شيخ الفنانين الأردنيين رفيق اللحام يسرد قصة الشغف مع التشكيل (فيديو)

الفنان التشكيلي رفيق اللحام ولوحات من نتاجه -(الغد)
الفنان التشكيلي رفيق اللحام ولوحات من نتاجه -(الغد)

منى أبو صبح

عمان- العشق الكبير للفن قاد شيخ الفنانين التشكيليين الأردنيين رفيق اللحام إلى تحويل أجزاء كبيرة من منزله إلى متحف ومعرض دائم لنتاجه التشكيلي من لوحات، ألبومات، موسوعات، كتب، وطوابع بريدية.
كما خصص اللحام أركانا في المنزل للجوائز والشهادات والدروع واللقاءات الصحفية والحوارات المتعددة، بالإضافة لجمعه مئات القطع التراثية القديمة التي زينت مدخل المنزل وزواياه وممراته.
ولم يتوان اللحام على مدار ثلاث ساعات، خلال زيارة لـ"الغد" لمنزله في مدينة عمان، عن شرحه المفصل عن ذكرياته، وسرد قصة كل عمل لديه، موضحا المكان والتاريخ والمناسبة لكل منها، مستعينا بذاكرته الحديدية المزدحمة بأحداث وصور من حياته كان اللون فيها رفيقا، حبيبة، ابنا وأبا على مر عقود مضت.
اللحام المولود في العام 1931 في دمشق، هو ابن القدس التي أخلص لها في الرسم وتكاد تتمحور العديد من تجاربه في الرسم حول مدينته المقدسة.
جميع الفنون قريبة من الفنان اللحام، ‬فقد‭ ‬درس‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الخطاط‭ ‬حلمي‭ ‬حباب‭ ‬وبدوي‭ ‬الديراني،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬أردني‭ ‬أدخل‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬للعمل‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬تحديداً،‭ ‬ومن‭ ‬أوائل‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أيضاً،‭ ‬و‬شارك‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬الخاصة‭ ‬بفن‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬والحفر.‭
ويقول اللحام "كان‭ ‬لي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬
والجرافيك‭ ‬هي‭ ‬دراستي، و‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬أنني‭ ‬أجمع‭ ‬هذه‭ ‬الفنون‭ ،‬لأن‭ ‬الفنان‭ ‬لا‭ ‬ينحصر‭ ‬في‭ ‬لون‭ ‬فني‭ ‬معين،‭ ‬فكلما‭ ‬أنتج‭ ‬أعمالا‭ ‬فنية‭ ‬أكثر‭ زادت‭ ‬خبرته‭ ‬ومهارته".
مدخل بيت اللحام.. الصالات.. مرسمه الخاص.. غرف النوم.. الممرات.. جميعها لا تخلو من الالاف الأعمال الفنية، العديد منها علق على الجدران، واتكأ كم كبير على الجدران، وحفظ العديد من اللوحات التي لم تؤطر بالبراويز بعد في غرف النوم والمرسم، حيث لا يتسع المكان لعرضها جميعا، بل تتطلب متحفا خاصا بأعمال الفنان ليكون مزارا للأجيال المقبلة. 
يقول اللحام، "الحمد لله الذي مد في عمري، ووهبني من فيض عطائه، وخصني بموهبة الفن الذي يجري مع دمي في عروقي، وأتنفس في الهواء، وأعيش معه، فأحيا حياة مختلفة لا يعرفها إلا من حباهم الله هذه النعمة، جمال دائم وتجدد ولون له سحر وألق، عشت عمري معه وتمتعت به، وإن شاء الله أكون قد أمتعت غيري بما أنتجت، وما قمت به من معارض، ورشات عمل، وتجارب فنية عالقة بزخم السنين التي اختمرت بعشق هذا الوطن الكبير الذي انجبلنا من ترابه الثمين وتفيأنا بظلال شمسه دائمة الوفاء".
ويضيف "باللون.. طفت أرجاء هذا العالم، وخبرت حضارات كثيرة وتعرفت على شخصيات استثنائية، ورشفت من سحر جمال الطبيعة الشرقية كما معقولا جعلني عاشقا وفيا لجماليات بيئتنا وحضارتنا ولغتنا وتاريخنا الثري".
يصحو اللحام مع بزوغ الفجر، على صوت الحمام وهو يسبح الله، مستنشقا هواء نقيا، تنشغل يده في مزج ألوانه في إنجاز إحدى لوحاته.
يؤكد اللحام أن الفن (الرسم) يهذب الروح، فهو يعكس ما نراه أو نتخيله، ‬فالفنان‭ ‬هو‭ ‬الإحساس،‭ ‬العمل‭ ‬والاتقان،‭ ‬فعندما‭ ‬ينتهي‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬تلك‭ ‬اللوحة‭ ‬أو‭ ‬المنحوتة‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬وضع‭ ‬كل‭ ‬إحساسه‭ ‬وحواسه‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬موضحا "إذن‭ ‬الفن‭ ‬تجسيد‭ ‬لما‭ ‬نشاهد‭ ‬أو‭ ‬نشعر‭ ‬أو‭ ‬نعبر‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬رأي‭".‬
وعن الحالة الفنية في الأردن بعد 67 عاما من العمل في هذا المجال، يصفها قائلا "بدأت‭ ‬الحالة‭ ‬الفنية‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬وبداية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬والعرب‭ ‬أمثال‭ ‬الفنان‭ ‬الاسكتلندي‭ ‬ديفيد‭ ‬روبرتس،‭ ‬والروسي‭ ‬جورج‭ ‬أليف‭ ‬وعمر‭ ‬الأنسي‭ ،‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬بسبب‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬وعدم‭ ‬تشجيعهم‭ ‬لهذا‭ ‬الفن‭ ‬باستثناء‭ ‬قلة‭ ‬قليلة،‭ ‬ففي‭ ‬بداية‭ ‬الخمسينيات‭ ‬كنا‭ ‬نعرض‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬صالونات‭ ‬الحلاقة‭ ‬والنوادي‭ ‬الرياضية‭ ‬والمنازل‭ ‬والمحال‭ ‬التجارية".
وممن‭ ‬أسهموا‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬الأردن، وفق اللحام؛‭ ‬مهنا‭ ‬الدرة،‭ ‬نائلة‭ ‬ذيب،‭ ‬هشام‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬والأميرة‭ ‬وجدان‭ ‬الهاشمي، مشيرا إلى أنه‭ ‬اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬هناك‭ ‬معارض‭ ‬خاصة‭ ‬ومنتشرة‭ ‬على‭ ‬أرجاء‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي،‭ ‬وما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬جيل‭ ‬درس‭ ‬وتعلم‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الغربية،‭ ‬رائيا أن النقلة‭ ‬النوعية‭ ‬كانت‭ ‬عندما‭ ‬قررت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬تدريس‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬مناهجها.
ويردف قائلا "اليوم‭ ‬وبعد‭ ‬مرور67‭ ‬ عاما‭ ‬من‭ ‬عملي‭ ‬الفني‭ ‬التشكيلي‭ ‬أرى‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬الصارخ‭ ‬حقاً،‭ ‬فأصبح‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭ ‬وهواءنا‭ ‬ومقتنياتنا‭ ،‬وهذا‭ ‬يعود‭ ‬لوعي‭ ‬الجمهور‭ ‬بهذا‭ ‬الفن،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬والمدارس‭ ‬ولا‭ ‬يقتصر".

