كورونا: القطاع الطبي الحكومي يستعيد ألقه ويكشف قدراته في مواجهة الوباء

جابر : سنقيم أفضل مختبر متطور للفيروسات على مستوى المنطقة

- لم نحتاج لأي مستشفى خاص أو خبراء من الخارج واعتمدنا على كفاءاتنا

اضافة اعلان

- الشعب الأردني يظهر بالشدائد وآن الأوان لنعرف امكاناتنا الحقيقية

- الدعم الملكي نهض بالقطاع بشكل كبير والطائرات تجلب لنا الأجهزة والمواد والأدوية

- آنا فخور بالقطاع الطبي الحكومي ومن كان يتذمر سابقاً في مقدمة الصفوف الآن

محمود الطراونة

عمان – لم يكن القطاع الطبي الحكومي يوما قبل جائحة كورونا الا أداة انتقاد سواء بنقص المستشفيات او الكوادر او الاختصاصات او الادوية ، إضافة الى هجرة كفاءاته الى دول الجوار ، بل ان هذا القطاع كان مهمشا على الدوام وربما كان الخاصرة الضعيفة لأية حكومة تأتي !؟.

غير ان جائحة كورونا اعادت الاعتبار للقطاع الطبي الحكومي الأردني ليظهر صلابة وقوة لم يكن أحد يتوقعها ، وبرز خطا حقيقيا للدفاع الأول في مواجهة الوباء دون الاعتماد على القطاع الخاص الطبي الخاص ، واستغل الجائحة ليطور من قدراته ويعزز إمكاناته بشكل كبير وبوقت قياسي.

لم يعد القطاع الطبي الحكومي ذاك المتردي الميئوس من شفائه بل عاد امل الأردنيين في الدفاع عن حياتهم ليبذل جهودا كبيرة في حمايتهم ورعايتهم .

يقول وزير الصحة سعد جابر لـ " الغد " ان القطاع الطبي الحكومي كان مهمشا لسنوات وكان يعاني نقصا بالمعنويات وهجرة للكفاءات ودخل متدن لكوادر وضعف بالتدريب والتنظيم ، الا ان الحال تغيرت بالسنوات القليلة الماضية ليصبح التدريب افضل بالتشارك مع النقابات الصحية والمجلس الطبي وتوظيف خبراء عملهم التدريب .

ويتابع جابر "كما اصبح الواقع افضل بتحسين دخل وحوافز الكوادر الطبية من أطباء وتمريض وصيادلة وأطباء اسنان إضافة الى الكوادر الأخرى وبعضهم أدت علاواتهم بين 60 الى 70% بهدف المحافظة على الكفاءات وتنظيم افضل وضخ الكفاءات في القطاع الطبي الحكومي ليصبحوا جاهزين فعلا لمثل هذه الازمة".

وأشار جابر الى ان الحكومة اهتمت بالمستشفيات وبناء مستشفيات جديدة منها حمزة والزرقاء والسلط ورحمة لافتا الى بناء مستشفيات جديدة مثل الاميرة بسمة والطفيلة والايمان وتحديث الأجهزة وتدريب الكوادر وتنظيم اليات العمل.

وتابع : عندما جاءت الجائحة بدأ كل منهم بأخذ دوره الطبيعي لان القطاع الخاص ينظر بناحية تجارية فيما ننظر نحن الى مواطننا بناحية إنسانية .

وقال "لسنا بعيدون عن هدفنا واخذنا الطريق ذلك بدعم مباشر وقوي من جلالة الملك الذي كثف دعم القطاع الطبي الحكومي فالطيارات بأمر جلالته تحمل الأجهزة وتحظر الدواء وتجلب المواد اللازمة للعمل فضلا عن رغبة جلالته بتطوير وتحسين قطاع الادوية".

وأوضح جابر ان هناك نقاشا استراتيجيا مع شركات الادوية لاختراع ادوية صعبة وغالية وان تأخذ مؤسسة الغذاء والدواء دورا مهما وبارزا .

ولفت الى ان هناك مستشفيين داخل البشير يتم تجهيزهما وفقا للمعايير العالمية إضافة الى توسعة طوارئ وبناء مستشفى التوتنجي ومستشفى الرمثا الحكومي والرويشد وجميعها إيجابية في خدمة المواطن.

وبين ان التركيز على القطاع الصحي يتيح لنا الان العمل بقوة بعد الجائحة اذ اخذت وزارة الصحة دورها الطبيعي لقيادة الواقع الطبي الأردني فنزود الخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية ونعتمد مختبرات مؤهلة لفحوصات الكورونا كما اعددنا استراتيجية طبية تستهدف تنظيم اليات العمل فلا يوجد بلد في العالم توصل الادوية الى المنازل الا الأردن حيث تقوم 600 سيارة في عمان و400 سيارة في اربد بإيصال الادوية الى المنازل حرصا على حياة المرضى وبالتعاون مع الأطباء والمتطوعين والكوادر العاملة كما استخدمنا التكنولوجيا وتفاعل معنا الناس وتبرعوا لنا ليأخذ القطاع الطبي دور الصدارة وذراع أساس وقوي للحكومة الى جانب قطاع التعليم والتنمية والحماية الاجتماعية وتقوية الحكومة بالنهضة التي يقودها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز والتي لم تأت من فراغ.

