مواجهات عنيفة في الأراضي المحتلة.. وعشرات الإصابات والاعتقالات بين المواطنين

قوات الاحتلال تطلق الغاز المسيل للدموع على الشبان الفلسطينيين أثناء مواجهات في الضفة الغربية أمس.-(ا ف ب)
قوات الاحتلال تطلق الغاز المسيل للدموع على الشبان الفلسطينيين أثناء مواجهات في الضفة الغربية أمس.-(ا ف ب)

نادية سعد الدين

عمان- ارتفعت وتيرة المواجهات العنيفة، أمس، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في مختلف الأراضي المحتلة، مما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات بين صفوف المواطنين.
واقتحمت قوات الاحتلال، لليوم الثاني على التوالي، مدينة رام الله، في الضفة الغربية المحتلة، وداهمت عدداً من محالها، بعد تفجير أبوابها، ومصادرة محتوياتها، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين في تلك المنطقة.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحيّ وقنابل الغاز والصوت بكثافة ضدّ الشبان المنتفضيّن عليها، وسط انتشار إسرائيلي عسكريّ في مختلف أرجاء المدينة.
وامتدّت حدّة التوتر صوبّ الحاجز العسكري لمستوطنة "بيت إيل"، شمال رام الله، حيث اندلعت مواجهات عنيفة قرب المستوطنة بين قوات الاحتلال وطلبة جامعة بيرزيت وشبان آخرون.
وأصيب عدد من الشبان الفلسطينيين بحالة اختناق نتيجة إطلاق جنود الاحتلال لقنابل الغاز تجاههم بصورة مباشرة وكثيفة.
تزامن ذلك مع اقتحام قوة كبيرة من جيش الاحتلال مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، ومداهمة مقر جمعية الإحسان الخيرية، بعد تفجير أبوابها، وتخريب محتوياتها، بالإضافة إلى اقتحام المستوصف الطبيّ التابع لها، والاستيلاء على أجهزة الحاسوب والملفات الإدارية والطبية الخاصة به.
وأمطرّ الشبان الفلسطينيون قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، خلال اقتحامهم للمكان، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين.
وأفاد منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في بلدة الخضر أحمد صلاح، بأن "قوات الاحتلال سلمت عدداً من الشبان، ومنهم الأسير المحرر علي مصطفى صلاح (32 عاماً)، بلاغات لمراجعة المخابرات الإسرائيلية في مجمع مستوطنة "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم" .
وأضاف، في تصريح أمس، أن "قوات الاحتلال أزالت كافة رايات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي علقت، للاحتفال بانطلاقتها، وداهمت عدة منازل للمواطنين واعتدت عليهم".
في حين أطلق الاحتلال قنابل الغاز والرصاص تجاه الشبان المنتفضين عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، تزامناً مع قمع مسيرة سلمية انطلقت من قلب بلدة عابود، الواقعة إلى الغرب من مدينة رام الله، للمطالبة بفتح طريق البلدة المغلقة منذ أسبوع.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت على المشاركين في المسيرة، التي نظمتها القوى والفصائل الوطنية، وبمشاركة شعبية واسعة، وذلك من أجل تفريقها.
وكان أهالي قرية عابود قد نظموا وقفة احتجاجية على استمرار قوات الاحتلال بإغلاق المدخل الشرقي للقرية، للأسبوع الثاني على التوالي، بعد إعدامها للشاب عبدالرحمن البرغوثي عند مدخل البلدة.
وقال رئيس مجلس قروي القرية يوسف مسعد، إن "إغلاق الاحتلال للمدخل الرئيس للقرية حولها إلى سجن كبير، وزاد من معاناة طلبة الجامعات والموظفين، الذين يضطرون لسلوك طرق التفافية طويلة للوصول إلى جامعاتهم أو أماكن عملهم."
وأشار إلى أن "المدخل المغلق يعد المنفذ الأقرب للوصول إلى رام الله"، داعياً "المؤسسات الحقوقية إلى التدخل والضغط على سلطات الاحتلال لفتحه"، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال، أيضاً، إغلاق مدخل قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله، لليوم الثالث على التوالي.
