القهوة والأسلاك.. شخوص الواقع لدى التشكيلي هشام شديفات

24
24
ريم زايد عمان – بأنامله المبدعة؛ يحول الفنان هشام شديفات “56 عاماً” حبيبات القهوة البنية إلى لوحة فنية فريدة المعالم ومختلفة في تفاصيلها. قبل أربعون عاماً بدأ في مجال الرسم، وتوجه للنوع المتفرد من التعبير الحي للكلمات وتجسديها على أرض الواقع من خلال القطع الفنية التجريدية. يعرف الفن التجريدي لدى بعض الفنانين “بالفن غير الملموس”، والذي يعتبر أكثر الفنون صدق وواقعية، ويعد واحداً من الفنون التشكيلية المميزة التي تجسد التعابير من خلال الفنون البصرية. فسر التجريد عند فاروق علوان في كتابه “التجريد في فنون العرب قبل الإسلام” على أنه تخليص الشكل الطبيعي من تفاصيله الجزئية، والاكتفاء بالأشكال المعبرة عن الفكرة الجوهرية للشيء المراد رسمه. يقول شديفات إبن مدينة المفرق “المغبرة” صحراوية الهوى نقية المظهر، أنه بهذا العام، أتم سنته الأربعون وهو يشغل مجال الرسم على اختلاف فئاته “النحتية والمبتكرة من الأسلاك والجذور الخشبية” والتي يصفها “واقع الحياة وصورتها الحقيقية”. بدأ بالرسم الواقعي والتجريدي بمادة حثل القهوة منذ سنوات عدة، وحاول التميز والانفرادية من حيث المادة والمضمون، يؤكد أن المثابرة والإصرار على العمل والابتكار هي أساس التعلم. شارك في العديد من المعارض الشخصية داخل الأردن وخارجها في جامعات أردنية عدة، ويطمح لأن ينقل هذا النوع من الفن التشكيلي لينتشر بشكل محلي ودولي.

مدرسته الفنية هي الواقعية والتجريدية

ينوه شديفات إلى أنه لم يكمل تعليمه الجامعي واكتفى بدرجة الثانوية العامة، وبعدها اتخذ الرسم التشكيلي مهنة وموهبة له، صانعاً بيده الفارق التعليمي ليرأس جمعية “ملتقى المفرق للفنون” ولديه معرضاً خاص في بيته لعرض أعماله. ويضيف أن الجهد الذي يبذله ملياً، يخدم فيه أبناء منطقته شحيحة الفرص، نائية الجغرافية، ويعمل جاهداً لرعاية الموهوبين من أبناء محافظته وإشراكهم بالعمل الفني التشكيلي. القهوة “عربية أصيلة” وذات جذور تشبه شديفات إبن المنطقة العربية، يلفت إلى محبته العارمة للحبيبات مريرة المذاق “تفل القهوة” وعن اختياره لها في لوحاته لتجسيد وقائع عالمية وعربية يقول؛ “ربما مرارة القهوة جعلت مني مبدعاً”. ريشة وورقة.. وقصة إبداع بريشته البسيطة متعددة الأذرع، وورقة بيضاء مبللة بالشغف، يسطر شديفات كل يوم لوحة فنية تحاكي الواقع، راسماً في إحداها “القدس” وقصة نضالها، أو شارحاً ملامح بعض الأشخاص المأساوية في “بورتريه شخصية”. صلابة الأسلاك ومرونة أنامله شكلتا لشديفات نوعاً آخراً من التخيل الحي لصعوبة الظروف المحيطة، فبات يجسد الموقف الأكثر قسوة بالأسلاك، والقضية التراثية ذات الجذور العربية في “تفل القهوة”، لهذا يرى شديفات أن هذا الفن متطور ومختلف عما هو معهود لدى الفنانين التشكيليين، ويوجه حديثه نحو “الإرادة” للتعلم وإتقان الحرفة اليدوية وسهولة تفسيرها من خلال الفن.اضافة اعلان