ويؤكد جابر ان الشعب الأردني يظهر بالشدائد وان الأوان لنعرف امكانياتنا ومن هذه الجائحة سنبدأ بعمل أكبر مختبر وطني متطور للفيروسات على مستوى المنطق، يضم الى جانب وزارة الصحة الخدمات الطبية الملكية والجامعات مشيرا الى ان هذه الجائحة ليست الأولى، وربما لن تكون الأخيرة وعلينا ان نكون مستعدون دوما.

وتابع :هناك 6 فرق تعمل على تطوير وصناعة أجهزة تنفس فضلا عن نجاحنا في صناعة الكمامات والمعقمات وادوية الملاريا التي تستخدم لعلاج الكورونا .

واعتبر جابر ان هذه الجائحة غيرت تفكيرنا بالزراعة وتحسين الإنتاج الزراعي ولكننا نحتاج أيضا للتحسن.

جابر ، أشار الى ان الاعلام الأردني بذل جهودا كبيرة في هذه الازمة وتغير ليكون اعلاما ليتنقد بشكل بناء بعيدا عن التصيد ومحاربة الاشاعة والتميز للأعلام بشفافيته وصدقه وحريته لينهض أيضا بالحكومة وادائها وادارتها للازمة .

وعبر عن فخره بالقطاع الصحي ، مشيرا الى ان من كان يشتكي في السابق هو في مقدمة العاملين بإخلاص وتفان الان ، لافتا الى ان الحكومة للجهود الكبيرة التي يبذلها القطاع الطبي الحكومي لم نحتج للقطاع الخاص او للخبراء من الخارج فمن فضل الله لدينا الدواء والمعدات والقدرات ونحن قادرون على التطور بشكل أكبر وأفضل اذ ان هذه الجائحة الخطيرة تحتاج الى حماية وفاعلية وتكاتف الناس الى جانب الجهاز الطبي وهي التي جعلتنا نعرف قيمتنا وقدراتنا وان ننظر الى واقعنا بإيجابية .

ويختم الوزير جابر بالقول" اننا ما زلنا في بداية الطريق الا ان منظورنا أصبح مختلفا لما بعد كورونا فعلينا استثمار كافة طاقاتنا التكنولوجية والطبية والدوائية وخبراتنا وامكاناتنا لنكون اقوى بالمستقبل".

من جهته قال رئيس اللجنة الصحية السابق في مجلس النواب الدكتور إبراهيم البدور ان الدعم الملكي المباشر ونجاح الدولة في إدارة الازمة والعمل الجماعي بين القطاعات الطبية الرئيسة وإدارة الكفاءات والموارد الصحية تحت عنوان التكامل وليس المنافسة هو عنوان المرحلة اذ وقف القطاع الطبي والشارع والاعلام مع الدولة لمنع تشتيت الجهود والتركيز على إنجاح مكافحة الوباء.

كما لعب دور وزير الصحة في قيادة الجانب الصحي وشخصيته الصادقة وشفافيته لإعادة الثقة في القطاع الطبي وبما تقوم به الدولة فيما يقف الى جانبه الجيش والأجهزة الأمنية من خلال دعم مباشر من الدولة عبر خلية الازمة.

كما كان لتفعيل لجنة الأوبئة واحترام الدولة لتوصياتها واستجابتها لطروحاتها كخبراء في المجال في تقديم دور إيجابي مهم في تعزيز العمل الجماعي.

وأشار الى ان تكثيف الجهود يشير الى خطوات مستقبلية في ضم هذه الجهود تحت مظلة واحدة اثبتت الظروف القاهرة نجاعتها لمواجهة المرض.

بدوره يشير مسؤول سياسي لـ " الغد " ان الأردن لم ينجح فقط في إدارة القطاع الطبي الحكومي بل نجح في الاستشراف على الازمة وقيادتها من جلالة الملك بشكل شخصي وتحديد كل تفاصيلها واوجه الخلل قبل الحلول.

وقال ان القطاع الحكومي يضم كفاءات كبيرة ، لافتا الى ان القطاع الحكومي كوزارة صحة وخدمات طبية ملكية ومستشفيات جامعية كانت تعاني تشتتا وان إدارة أزمتها كشفت عن قدرة كبيرة ستكون مهمة في المستقبل لغايات تحسين جودة الخدمة للمواطنين وتخفيف الضغط على القطاع لان ما يقوم به القطاع الطبي الان سيكون رصيدا كبيرا له بعد الانتهاء من الجائحة والسيطرة على المرض.

وتابع المسؤول السياسي ان الأردن تظهر قدراته دوما في الأوضاع الصعبة ولكنه هذه المرة سيستفيد من الازمة ويوظفها في تطوير منظومته الطبية والصحية كخط دفاع حقيقي عن الناس وسيكون له كلمته في كيان الدولة في قادم الأيام.

[email protected]