عجلون: جفاف الأعشاب بالغابات.. خطر يتجدد وحلول متواضعة

رجال إطفاء خلال إخماد حريق أعشاب جافة بغابات عجلون - (ارشيفية)
رجال إطفاء خلال إخماد حريق أعشاب جافة بغابات عجلون - (ارشيفية)
عامر خطاطبة– رغم كل المحاولات الرسمية والتطوعية للحد من خطورة جفاف أعشاب الربيع وتركها وسط الغابات بمحافظة عجلون، والتي تصبح سببا باشتعال الحرائق وانتشارها بسهولة، ما تزال المشكلة قائمة وسط مطالبات بضرورة بذل المزيد من الجهود التشاركية، وتكثيف التوعية بين المتنزهين. وفي هذه الأوقات من السنة، تبدأ الأعشاب والحشائش الكثيفة في المحافظة بالجفاف، في وقت يستحيل معه إزالتها بالكامل، لا سيما وسط الغابات، ما يجدد مخاوف سكان ومهتمين بالشأن البيئي من تسببها بحدوث حرائق غابات وتسريع انتشارها. ويقول محمد عبدالرزاق، إن الأعشاب الجافة في هذا الوقت من كل عام، تشكل تهديدا خطيرا ومزمنا للمزارع والغابات، وذلك جراء سهولة اشتعال وانتشار النيران فيها وامتدادها لمساحات شاسعة. وقال، “مسألة أيام حتى تبدأ الأعشاب بالجفاف مبكرا، محذرا من نشوب الحرائق، لا سيما مع تزايد أعداد المتنزهين في غابات المحافظة. ويؤكد الناشط البيئي خالد عنانزة، أن حل المشكلة يجب أن يكون تشاركيا بحيث يقوم المزارعين بحراثة أراضيهم وإزالة الأعشاب الجافة منها، لافتا إلى أن كثيرا من الحرائق كانت تنتقل للغابات خلال محاولات المزارعين حرق الأعشاب الجافة بمزارعهم وعدم السيطرة عليها. وأكد أن النسبة العظمى من تلك الحرائق يتسبب بها المتنزهون، ما يتطلب نشر الوعي الكافي. ويؤكد مسؤولون بالدفاع المدني، أن ما يزيد المشكلة هو انتشار الحرائق بمناطق يصعب وصول آليات الإطفاء إليها، ما يضطرهم لاستخدام الوسائل اليدوية في عملية الإطفاء، ما يستدعي التوسع بفتح المزيد من طرق الطوارئ، داخل الغابات رغم كلفها المرتفعة. ودعا الناشط بدر الصمادي مختلف الجهات التطوعية من أندية ومراكز شبابية وجمعيات بيئية وأشغال وبلديات إلى تكثيف حملاتها لإزالة الأعشاب من جوانب الطرق ومواقع التنزه. وشدد رئيس جمعية البيئة الأردنية الزميل علي فريحات، على أهمية تغليظ العقوبات على مرتكبي الحرائق المفتعلة، وتزويد مديرية زراعة المحافظة بالمعدات والإمكانات الكافية من مركبات وسيارات إطفاء وطوافين ومراقبي حراج وعمال حماية وأبراج مراقبة موزعة في مختلف المناطق. وأكد ضرورة تنسيق وتوحيد الجهود بين جميع الجهات والأطراف المعنية لمواجهة الحرائق والعمل بروح الفريق لحماية الغابات ومنع التعديات عليها. ومن جهته، طالب رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، بإزالة الأعشاب والتعاون بين وزارتي الأشغال والزراعة من خلال فتح ممرات بين الغابات للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى مواقع الحرائق، وزيادة عدد أبراج المراقبة لحماية الثروة الحرجية، لافتا إلى أهمية السماح بالرعي في المناطق الحرجية وأماكن تواجد الأعشاب، للتخفيف من نموها وحراثة جوانب الطرق وتجهيز الآليات من لودرات وصهاريج ضخ المياه، للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى أماكن نشوب الحرائق التي تقع في الغابات. وأقر المومني بخطورة الأعشاب الجافة، وأنها تشكل تحديا وعبئا إضافيا، محذرا من ترك تلك الأعشاب من دون إزالتها من جوانب الطرق ومواقع التنزه، وكي لا تكون بمثابة وقود مجاني لمفتعلي الحرائق ومافيات التحطيب. ولفت إلى ضرورة قيام المزارعين بالتخلص من الأعشاب الجافة في مزارعهم، من دون اللجوء إلى حرقها في مواقعها. كما أقرت مصادر في مديرية زراعة المحافظة بحجم التحدي، الذي سيفرضه جفاف الأعشاب خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن لدى المديرية خططا لمكافحة الحرائق في المحافظة بالتنسيق مع الدفاع المدني؛ حيث يتم تجهيز غرفة عمليات لمتابعة المناطق الساخنة على مدار 24 ساعة، وعمل خطوط نار وسط الغابات لمنع انتشار النيران في حال نشوب الحرائق وإزالة الأعشاب من جوانب عدد من الطرق والمناطق المتوقع فيها تجمع المتنزهين. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان