مسابقة الفيلم الأردني القصير.. محاولات ترسم أحلاما سينمائية

ملصق فيلم “غرفة بملايين الجدران”- (ارشيفية)
ملصق فيلم “غرفة بملايين الجدران”- (ارشيفية)

إسراء الردايدة

عمان- لكل مخرج طريقته في التعبير عما يريده بحرية، فالكاميرا تتحرك ليرسم أجواءه الخاصة في كادر سينمائي يقوده اداء الممثل والسيناريو المرافق له، ومن هنا كانت الأفلام المشاركة في مسابقة الفيلم الأردني القصير التي نظمت في اطار الدورة الـ 20 لمهرجان الفيلم الفرنسي العربي تحمل محاولات شابة ما تزال في بدايتها.
وتنافس في المسابقة في دورتها الثامنة اربعة افلام وثائقية وتسعة روائية تم اختيار الأفضل منها من قبل لجنة تحكيم، فضلا عن جائزة الجمهور التي يصوت فيها للفيلم الذي نال اعجابهم اكثر.
وكانت جائزة لجنة التحكيم والجمهور للفيلم الروائي “صباح بارد في نوفمبر” للمخرج روبرت عبود، ونال فيها جائزة الصقر التي صممها الفنان حازم الزعبي، أما خيار لجنة التحكيم عن فئة الفيلم الوثائقي فمنحت لفيلم “سمر” لمخرجه محمد الرحاحلة، فيما اختار الجمهور فيلم المخرج يوسف الحاج “لاجئ أردني”.
 ويحمل فيلم المخرج روبرت عبود لغة سينمائية جيدة جعلته يتقدم على بقية الافلام كونه يحمل العناصر السينمائية التي تتمثل في حركة الكاميرا واداء الممثلين بقيادة نادرة عمران، فضلا عن الأجواء التي عكست الحزن المتمثل في فقدان زوجها وجنازته في يوم ماطر.
 المخرج اعتمد أسلوب اللقطة الواحدة من اول الفيلم وحتى اخره لتنتقل مع البطلة من الطابق العلوي نزولا للطابق الأرضي حتى لحظة حمل الكفن على اكتاف احفاده، لتنسجم فنيا وبصريا مع حالة الحزن بين لحظات الخيال في استحضار تواجد الجد حول الجدة بطريقة جميلة.
اما بقية الأفلام التي شاركت في المسابقة فغالبيتها نتاج ورش عمل كأولى المحاولات السينمائية، فيما بعضها نتاج طلبة معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية، وتلك جاءت بحرفية كبيرة ولغة اعمق والبعض الاخر كان ضمن محاولات مستقلة.
 ومن الأفلام المشاركة ايضا بالرغم من عدم فوزها ولكنها تميزت بلغة سينمائية وطريقة اخراج مميزة، الفيلم الوثائقي “غرفة بملايين الجدران” لمخرجه مهند الحريري، ويجسد العمل بشكل درامي صامت قصة الصحفية الاميركية والتي قضت نحبها، وهي تحاول إيصال صوت الحقيقة للعالم حول ما يجري في سورية، فعلى الرغم من كل الأقمار الصناعية وأجهزة المراقبة المتطورة التي يملكها العالم فانه لا يعكس ما يجري في سورية، أو على الأقل لم تنقل الحقيقة كاملة للعالم.
 الفيلم يتحول لمنحى تساؤلي لماذا يضحي شخص بعينه ومن ثم بحياته فقط لإيصال صوت الناس الأقل حظاً إلى كل أنحاء الأرض، هو اذا انتصار للإنسان وأدواته.
وكان فيلم “لاجئ اردني” لمخرجه يوسف الحاج، يتناوله بلغة ساخرة وضع مواطن اردني يمر بظروف صعبة ويعيش بخيمة لاجئ سوري منحه اياها، ولكنه كان اشبه بمقابلة فضلا عن وضع  المواطن نفسه الذي كان نتاج فشل خياراته سابقا.
اما فيلم “سمر” فيدور حول فتاة تعيش في خيمة وترتاد المدرسة عبر ركوب حمارها، وتعشق الركض وتتغلب على قريناتها، ويعكس الفيلم الظروف الإنسانية التي تعيشها هذه الفتاة وواقع احلامها الذي يصطدم بالواقع.
كما شارك كل من فيلم “السنديانة” الوثائقي لمخرج عيشة عقل، وفيلم “ثلاث حروب لميلاد” الوثائقي  لمخرجته سارة القعود، إلى جانب فيلم “ماريمبا” لمخرجه عامر هلسة، وفيلم Rattling in its Cage” روائي لمخرجته رند بيروتي وفيلم “نارد” لمخرجه محمد عليوات وفيلم “ابو الهيش” لمخرجه زيد بواب وفيلم “أن اكون” لمخرجه محمد حجازي وفيلم “كبت” لمخرجه محمد الحاج ياسين، وفيلم “حب، حلم، جنة” لمخرجه ايمن العمر وهو فيلم موسيقي.
 وترأست لجنة التحكيم لمسابقة الفيلم الأردني القصير المخرجة دانييل سوسيا (مخرجة، بروفيسورة، ومنتجة) إلى جانب أعضاء لجنة التحكيم وهم؛ المخرج المصري محمد خان، والمخرج والمنتج أصيل منصور والمدير الإقليمي للومينوس ميديا الأردن مهند البكري، والزميلة الصحفية في “الغد” إسراء الردايدة.

اضافة اعلان

[email protected]

@Israalradaydeh