80 % نسبة الالتزام بالعصيان المدني في معان لليوم الثاني

محال تجارية مغلقة في مدينة معان استجابة لدعوة العصيان المدني لليوم الثاني أمس - (الغد)
محال تجارية مغلقة في مدينة معان استجابة لدعوة العصيان المدني لليوم الثاني أمس - (الغد)

حسين كريشان

معان  –  رغم الهدوء الحذر المصحوب بأجواء التوتر والقلق، استمر العصيان المدني في مدينة معان بنسبة 80 % لليوم الثاني على التوالي بحسب تقدير الأهالي، حيث استمر إغلاق المحال التجارية، إلا من عدد قليل من المحال التجارية وأصحاب البقالات التي فتحت أبوابها، الأمر الذي اعتبره البعض محاوله لكسر حالة العصيان.اضافة اعلان
وتدافع مواطنون لقضاء احتياجاتهم المنزلية، وشراء مستلزماتها من بعض المحال التجارية التي فتحت أبوابها للبيع أمام المتسوقين، حيث اصطف المواطنون في طوابير كبيرة أمام المخابز ومحال الخضار.
بيد أن جميع البنوك التجارية والصرافات الآلية وسط المدينة، استمرت في إغلاق أبوابها احترازيا تخوفا من تعرضها للاعتداء والحريق، كونها عرضة للاستهداف، بعد أن حاول محتجون أكثر من مرة حرقها، إلا أن الحماية الحديدية على أبوابها، حالت دون اقتحامها وإضرام النار فيها، فيما لحقت بها أضرار محدودة في واجهاتها الأمامية وبالصراف الآلي، بحسب شهود عيان.
وكان شيوخ ووجهاء معان توصلوا لاتفاق مع المحافظ عبدالكريم الرواجفة على التهدئة ووقف أعمال الشغب بعد أن أبلغهم باعتقال 7 أشخاص يشتبه تورطهم بمقطع الفيديو الذي أساء لقتيلين من أبناء مدينة معان قتلا في مطاردة أمنية الاسبوع الماضي.
وأكد عدد من مديري الدوائر الرسمية والمؤسسات الحكومية والبلديات امتناع غالبية الموظفين عن القدوم الى الدوام كالمعتاد، ما دفع بقية الموظفين الى مغادرة دوائرهم، الأمر الذي أدى إلى شلل تام في بعض الدوائر الخدماتية، فيما منع أولياء أمور أبناءهم من الذهاب الى مدارسهم بسبب الظروف الأمنية بالمدينة.  وأكد شهود عيان أن العصيان عطل العمل بالدوائر الحكومية وشل الحركة التجارية في المدينة، كما ظهرت الشوارع شبه خالية من المارة، بينما شوهدت بعض فرق الطوارئ العاملة في المؤسسات الحكومية تقوم بأعمالها.
وقال الناشط السياسي الدكتور أكرم كريشان إن العصيان المدني في معان هدفه حث أجهزة الحكومة على إلقاء القبض على الأشخاص المتورطين ممن ظهرت صورهم في مقطع الفيديو، الذي أساء فيه أشخاص لجثتي الشابين، ومعرفة من قتلهم لتهدئة النفوس، محذرا من الاستمرار في الحل الأمني دون حل سياسي وجذري لمشكلة معان خوفا من تفاقم الأمور وخروجها عن السيطرة.
إلى ذلك أكد رئيس الغرفة التجارية في معان عبدالله صلاح إن أصحاب المحال التجارية استمروا بإغلاق محالهم أمس، بسبب الظروف الأمنية غير الملائمة التي تسود المدينة، خاصة وأن عددا من أصحاب المحلات التي كانت تعمل تعرضوا للتهديد من قبل المحتجين بحرق محلاتهم أو تخريبها والعبث بها إذا لم يتم إغلاقها.
وكانت مدينة معان بدأت عصيانها المدني صباح أول من أمس بعد ليلة شغب مسلحة استمرت حتى الفجر وخلفت إصابات وأضرارا بالممتلكات العامة والخاصة.

[email protected]