حل الدولتين هدف وليس رؤية فقط

هآرتس – من عكيفا الدار

يحاول زعماء سياسيون في بداية طريقهم التنكر لإرث سابقيهم ويجتهدون لاظهار الاستقلالية. ويبدو هذا الميل بارزا على نحو خاص حين يكون هناك رئيس أميركي وافد يمثل توجها ايديولوجيا يتعارض تماما مع توجه الرئيس المنصرف، الذي يطرح ارثه لدى خلق ذكريات أليمة. ولذا لم يجرؤ أحد على ان ينطق أمام الرئيس جورج بوش اسم كلينتون حتى ولو بالتلميح. وهذا هو احد الاسباب التي حالت دون اهتمام إدارة بوش بصيغة اتفاق السلام الإسرائيلي – الفلسطيني التي وضعها كلينتون في كانون الأول (ديسمبر) 2000 . هذه هي الخلفية النفسية السياسية التي ينبغي معرفتها قبل قراءة موقف اوباما من خريطة الطريق واعلان انابوليس.

اضافة اعلان

لم يكتف الرئيس الديمقراطي بالتبني العلني لوثائق متماثلة تماما مع ما طرحه بوش، بل وعد بأن يبث فيها روح الحياة في اثناء ولايته كرئيس للولايات المتحدة. وينبغي الافتراض بأن اوباما يعرف أن بوش تعهد بتحقيق رؤية الدولتين للشعبين بينما كان ما يزال في البيت الابيض. ولعل هذا هو السبب الذي جعل الرئيس الجديد يعلن ان ما اعتبره بوش رؤية هو من ناحيته هدف عملي.

وهكذا، بينما خلط بوش مبادرة السلام العربية مع خريطة الطريق، كي يلقي بعظمة الى السوريين، جعلها اوباما احد الأعمدة الداعمة لسياسته الشرق اوسطية. وبالمناسبة فإن قلة من الناس انتبهوا الى ملاحظة هامة اضيفت الى بيان الجامعة العربية في ختام قمة الدوحة في نهاية الشهر الماضي. فقد اشير هناك الى ان ليبيا تتحفظ على مسيرة السلام كونها لا تذكر حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

اكتفى بوش بتوزيع الوثائق وعقد المؤتمرات أما هو، اوباما، فسيدفعها الى الامام "بشكل فاعل". وبالفعل، في اول يوم له كرئيس، فعل اوباما ما لم يفعله بوش في ثماني سنوات؛ فقد عين مبعوثا رسميا رفيع المستوى – جورج ميتشل – وبعثه على الفور في جولة مكوكية الى الشرق الاوسط. وخلافا للتقديرات والآمال لدى الزعامة الجديدة في إسرائيل، فان المصاعب الداخلية لم تصرف اهتمام الادارة الجديدة عن الشؤون الخارجية. وسارعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى زيارة القدس، ويعد ميتشل الآن  لزيارته الثانية، وفي أيار (مايو) سيقوم اوباما باستضافة بنيامين نتنياهو في البيت الابيض وفي بداية حزيران (يونيو) ستهبط هنا طائرة الرئيس – اير فورس 1.

رئيس يواجه انتقادات كبيرة لطريقة ادارة الازمة الاقتصادية، ما كان ليدخل نفسه في ازمة شرق اوسطية كي يرفع العتب ويعود الى الديار بيدين فارغتين. ولو لم يكن اوباما يعتزم حقا تخصيص جزء من نشاطه لتقدم هدف الدولتين للشعبين (حسب الخطاب – اوباما لا يطالب الفلسطينيين بالاعتراف بـ "دولة يهودية") لما كان أطلق تصريحات تقلق نتنياهو وعددا من الديمقراطيين اليهود.