فتح تحقق: من وضع في جيبه مئات الملايين من أموال المنظمة؟

هآرتس

آفي يسسخروف 13/5/2010

هل أخفى قادة فتح في الماضي مئات ملايين الدولارات؟ اللجنة المركزية للمنظمة التقت في الأيام الأخيرة في رام الله للبحث في قضية اختفاء أموال وأملاك فتح من السبعينيات. وقد عقد اللقاء بعد أن طلب أحد النشطاء خلال جلسة المجلس الثوري للمنظمة أن يفهم أين اختفت كل أموال فتح من تلك الفترة. ويدور الحديث عن أملاك وأموال بقيمة مئات ملايين الدولارات، حسب تقديرات مختلفة، نقلها رئيس منظمة التحرير السابق ياسر عرفات إلى عشرات النشطاء خلال السبعينيات، وذلك لأنه كان ممنوعا أن يسجلها باسم المنظمة.

اضافة اعلان

كل واحد من اولئك النشطاء حصل على مبلغ مالي بقيمة 2 – 3 مليون دولار، أو كبديل مُلك عقاري ما، وسجله باسمه الخاص. الأملاك موضع الحديث توجد في العراق، وفي الأردن، وفي السعودية وفي أماكن عديدة أخرى في أرجاء العالم العربي. ولكن مع مرور السنين، "نسي " الكثير من النشطاء الذين تلقوا تلك الأموال تبليغ السلطات عن ذلك، وكون إدارة أموال فتح كانت تتم في تلك الفترة أساسا من قبل عرفات، تكاد لا تكون هناك أدلة وسجلات توثق تسليم الأملاك. وقد نقل النشطاء المال أو الأملاك بالوراثة إلى أبنائهم وبناتهم وهكذا، على نحو شبه منهاجي اختفت الأموال موضع الحديث.

وقررت اللجنة المركزية تشكيل لجنة تحقيق في الأملاك الضائعة بل ونجحت في الوصول إلى استنتاجات أولية حول هوية جزء من الأشخاص الذين وصلت الأموال إلى أيديهم.

نشر أسماء أولئك المسؤولين، الذين كانت في حوزتهم أموال أو أملاك لفتح في السبعينيات، من المتوقع أن يثير عاصفة في المنظمة وخارجها. فتح كانت تخضع لانتقاد شديد في أعقاب نشر قضايا الفساد الأخيرة التي شارك فيها رجال الحركة. القناة 10 كشفت قبل بضعة أشهر عن الشكل الذي جرت عليه عملية إخفاء الأملاك، في أعقاب وثائق عرضها فهمي شبانة، الذي كان مسؤولا عن مكافحة الفساد في المخابرات الفلسطينية.

ولكن نشر تفاصيل وأسماء المحتفظين بالأموال كفيل بالذات أن يشير إلى نية فتح التحلل من قضايا الفساد التي ميزتها جدا في الماضي. ومع ذلك، غير قليل من كبار المسؤولين في الحركة، ولا سيما من أوساط أبناء الجيل القديم، يخشون من أن أسماءهم قد تظهر في هذه القوائم.

عضو في اللجنة المركزية لفتح أكد الأمور في حديث مع "هآرتس ". ولكن حسب أقواله لا توجد بعد قائمة أسماء أو استنتاجات بشأن مكان وجود الأملاك. وادعى بأن من الصعب تقدير القيمة الدقيقة لهذه الأملاك، ولكن يدور الحديث عن مبالغ كبيرة.