بينما سادّت حالة التوتر في مدينة قلقيلية، في ظل انتشار عسكري إسرائيلي كثيف، غداة قمع المسيرة الأسبوعية السلمية، أول من أمس، في قرية كفر قدوم، للمطالبة بفتح البوابة الرئيسية للقرية والمغلقة منذ أكثر من عقد.
وعرقلت قوات الاحتلال حركة تنقل المواطنين في المنطقة، أسوّة بالوضع القائم في الخليل، بعد مواجهات عنيفة اندلعت بين الطرفين.
وفي قطاع غزة؛ فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية، فجر أمس، نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة باتجاه مراكب الصيادين، قبالة شواطئ القطاع.
وقالت أنباء "المركز الفلسطيني للإعلام" أن "بحرية الاحتلال الإسرائيلي، فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه مراكب الصيادين قبالة سواحل منطقة السودانية والواحة شمال غرب قطاع غزة، دون أن يبلغ عن أية إصابات بين صفوف المواطنين".
إلى ذلك، أفادت مواقع الصحف الإسرائيلية، أمس، عن "اعتقال فتى الأسبوع الماضي، بدعوى تخطيطه لعملية طعن في مستوطنة "كريات جات""، جنوب، تل الربيع "تل أبيب".
وبحسب مزاعمها، فإن "الفتى الفلسطيني (15 عاماً) من الخليل، كانت بحوزته، حين اعتقاله، سكيناً وادعى أنه لم يخطط لأي هجوم، لكنه أمس اعترف عن مخطط تنفيذ عملية طعن في المدينة، حيث سيتم تقديم لائحة اتهام ضدّه خلال الأيام المقبلة"، على حدّ قولها.
وتخلل هذا الأمر دعوة وزير الزراعة الإسرائيلي أوري اريئيل إلى "حظر تنقل الفلسطينيين من الطرق القريبة للمجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" وخاصةً المفترق الرئيسي للمنطقة".
واعتبر، في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال، أن "مثل هذه الخطوة قد تمنع مزيداً من الهجمات "الإرهابية"على حد وصفه، زاعماً "أن هدفها ليس العقاب، بل للحفاظ على حياة الإسرائيليين".
على صعيد متصل؛ طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، كل من "سلطات الاحتلال والولايات الأميركية المتحدة، بالاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة".
وأكد، في تصريح أمس، أن الشعب يدافع عن نفسه وعن حريته وكرامته واستقلاله، بينما تتعمد سلطات الاحتلال بشكل منظم تدمير خيار الدولتين واستبداله بخيار الدولة بنظامين، أحدهما نظام "الأبرتهايد".
وحذّر "المجتمع الدولي من خطورة الوضع، ومن مغبّة انهيار السلطة الوطنية نتيحة السياسات العدوانية"، داعياً إياه إلى "التوقف عن التعامل مع سلطة الاحتلال كدولة فوق القانون، ووجوب مساءلتها ومحاسبتها على احتلالها وإنهائه إلى الأبد".
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن "الإنقسام شكل عاملا سلبياً يلقي بظلاله على انتفاضة الشعب الفلسطيني"، في ظل ما وصفه "تمترس طرفي الانقسام خلف مصالحهما الذاتية والحزبية."
وقال، في مسيرة دعت إليها الجبهة وشارك فيها آلاف مؤيديها، وسط قطاع غزة، بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاقتها" إن "الانتفاضة الشعبية أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية بعد التهميش المتعمد لها".
وبين أن "المظاهر العفوية للانتفاضة أعطاها مساحة حرة للاستمرارية والتحليق بعيداً عن سياسات الانقسام وجماعات المصالح وأدواتها"، بحسب قوله، مضيفاً بأن الالتفاف الشعبي حولها حرم من وصفهم "جماعات المصالح من القدرة على السيطرة عليها واستخدامها لأغراض سياسية".
وشدد على أن "الانتفاضة مستمرة، رغم محاولات العدو وشركائه في اشغال الجمهور بمشاكل اجتماعية، وانشغال الفصائل بالإنقسام والصراع على السلطة".

اضافة اعلان

[email protected]