تراجع الرياضة والدعوة لإعادة النظر بالتشريعات الرياضية

تراجع الرياضة والدعوة لإعادة النظر بالتشريعات الرياضية
تراجع الرياضة والدعوة لإعادة النظر بالتشريعات الرياضية

عمان - أكد وزير الشباب الاسبق الدكتور محمد خير مامسر ونائب سمو رئيسة اتحاد كرة اليد وامين عام المجلس الاعلى للشباب الدكتور ساري حمدان ورئيس اتحاد كرة السلة المهندس طارق الزعبي والناقد الرياضي ومدير الدائرة الرياضية في الرأي الزميل سمير جنكات على تراجع الحركة الرياضية والشبابية الاردنية في السنوات الاخيرة.

اضافة اعلان

وقالوا خلال ندوة حوارية نظمتها وكالة الانباء الاردنية (بترا) حول واقع الرياضة الاردنية، ان التشريعات الرياضية المطبقة حاليا في الاردن تحتاج الى اعادة نظر في المرحلة المقبلة اذا ما اردنا تصويب الاوضاع، كونها كانت احد الاسباب التي ادت الى تراجع نتائج الفرق والمنتخبات الاردنية في المحافل الخارجية.

ودعا المتحدثون الى عقد "خلوة رياضية" تتناول واقع الحركة الرياضية الاردنية، لمناقشة الاسباب التي ادت الى تراجع الرياضة والعمل على وضع الحلول المناسبة التي تسهم في اعادة التألق للرياضة الاردنية التي تملك مقومات النجاح.

الدكتور مامسر قال لا نريد ان نقلل من الجهود التي تبذل حاليا للارتقاء بالرياضة المحلية، ولكن اذا ما قارنا الواقع الرياضي الآن وقبل 10 سنوات فسنكتشف اننا تراجعنا، ففي الدورة العربية التاسعة "دورة الحسين" التي جرت في عمان نجحت منتخباتنا في جني 126 ميدالية، ولكن بعد 8 سنوات حصلنا على 6 ميداليات ذهبية فقط وهذا مؤشر واضح على التراجع.

وأضاف: ايضا في كرة القدم ارتفع تصنيفنا على لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" الى المركز 37 عام 2004، والآن تراجع تصنيفنا ليصل الى المركز 114، كما ان مستوى التايكواندو ورغم محافظته على بريقه نوعا ما الا ان المستويات الفنية والنتائج تراجعت، مشيرا الى ان كرة السلة وحدها التي حافظت على مستواها ونجح لاعبوها في تحقيق قفزة نوعية.

واعتبر مامسر انه ومن خلال تجربته الرياضية الطويلة التي امتدت لـ(54) عاما فان الواقع الرياضي الاردني يمر بمنعطف مهم خاصة في ظل توفر الدعم المادي الكبير الذي وصل الى 10 ملايين دينار، الامر الذي يعني ضرورة الارتقاء بالانشطة الرياضية التي تنعكس حتما على نتائج فرقنا ومنتخباتنا في المحافل الخارجية.

وقال مامسر "عندما كنت وزيرا للرياضة والشباب عام 1999 كانت ميزانية دعم الرياضة 300 الف دينار، ولكن الآن ارتفع الرقم الى 10 ملايين دينار، وهذا ما يؤكده التطور الذي اصاب المنشآت الرياضية الاردنية"، مشيرا الى ان هناك الآن 25 قاعة رياضية، و12 ملعبا لكرة القدم، الامر الذي يعني ان الرياضة اصبحت تحظى بدعم غير مسبوق.

وأكد على ان مقومات تطور الرياضة الاردنية موجودة في الوقت الحالي، والدليل انفاق مليون ونصف المليون للتعاقد مع مدربين عرب واجانب للاشراف على فرقنا ومنتخباتنا، وهذا يعادل عشرة اضعاف ما كان ينفق على المدربين في الماضي، وبالتالي يفترض ان يسهم هذا الدعم في الارتقاء بالرياضة وليس العكس، كما ان اللاعب الاردني اصبح محترفا، الامر الذي يوفر له الراحة ومقومات النجاح بحثا عن الانجازات.

ونوه مامسر الى ضرورة وجود الشخص المناسب في المكان المناسب اذا ما اردنا الارتقاء بالرياضة الاردنية، مشيرا الى ان وجود مسؤولين رياضيين في غير مكانهم بسبب جهلهم بالواقع الرياضي اثر في الماضي على الحركة الرياضية، معتبرا ان اللجنة الاولمبية جاءت لانهاء هذه المشكلة من خلال انتخاب مسؤولين رياضيين من رحم الرياضة الاردنية، مما ينعكس ايجابا على فرقنا ومنتخباتنا.

وفي معرض رده على استفسار يتعلق بتغييب الاهتمام بالالعاب الفردية لصالح الالعاب الجماعية، الامر الذي يتسبب في ضعف مردودنا من الميداليات في المسابقات الخارجية قال مامسر: الالعاب الفردية تحتاج الى قاعدة اساسية تضم لاعبين صغار السن، وهذا ما نفتقده حيث لا توجد قواعد لاكتشاف الخامات والمواهب الفردية بعكس الالعاب الجماعية الأكثر شعبية والتي يبرز صاحبها بشكل افضل من اللاعب الفردي، مشيرا الى أن الصين في الاولمبياد الحالي نجحت في حصد اكبر عدد من الميداليات نتيجة اهتمامها باللاعبين في الالعاب الفردية منذ ان كانت اعمارهم تتراوح بين 6-8 سنوات، وتم اعدادهم خصيصا لهذا الاولمبياد.

واختتم مامسر حديثه بالتأكيد على ان الرياضة الاردنية لن تتطور بالشكل المأمول الا في حال اصبحت الرياضة من اولويات الحكومة.

الدكتور ساري حمدان وصف توقيت هذه الندوة الرياضية بأنه جاء في الوقت المناسب ليساعد في توجهات اللجنة الاولمبية الاردنية خلال المرحلة المقبلة التي تستدعي تضافر الجهود للارتقاء بالحركتين الرياضية والشبابية في الاردن.

واعترف حمدان بمرارة الواقع الرياضي الاردني الذي يستدعي وضع اليد على مكامن الخلل لمعالجته بحثا عن تصويب الاوضاع.

وقال "اتفق مع القائلين بأن واقع الرياضة الاردنية مرير، ولكني اؤكد بأن هذا الواقع غير معدم، ولا يمنع من معالجة الخلل الذي ساهم في ظهور هذه الصورة للرياضة في الاردن".

وتساءل حمدان عن سبب عدم مشاركة منتخب الكرة في الدورتين العربيتين عامي 2004 في الجزائر والدورة العربية الاخيرة التي عقدت في القاهرة رغم ان الفرصة كانت مواتية خاصة في دورة القاهرة لمواصلة تحقيق الانجازات التي سبقت في الدورتين العربيتين اللتين عقدتا في بيروت وعمان عامي 1997 و1999 واللتين حقق فيهما منتخبنا الوطني لكرة القدم الميداليتين الذهبيتين، مشيرا الى ان الخوف من عدم تحقيق النتائج كان السبب في الابتعاد عن المشاركة في دورتي الجزائر والقاهرة.