عيون وينابيع عجلون.. هل تبقى مجرد أماكن مهملة للتنزه العشوائي؟ (فيديو)

مياه تتدفق من أحد ينابيع عجلون-(الغد)
مياه تتدفق من أحد ينابيع عجلون-(الغد)

عجلون- "كانوا مندهشين، استمتعوا بجمالية المنظر، التقطوا الصور، تسألوا في ذات الوقت، هل هذه الطبيعة الخلابة موجودة في عجلون، لم نكن نعرف عنها، لماذا تغيب عن الاهتمام؟".

اضافة اعلان


انطباعات ينقلها الناشط مهند الصمادي في حديثه عن رحلة قصيرة، اصطحب فيها ضيوفا إلى ينابيع وعيون محافظة عجلون، والتي يقصد من خلالها تسليط الضوء على حجم التهميش السياحي الذي تعاني منه وتركها مجرد أماكن للتنزه العشوائي. 


يقول الصمادي "ضيوفي من خارج عجلون قدروا جماليات المواقع الفريدة لدى زيارتهم المحافظة، وربما يحتاج الأمر أن أرافق في المرة القادمة جهات معنية لعل كنوز المحافظة تلقى اهتماما يناسب قيمتها السياحية". 


الصمادي وفي اعتقاده فيما يخص تحويل عيون وينابيع عجلون إلى أكثر من مجرد مياه جارية تستغل للزراعة، يقترح إشراك مجلس المحافظة وباقي المعنيين مثل مديريات السياحة والأشغال والزراعة والمجالس البلدية في عمل مشاريع استثمارية بالقرب منها.


كما يدعو إلى ضرورة تكثيف الجهد الرسمي بإيصال خدمات الطرق والكهرباء لتلك المواقع، وتشجيع الشباب وتوفير المنح والقروض لهم؛ لتنفيذ عشرات المشاريع السياحية التي ستنعش مناطق العيون والينابيع بشكل خاص، وباقي المناطق السياحية بالمحافظة على وجه العموم.


هذا التوجه كان أيضا محط اهتمام بالغ لدى الناشط والمهتم بالشأن السياحي الدكتور عبدالله القضاة والذي نشر في صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي، دعوات إلى تطوير ينابيع وعيون عجلون واستثمارها سياحيا،  لاسيما وأن معدلات الأمطار الغزيرة التي تهطل على محافظة سنويا، تتسبب بتفجر العشرات من ينابيع وعيون المياه المنتشرة بين صخور الجبال الشاهقة.


واعتبر أن هذه العيون تشكل فرصة للبلديات في المحافظة لجعلها مقصدا سياحيا مستداما يرفد ميزانياتها بمصادر دخل إضافية، وتساهم في فتح مزيد من فرص العمل لأبناء المنطقة وتعزز مشاريعهم التنموية. 


وقال، "العديد من الدول التي لديها ينابيع وعيون مشابهة، عادة ما تكون مطورة بشكل جاذب للسياحة ومعتمدة لدى المكاتب السياحية كواحدة من المقاصد السياحية لجميع زوار هذه الدول، ويروج لها ضمن برامج ومسارات سياحية متكاملة".


وزاد، "رغم جمالية المحافظة وتعدد وتنوع ينابيع وعيون المياه فيها؛ إلا أننا نجد غيابا كاملا لرؤية تطويرية لهذه الينابيع والعيون، وربما يعزى ذلك إلى أن صيانة هذه العيون يقع ضمن مسؤولية مشتركة، وهذا أدى إلى ضياع المسؤولية وغياب الرؤية الاستثمارية لهذه المواقع المهمة من منظور سياحي". 


وطالب بتحويلها لمعالم سياحية عبر تفويض جهات معنية -بلديات- صلاحيات كاملة لاستثمارها بشكل حضاري، وفقا لمتطلبات التسويق السياحي، على أن توفر وزارة السياحة الدعم الفني اللازم لإنجاز ذلك، بحيث يمكن توفير رعايات خاصة من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتنفيذ هذه المبادرة، كما يمكن للجهات المانحة أن تسهم بذلك.


وأوضح أن جعل تلك العيون مواقع جاذبة ومستدامة، يتطلب إيجاد تصميم مكاني جاذب ويتواءم مع المتطلبات البيئية والصحية والجمالية لهذه المواقع، وتصميم المناظر الطبيعية باستخدام النباتات المحلية والمناظر الطبيعية المحيطة لتحسين جمالية المنطقة المحيطة بالينابيع والعيون، بحيث يشمل ذلك زراعة النباتات المائية والأشجار الجميلة وتنسيقها بشكل جذاب.


كما اقترح توفير إضاءة جميلة بشكل إبداعي لتسليط الضوء على الينابيع والعيون في الليل، مما يخلق أجواء ساحرة، وتخصيص مسارات للمشي ومناطق للاستراحة، من خلال إنشاء مسارات للمشي حول الينابيع والعيون.


