معان: عبوات صوتية محلية الصنع يلقيها مجهولون على قوات الدرك

دخان يتصاعد من إطارات أحرقها محتجون خلال أعمال شغب في مدينة معان الأسبوع الماضي - (أرشيفية)
دخان يتصاعد من إطارات أحرقها محتجون خلال أعمال شغب في مدينة معان الأسبوع الماضي - (أرشيفية)

حسين كريشان

معان – ما زالت مدينة معان تعيش على وقع المظاهر المسلحة وتبادل لإطلاق النار في ساعات متأخرة من الليل، بين محتجين وقوات الدرك في أماكن مختلفة، خاصة محيط محكمة معان ومدينة الحجاج يرافقها بعض الشغب في مناطق دوار العقبة وأماكن تواجد القوة الأمنية، وفق مصادر وشهود عيان.
وبحسب مصدر أمني في المحافظة، فإن مجهولين يقومون بالقاء عبوات صوتية "يدوية الصنع" يتم تطويرها بادخال مواد كيميائية بداخلها لتحدث صوت دوي انفجار شديد على قوات الدرك، ما يدفع بالأخيرة إلى إطلاق عيارات نارية تحذيرية باتجاهات مختلفة ومطاردة المحتجين بعد تفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأكد شهود عيان أنهم سمعوا أصوت دوي انفجارات عنيفة شهدتها المدينة بالقرب من شارع المحكمة وبعض مناطق المدينة والقريبة من تواجد قوات الدرك، كما شاهدوا بقايا لأسطوانات معدنية الشكل وأجسام معدنية تستخدم في تركيب الأدوات الصحية بالقرب من مكان دوي الأصوات المرتفعة ملقاة على الارض دون أن تحدث أضرار.
 ورغم دعوات التهدئة وضبط النفس ووقف العنف التي أطلقتها فاعليات نقابية وسياسية وبمشاركة وجهاء المدينة الاسبوع الماضي، ونزولها الى أحد الشوارع الرئيسة للتدخل لإقناع المحتجين بالعدول عن المظاهر الاحتجاجية المصحوبة بالعنف والتخريب، إلا أن الاشتباكات الليلية المسلحة والتي يفتعلها من أسموهم بـ "مثيري الشغب" لا زالت مستمرة.
ويقول أحد النشطاء، طلب عدم نشر اسمه، أنه وأثناء التدخل لإقناع المحتجين بـ "العدول عن مظاهر التخريب والعبث" لاحظ أن من يقوم بهذه الأعمال هم مجموعة فتيان من صغار السن والشبان البعض منهم مقنع والبعض الآخر مكشوف الوجه، ويحملون الأسلحة الأتوماتيكية وبنادق الصيد، متسائلا من يقف وراء هؤلاء الشبان ومن يقدم لهم الدعم رغم أن البعض منهم لا يملك قوت يومه، زاعما أن ثمة قوى لم يشر إلى اسمها ترفض التهدئة وتدفع باتجاه التأزيم، فيما يرى أن الحكومة غير جادة في حل أزمة معان.
وكانت الفاعليات النقابية والسياسية ووجهاء أهالي المدينة قد أصدرت بيانا خلال لقاء عقد في مجمع النقابات المهنية في معان الاحد الماضي حذرت فيه من خطر استمرار الاوضاع المتوترة في المدينة.
وأكدت أن ما تشهده المدينة من مظاهر الخروج على القانون أضر بالمدينة وسمعتها واستقرارها وانعكس كذلك على النشاط التجاري والاستثماري فيها، رافضين ان تشوه هذه الفئة من الخارجين على القانون سمعة المدينة وتاريخها.
وقالوا إن القطاع التجاري في مدينة معان تأثر بشكل كبير نتيجة الانعكاسات السلبية لظواهر الخروج على القانون التي تشهدها المدينة، الى جانب الاضرار المادية والبيئية التي تلحق بمؤسسات القطاع التجاري بسبب الحرق المتكرر للإطارات في الشوارع والأزقة.
وجدد البيان "رفض كافة اشكال الاساءة التي تتعرض لها مدينة معان بسبب فئة قليلة، داعين الى ضرورة فرض هيبة الدولة واحترام حق المواطن في الأمن والأمان ووضع حد للتجاوزات التي تمارسها هذه الفئة". وطالب البيان "الإسهام في وضع الحلول الناجعة من أجل درء الخطر الذي سوف يداهمنا وأن نفوت الفرصة على كل من تسول له نفسه العبث بممتلكات الغير و الحد من التصرفات السلبية التي أوصلت المدينة إلى مصاف مدن الإرهاب".
وقال إن "الحقوق والمطالبة المستمرة لأبناء معان هي محط الاهتمام و لن نتهاون فيها بل هدفنا الأول و الأخير هو إخراج مدينة معان من عنق الزجاجة بدلا من زجها في أمور فوضوية ستكون عاقبتها و خيمة على الوطن و المواطن".
وقال البيان ان على "الجميع بان لا يقفوا متفرجين للمشهد الساخن الذي نعيشه في مساء كل ليلة في المدينة لأن القادم سيكون أصعب و أخطر مما تتصورون وقد دق ناقوس الخطر".

اضافة اعلان

[email protected]

@huseeinkrishan