"أشعار في حب الأردن".. محمد عمرو يسافر بالأطفال في رحلة تعزز الانتماء

جانب من مشاركة القاص عمرو في مهرجان الشارقة القرائي للطفل-(من المصدر)
جانب من مشاركة القاص عمرو في مهرجان الشارقة القرائي للطفل-(من المصدر)

بكلمات سلسة وجذابة؛ حلق الصغار داخل ديوان "أشعار في حب الأردن"، للقاص والشاعر الأردني محمد جمال عمرو، حيث تنقلوا بين هضاب الوطن وبواديه، وفي شوارع "جبال عمان" الشامخة.

اضافة اعلان


ديوان الشاعر عمرو بألوانه الجذابة ورسومه المبهرة، يجسد على غلافه صورة رجل يشبه "الآباء الأردنيين"، إذ يفتتح ديوانه محاكيا الشاعر الأردني الكبير "عرار"، ذلك الرمز الذي يجسد هوية الأردن وتاريخه العريق.


نثرت "أشعار في حب الأردن" للقاص عمرو، البهجة في صفوف الحاضرين، خلال مشاركته في مهرجان الشارقة القرائي للطفل للعام الحالي.


يخاطب عمرو الأطفال، ويقول لهم: "عندي بحر من أسرار واسمي يا أصحاب عرار، مصطفى وهبي التل، ملامح وجهي والرسم، حفظتها كتب ومراجع في أرجاء الوطن الواسع. أول سر يعرف عني عشقي لتراب الأردن".


يقدم عمرو في ديوانه الجديد رحلة ملهمة للأطفال، مركزا على مواطن القوة والجمال والاعتزار بالوطن، فمنذ الحرف الأول إلى نهاية الديوان الشعري، يجد القارئ كلمات شعرية جاذبة وسلسلة، وهي ما يميز غالبية قصائد عمرو.


في بداية الديوان، قدم عمرو إهداءً قال فيه: إلى "أطفال عمان الحبيبة التي فيها ولدت ونشأت، وإلى أطفال الأردن الذين لهم كتبت قصائدي هذه، وإلى الأطفال العرب الذين أحبوا الأردن، وإلى قارئات أشعاري وقرائها الأحبة، أهدي ديواني، "أشعار في حب الاردن وعرار".


قدم عمرو، العديد من القصائد التي تتحدث عن عرار وتاريخه وشعره، محاكيا حب الأردن من شماله إلى جنوبه، كما في قصيدة "أغنية وادي السير"، والتي قال فيها: "لوادي السير يبتسم النهار، فتصحو الشمس ينتشر الصغار، وترتسم الحياة على الوجوه وفي وادي الشتا يشدو عرار".


ثم تغنى عمرو بـ"عمان أجمل المدن"، منتقلاً إلى العقبة، ببحر أغنياها، وعندما مر بقصيدة "في البحر الميت"، لم يكن مروره عاديا، بل استذكر ضحايا البحر الميت من الأطفال، الذين لقوا حتفهم إبان مشاركتهم في رحلة مدرسية، تزامنت مع هطول مطري غزير. وهنا قال عمرو فيهم: "في البحر الميت أحياء ملؤوا بالضحكات سما، هذي روح صديقي الغالي تشتاق إلى الملأ العالي"، واصفاً بعد ذلك حال الطلبة في رحلتهم ومن ثم وقوع الحادث الأليم الذي ما يزال الأردنيين يتذكرونه إلى الآن".


ويتخلل تلك القصائد مجموعة من الرسومات التي تناسب كل قصيدة خطها عمرو، من قصائد عرار وحتى نهاية الديوان بقصيدة "في مئوية الأردن"، مع الإشارة إلى أن الديوان من إصدار وزارة الثقافة ضمن سلسلة "شغف".


كما تغنى عمرو بـ"أطفال إربد، ومادبا"، وتحدث عن رم، البترا، والعقبة، في قصيدته المثلث الذهبي، وعن تلك الحضارة العريقة، ثم ما لبث أن انتقل إلى عجلون، متسعرضاً جمالها الآسر وجبالها الخضراء في قصيدة "تلفريك عجلون". وفي النهاية وفي قصيدة طويلة، كان الحديث عن "مئوية الأردن"، والتي تطرق فيها بالوصف إلى الكثير من مزايا الوطن وحضارتها منذ مائة عام ويزيد، ليكون هذا الديوان بمثابة أيقونة طفولية في حب الأردن وحضارته. وكان عمرو من ضمن المدعوين المشاركين في فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، والذي يقدم فيه الكثير من ورش العمل الشعرية والأدبية الثقافية، حيث تحدث في ورشة "دور شعر الأطفال في تقديم قيم ومفاهيم تربوية للنشئ الجديد"، عن إمكانية إيصال المفاهيم التربوية إلى الأطفال بشكل أسرع وأدق من خلال الشعر، حيث يشكل أدب الأطفال رافداً مهماً في بناء مرحلة الطفولة، ويغذي جوانب تفكير الطفل، ويقوي خياله، ليكون بوابة إلى المعرفة.


وهنا، يؤكد عمرو أن مهمة مخاطبة الطفل من خلال الأدب والكتابة ليست أمرا سهلا، وتتطلب من الكاتب أن يفهم دوافع الطفل وسلوكه، وهذا يلزم الكاتب للطفل كذلك، بأن يحقق  شروطا عدة، أبرزها أن يعي مراحل تطور الطفل، وحاجاته النفسية والمعرفية والسلوكية، وأن تتوفر لدى الكاتب القدرة الفنية في الخطاب الموجه للطفل أيا كان شكله، نثرا أو شعرا، بالأسلوب المناسب، وطريقة التعبير، والموضوعات المختارة.


كما يرى عمرو، أنه ومن خلال تجربته في كتابة الشعر للأطفال من مختلف الدول العربية، وجد أن شعر الأطفال بكل أشكاله الأدبية، يعد الأقرب إلى نفسه، ومن خلاله تعرف عليه الأطفال، والباحثون والتربيون العرب في كل مكان، وهذا ما دفعه إلى "طرق أبواب الموضوعات الأدبية بأسلوب جديد ومداخل غير مستهلك"، على حد تعبيره.


ولا تعد هذه المشاركة الأولى لعمرو في مهرجان الشارقة القرائي، بل تتم دعوته في العديد من المحافل الثقافية والأدبية في الدول العربية، التي تتناول الفنون الشعرية والقرائية للطفل، ليقدم الكثير من أعماله الفنية الشعرية، والتي في كل مرة تقدم شعرا مميزا يتناول جميع القضايا المجتمعية والمحلية، النفسية، والتربوية للطفل، والتي تجد قبولا عند  الأطفال والتربويين، لما لها من أثر كبير في نفوسهم، عدا عن سهولة الاستماع إليها وحفظها وإيصال المعلومة إليهم عن طريقها. 

 

اقرأ أيضاً: 

"مكتبات الشارقة".. رحلة الطفل لعالم القصص والمغامرات

هيئة الشارقة للكتاب تكرم الفائزين بجائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال 2024

في "الشارقة القرائي".. عالم يحاكي رسوم الكتب والتراث الحضاري

انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل "كن بطل قصتك" (صور)