ولفت إلى أهمية توفير مقاعد ومناطق استراحة ومرافق خدماتية حولها، بحيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة والاسترخاء، وتوفير أنشطة ترفيهية، مثل التخييم في الهواء الطلق بالقرب من الينابيع والعيون، وتنظيم المعارض الفنية والفعاليات الثقافية.


ويرى القضاة أنه ومن خلال تطبيق هذه الأفكار وغيرها، فإنه يمكننا تحويل ينابيع المياه والعيون إلى وجهات سياحية جميلة وجاذبة للسياح المحليين والدوليين، والمحافظة عليها بشكل مستدام، وإيجاد مرجعية تنظيمية، ربما تكون البلديات بحيث تتولى رعايتها بمنظور استثماري حضاري.


يشار إلى وجود عشرات الينابيع المتدفقة طوال العام، والمنتشرة في مختلف مناطق المحافظة، كعين الفوار والعقدة والعلقة والزغدية وأبو الجود والساخنة.


بدوره، دعا رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، الجهات ذات العلاقة إلى إعادة النظر في تصنيف الأراضي بالمحافظة، لتسهيل الاستثمار الأمثل، والتراخيص للمشاريع البيئية والسياحية، بخاصة فيما يتعلق بالطرق الموصلة لهذه المشاريع، والمواقع المقترحة كالأودية دائمة الجريان وعيون المياه.


وزاد أن طبيعة وتضاريس المحافظة، تتطلب إعادة النظر بطبيعة إعطاء الموافقات وزيادة المنح والمخصصات لتنفيذ المشاريع، بخاصة وأن السياحة تعد من أهم القطاعات التي تستوجب أن تكون موازناتها بحجم الأمل والطموح.


من جهتهم، وفي أكثر من مناسبة أكد رؤساء بلديات حرصهم على تزويد المواقع السياحية بالبنى التحتية الملائمة، والتي تساهم في إنجاح المشاريع التي ينفذها سكان المحافظة، مشيرين إلى أن خططهم القادمة ستركز على دعم القطاع السياحي والاستثمار فيه، وفق المخصصات المتاحة.


وتقدر مديرية السياحة أهمية استغلال الطبيعة الجميلة والأودية والينابيع في إقامة المشاريع السياحية التنموية، مؤكدة استعدادها لمساعدة الراغبين بإقامة المشاريع في تقديم النصح والتوجيه لهم، وتوجيه المجموعات السياحية لتلك المواقع والمشاريع، وفق ما قاله مصدر مطلع. 


دعوات استثمار ينابيع وعيون عجلون، تفرض نفسها في كل مرة تشهد فيه المحافظة حركة سياحيا لافتة على المواقع الأثرية والطبيعية خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع. 


وكانت المحافظة استقبلت هذا الأسبوع عشرات الحافلات ضمن برنامج "أردننا جنة" المدعوم من وزارة السياحة، فيما قصد آلاف المتنزهين العديد من المواقع بما فيها ينابيع المياه، ما دفع مهتمون للدعوة لتأهيل تلك الينابيع واستثمارها سياحيا.


وبحسب مديرية سياحة المحافظة، فقد تم استقبال 49 حافلة من حافلات برنامج "أردننا جنة" في مركز زوار عجلون يوم الجمعة الماضي.


كما شهدت المحافظة في كافة مواقعها حركة سياحية نشطة من مختلف محافظات المملكة، وجنسيات عربية وأجنبية، وذلك تزامنا مع مشاركة الأردن العالم بيوم التراث العالمي.


وأكدت مصادر في التلفريك، أنه تم اتخاذ كافة الترتيبات لاستقبال الزوار وإتاحة الفرصة لهم للاستمتاع بجمال المكان والطبيعة وخوض تجربة ركوب التلفريك، مشيرة إلى أنه وبمناسبة اليوم العالمي للتراث، فقد أعدت إدارة التلفريك برنامجا للزوار في محطتي الانطلاق والوصول، بحيث اشتمل على مشاركة فرق فلكلورية من عجلون كانت باستقبال الزوار، وتنظيم معرض للمنتجات العجلونية المختلفة بمشاركة الجمعيات والمؤسسات المختلفة، إلى جانب وجود بيت جدي قرب مركز الزوار الذي يحتوى على تراثيات مختلفة تكون جاذبة للزوار.


واستقبلت مناطق غابات اشتفينا والسوس وعرجان وسد كفرنجة وشلالات راجب ومحمية غابات عجلون والمسارات السياحية بما فيها مرافق ومنشأت سياحية، الآلاف من الزوار الذين قدموا للاستمتاع بالأجواء اللطيفة والطبيعة الخضراء وممارسة هواية المسير بين الغابات، والتمتع بألعاب المغامرة والعبارة الهوائية والتسوق من المنتجات العجلونية والأرجوحة العملاقة في محمية غابات عجلون.

 

اقرأ أيضا:

  "القرى البيئية" بعجلون.. نمط سياحي واعد تحت الاختبار