اضافة اعلان

السيرة الذاتية للحام

يذكر أن الفنان رفيق اللحام من مواليد دمشق العام 1931، أنهى دراسته في دار الصناعة والفنون/ دمشق.
درس الفن في أكاديمية انالك (Enlac) وفي معهد سان جاكومو (San Giacomo) في روما- ايطاليا، وفي كلية الفنون الجميلة التابعة لمعهد روتشستر R.I.T- نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية.
من مؤسسي اتحاد الفنانين التشكيليين العرب العام 1971.
من مؤسسي رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، وترأس دورتها العام 1979.
مثل الأردن في مؤتمر الفنون الدولي (I.A.A) امستردام- هولندا العام 1969.
أقام عشرات المعارض الشخصية وشارك في معظم المعارض الجماعية الأردنية منذ العام 1951.
أقام مع الفنان الأميركي (بول لنجرن) دورة لفن الطباعة Etching في مركز كندي في بيروت العام 1969.
حصل على الدرع الذهبي ووسام الشرف من قبل الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب العام 1981.
حصل على وسام الكوكب من الدرجة الثانية من جلالة الملك الحسين المعظم العام 1988.
حصل على جائزة الدولة التقديرية للفنون التشكيلية كاملة العام 1991، حصل على جائزة الفنانين التشكيليين الأردنيين العام 1993.
قام بتدريس الفن في (معهد الفنون الجميلة) عمان، المدرسة الأميركية، جمعية الشابات المسيحيات، معهد النهضة العلمي، وفي مرسمه.
حصل على عدد من الأوسمة الرفيعة من المغرب وفرنسا واليونان والأردن.
قام بتصميم العشرات من طوابع البريد التذكارية والشعارات والشهادات والميداليات والعملة الأردنية.
شارك في بينالي المحبة بمدينة اللاذقية في سورية العام 1995.
بينالي المحبة التاسع بمدينة اللاذقية العام 1997.
بينالي القاهرة الدولي السادس العام 1996.
تربنالي مصر الدولي الثاني لفن الجرافيك العام 1996.
بينالي الشارقة العام 1997.
بينالي الفن الآسيوي في بنغلادش العام 1995.
معارض متحف بورتلاند في الولايات المتحدة الأميركية لفن الحفر الدولي العام 1996.
بينالي تايوان الثامن العام 1997.
معارض متحف بورتلاند في الولايات المتحدة الأميركية لفن الحفر الدولي العام 1996.
بينالي تايوان الثامن العام 1997.
مدير المعرض الأردني في الأسبوع الأردني في طوكيو العام 1995.
عمل في وزارة السياحة والآثار في معظم الأقسام وكان آخرها مساعدا للأمين العام ومديرا للسياحة بالوكالة.
حصل على الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في مهرجان المحبة (بينالي اللاذقية) في فن الحفر العام 1995.
بينالي الفن الآسيوي في بنغلادش العام 1997.
حصل على الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في مهرجان مسقط بعمان في فن الحفر العام 1999.