المطلوب تحقيق عادل وشفاف

لا شك أن الصدمة والفاجعة كانت كبيرة، بوفاة الملاكم الشاب راشد صويصات، أول من أمس، متأثراً بإصابة تعرّض لها أثناء نزاله مساء يوم الجمعة 16 نيسان (إبريل) الحالي في بطولة العالم للشباب والشابات والتي أقيمت في مدينة "كالسي" البولندية. ولا شك أيضا أن لعبة الملاكمة وغيرها من الألعاب القتالية، شهدت مرارا وفي مختلف دول العالم حالات وفاة أو إصابات بليغة أدت إلى أضرار جسيمة وعاهات مستديمة، وبالتالي فإن وفاة ملاكمنا الشاب راشد رحمه الله، تعد واحدة من الحالات المؤلمة التي ستبقى في ذاكرة الرياضة الأردنية ولعبة الملاكمة. اللجنة الأولمبية الأردنية عبرت عن حزنها العميق وألمها الشديد بوفاة اللاعب صويصات، مطالبة بفتح تحقيق شامل وشفاف، تتم فيه الإجابة عن عدد كبير من الأسئلة التي طرحها الوسط الرياضي، منذ إصابة اللاعب وحتى إعلان وفاته. التحقيق يجب أن يكون عادلا وشفافا، وتتم فيه الإجابة عن جميع الأسئلة المطروحة، مع الإيمان المطلق بقضاء الله وقدره... كيف تم تشكيل منتخب الشباب والشابات الذي شارك في بطولة العالم؟.. هل تم اختيار اللاعبين بناء على مشاهدات عبر تصفية من المباريات؟، كيف سافر الوفد وهل صحيح أن البعض سافر على نفقته؟، كيف تصرف المدرب خلال النزال؟، ماذا كان موقف الحكم في الحلقة وهو يشاهد الفارق في المستوى بين اللاعبين؟، ولماذا لم يكن برفقة المنتخب طبيب متخصص يستطيع توفير الإسعافات الأولية عند التعرض لهكذا إصابات؟، وهل يعقل أن لا يضم الوفد طبيبا وإداريا في بعثة تشارك على مستوى بطولات العالم؟. ثمة مسؤولية لا بد أن تحددها اللجنة الأولمبية عبر تحقيقاتها مع اتحاد الملاكمة، وفي الوقت ذاته لا بد من أخذ العبر والدروس من هكذا حادث مأساوي ذهب بحياة رياضي أردني شاب كان ينسج في مخيلته صورة بطل أردني يحلم بتحقيق إنجاز مشرف لبلده، لكن قضاء الله وقدره سبقاه. قد شكل الحادثة ما هو أكبر من الصدمة للمجتمع الأردني، لكنها في الوقت ذاته تفتح العيون على كثير من الأخطاء التي تحتاج إلى تصويب، خصوصا ما يتعلق بجاهزية اللاعبين للمشاركة في بطولات عالمية يفترض أنها تضم خيرة الأبطال، والتي لا مجال فيها لرفع شعار المشاركة من أجل المشاركة واكتساب الخبرة، لأن هناك بطولات أقل قوة يمكن أن تؤدي الغرض لحين تجهيز اللاعبين بشكل مثالي.اضافة اعلان