النجوم لا يهتمون بلون القميص

في خضم تحضيرات الأندية لبدء منافسات كأس الأردن ودوري المناصير للمحترفين، تبرز حالة ربما لا تكون مسبوقة، مرتبطة بالقدرات المالية للأندية، ومرتبطة أيضا بالوضعين السياسي والأمني في بلدان مجاورة مثل العراق وسورية وحتى مصر، ولذلك اقتصرت رحلة الاستعدادات على المعسكرات الداخلية وبعض المباريات المحلية بين الفرق الممتازة، ولم يعد ممكنا أن تغادر الأندية إلى تلك البلدان كما كانت تفعل للاستعداد والاحتكاك.اضافة اعلان
وفي موازاة التحضير الفني، تدخل الأندية في السباق، للحصول على تواقيع النجوم المحترفة في الداخل والخارج، بهدف تعزيز صفوفها، لكي تتمكن من ترجمة طموحاتها التنافسية بشكل قوي.
ورغم أن الأندية تعيش حالة من الصراع مع نفسها أيضا، لا سيما تلك التي تطبق الاحتراف "مكرهة" وتتمنى لو أن "زمن الهواية" يعود، الا انها في ذات الوقت تحاول الانتقال من مرحلة "قشور الاحتراف" إلى مرحلة "شبه الاحتراف"، ما يمكنها من توفير متطلبات الاتحاد الآسيوي للدخول في منافسات دوري الابطال، بدلا من اقتصار الامر على مسابقة كأس الاتحاد.
قبل بضعة أيام ترددت أخبار بأن نادي الرمثا يرغب في معاقبة لاعبيه حمزة الدردور ومصعب اللحام، لأنهما رفضا عرض الاحتراف المقدم من ناديهما، سواء ما يتعلق بمدة العقد أو قيمته، ولعل في نهج الرمثا مفارقة عجيبة، ذلك أن النادي الذي ارتدى في الموسم الماضي "ثوبا احترافيا تنافسيا جديدا"، يدخل الموسم الجديد بـ"عقلية الهواية"، وهو يدرك بأن "عقاب اللاعبين" على رفضهم العقد الاحترافي، قد يدخل في باب "شر البلية ما يضحك"، ذلك انه في عصر الاحتراف لا بد من الايمان بأن العقد شريعة المتعاقدين، وأن "اسطوانة أبناء النادي والوفاء والانتماء" لا مكان لها وباتت "مشروخة"، فاللاعب اليوم محكوم بعقد واضح لا لبس فيه، بخلاف الماضي عندما كان اللاعب أسيرا لتوقيع على كشف نادوي ومزاج اداري.
اليوم تتسابق الاندية للحصول على افضل اللاعبين طبقا لما تقدمه لهم من عروض، لأن حركة اللاعبين بين الأندية محكومة بما يشبه "البورصة" او التنافس بين التجار في السوق، بحيث يختار اللاعب وجهته على اساس قيمة ومدة العقد والمزايا الاخرى، ولم يعد الحال كما كان عليه سابقا، بحيث كانت الغالبية العظمى من اللاعبين "تحلم" في ارتداء قميصي الفيصلي والوحدات.
اليوم يختار النجوم مصلحتهم وليس لون قميص النادي الذي سيرتدونه، وازاء ذلك فإن "منطق" الأندية يجب أن يختلف، فلا "تحلل وتحرم" بما يتوافق او يتعارض مع مصلحتها، ويجب عليها أن تؤمن بأن "طريق الاحتراف" لا تتضمن "مسارب" تمكنها من العودة إلى الوراء، وعليه ليس من المفاجئ ان يرتدي عامر ذيب قميص اليرموك بدلا من الوحدات، ويذهب رائد النواطير ومهند المحارمة من الفيصلي إلى شباب الأردن.

[email protected]