ما أغباهم!

بالتمييز العنصري الذي يتجاوز في عنفه وحقده وكراهيته للشعب الفلسطيني عنف البيض الأوائل في أميركا وحقدهم وكراهيتهم للهنود الحمر، وعنف البيض وحقدهم وكراهيتهم للسود في جنوب أفريقيا، يتعامل اليهود الإسرائيليون/ البيض مع الشعب الفلسطيني. اضافة اعلان
وبدلاً من التعلم من البيض في أفريقيا بعدما فشلوا في إبادة السود رغم ثلاثمائة سنة من العنصرية و"الأبارتهايد"، فألغوهما وشكلوا وإياهم لجنة الحقيقة والمصالحة وخضعوا لمتطلبات حقوق الإنسان فبقوا، ترفض إسرائيل التعلم منهم واختصار المعاناة، لأنها ترى في سياسة البيض الأوائل في أميركا المعلم والنموذج. إنها تصر على المضي في الطريق العقيمة المهددة لأمنها وبقائها في الوطن الذي تغتصب، معتقدة أنها أذكى من غيرها. فلا تتعلم لأن اليهود فوق البشر؛ أليسوا شعب الله المختار؟!
لو كانوا يعقلون، لأنصتوا لصوت الحق والعدل والسلام، ولوضعوا الفلسطينيين الذين يسلبون وطنهم على رؤوسهم ورقصوا بهم. فعندئذ قد تلين القلوب وتهدأ المشاعر، ويكون للصلح مكان، وفي نهاية النفق نور. ولكنهم لا يعقلون لدرجة الاشتباه بالفلسطيني القادم لفلسطين في مهمة ما بإخضاعه لتفتيش مهين في المعابر والتحقيق معه لساعات، مع أنه معروف مسبقاً لديهم؛ من هو وماذا يعمل ولماذا هو آت.
فتباً لإسرائيل الكبرى (أميركا) التي تفيض عنصرية وصهيونية وإسرائيلية أكثر من أميركا الصغرى، لأنها لا تدافع عن مواطنها إذا كان فلسطينياً أو عربياًَ عندما تضطهده إسرائيل.
وتباً لأميركا الصغرى (إسرائيل) ما أصغر عقلها وما أشد تطيرها، وما أعمق قلقها الوجودي، وما أسخف مجتمعها، عندما تنتخب مجانين عنصريين إرهابيين وصلوا فلسطين مؤخراً مثل أفيغدور ليبرمان وأشكاله من المستوطنين، حكاماً.
                                               ***
حسب الفيلسوف أشعيا برلين، يوجد نوعان من التفكير السياسي: "تفكير القنفذ الأسير لفكرة كبيرة منفردة أو واحدة، يطيعها من دون كلل؛ وتفكير الثعلب الذي يتبنى الكثير من الأفكار ووجهات النظر فيفوز".
                                               ***
إذا كنت صالحاً ولكنك تعيش في بلد فاسد، فماذا تعمل؟ هل تستطيع أن تسير مستقيماً في طريق معوجة، أم تلتزم بالمبادئ والقيم التي تؤمن بها؟ ماذا إذا لم ينصفك القضاء لأنه فاسد مثل بقية النظم في المجتمع؟ هل يجب عليك عندئذ مقابلة الفساد بفساد أكبر يهزمه ويتغلب عليه  للحصول على حقك، بحجة أن المرض الخبيث ما له إلا الدواء النجس؟