للراغبين بتعلمها". وكانت جمعية ام الخشب ببلدة عنجرة عقدت الأسبوع الماضي لقاء، لبحث سبل الحفاظ على الموروث الشعبي الثقافي والحرف التقليدية. ويؤكد خالد شويات، أن إيجاد سوق دائم لعرض المنتجات الشعبية والزراعية المحلية والحرف اليدوية، التي تشتهر فيها المحافظة، سيوفر مصدر رزق للأسر، ويحد من انتشار البسطات على الطرق، ويوفر أماكن مناسبة لعرض البضائع، التي يضطرون إلى عرضها في أماكن غير مناسبة كأطراف المجمعات المخصصة للحافلات. ويقول محمد القضاة إن مؤسسات عجلونية تحاول إقامة ودعم معارض لتلك المنتجات، بهدف مساعدة الحرفيين والمزارعين والجمعيات إلا أن هذه المعارض غير دائمة، مشيرا إلى أن مهرجان الزيتون والمنتجات الريفية العجلونية الذي أقامته مؤسسة إعمار عجلون قبل عامين لفترة محددة أثبت جدواه. وزاد انه لا بد من إدامة هذه التجربة التي توفر للعديد الفرصة لمساعدة أسرهم، من خلال مشاركتها الفاعلة في المعارض، ومحاولة إيجاد دخل مناسب من خلال عرض المنتجات والحرف والمواد الغذائية المختلفة والأعشاب المجففة ومواد التجميل والمعجنات. يذكر أن بلدية عجلون الكبرى فازت العام الماضي بمشروع "سوق الريف السياحي" على مستوى بلديات المملكة. وفازت البلدية بمشروع "ريف عجلون السياحي" بعد تأهل اثنتي عشرة بلدية من أصل 26 بلدية ضمن مشروع الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي للمنافسة على منحة صندوق المنح الابتكارية بحوالي 613 ألف دينار مقدمة من عدة جهات مانحة بإشراف من البنك الدولي، حيث فازت منها تسع بلديات عن المشاريع بقيمة 7 ملايين دولار للمنافسة على منح الابتكارية، مبينا أن وزارة الإدارة المحلية تسعى من خلال المنحة إلى تطبيق مبدأ الابتكار لأول مرة ضمن البلديات المستهدفة بهدف تعزيزه وتشجيعه ونقل المعرفة بين البلديات والقطاعات الأخرى. وجرى حينها تخصيص أرض من وزارة الزراعة بمساحة 10 دونمات بموافقة من رئاسة الوزراء لإقامة السوق الدائم المقدم من حكومات المملكة المتحدة وكندا وهولندا والوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتطوير قدرات البلديات المشاركة وتعزيز دورها التنموي في المجتمعات المحلية. وكان من أهم مرافق المشروع المقترح والذي لم ير النور بعد، صالة بيع المنتجات المحلية والأكشاك وساحات البازارات والمعارض والتحف والمنحوتات اليدوية، بحيث كان من المتوقع أن يوفر 31 فرصة عمل دائمة لأبناء المجتمع المحلي في حال إنجازه.اضافة اعلان