شهامة الكرك ونشامى الأمن

ما حدث بالكرك لا يمثل العلاقة التاريخية بين المواطن الأردني ورجال الأمن.
تمثلت العلاقات الأزلية بين المواطن الأردني ورجال الأمن بالاحترام والطيبة والاعتزاز الوطني والشعبي بكل المؤسسات الأمنية الأردنية والجيش العربي الأردني العظيم الجامع لكل مكونات المجتمع الأردني، والملاذ الآمن لكل مواطن ومقيم على أرض المملكة الأردنية الهاشمية، الدولة الآمنة المستقرة رغم شح الموارد والإمكانيات المحدودة مقارنة بكل دول الجوار والإقليم، لا بل أصبح النموذج الأردني فريدا ومتميزا في إقليم تعصف به الأمواج والجوائح من كل حدب وصوب.اضافة اعلان
لقد ترسخت ثقة الأردنيين برجال الأمن الأشاوس ويؤمن كل أبناء الشعب الأردني إيمانا عميقا ومطلقا منذ التأسيس قبل مائة من الأعوام والسنيين، أن رجال الأمن هم قرة أعينهم وأمانهم، وهم الذين يسهرون الليالي ويوصلون الليل بالنهار للمحافظة على أرواح وأبناء وبنات الأردنيين وممتلكاتهم وحقوقهم وصون كرامتهم من كل إثم أو معتد أثيم أو متربص حاقد ينتهز الفرص لضعضعة الاستقرار والأمن الوطني الأردني.
إن الذي حدث بالأمس من اعتداءات من بعض القلة القليلة على رجال الأمن العام أثناء احتجاجات في مدينة الكرك الأبية رمز الشهامة والبطولة والانتماء برجالها العظام، موضع استنكار من كل أبناء الشعب الأردني وأحراره والمعلمون والأساتذة العظام الذين بنوا وعلموا وربوا الأجيال تلو الأجيال على الوطنية والانتماء والولاء للوطن وقيادته، وهو خروج عن النظام والقانون والعرف، وتحد وتجاوز لما يجمع عليه كافة الأردنيين بلا استثناء بأن لغة الحوار هي نهجهم جميعا في مواجهة الاختلافات التي لا تفسد ولا تسيء لعلاقات الود والمحبة والتسامح والتعاون بين المواطن ومؤسساتنا الأمنية ومؤسسات الدولة المختلفة الأخرى، لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن في الداخل والخارج، نهج الأردنيين بالحوار كان وما زال وسيبقى لأن الأردن دولة القانون والمؤسسات والتعاضد والتعاون والمحبة بين كل مكوناتها الرسمية والشعبية.
الأردنيون يجمعون ويرفضون بشدة وحزم أي اعتداء أو إساءة الى مؤسساتهم الأمنية، رمز الشرف والإخلاص والولاء والانتماء للوطن، والتي بناها الأردنيون بالجهود العظيمة والتضحيات الجسام والشهداء الأبرار لينعموا جميعا بالأمن والأمان.
حق التعبير والاحتجاج مكفول بالدستور الأردني لكل الأردنيين، وأيضا احترام مؤسسات الأمن والالتزام بسيادة القانون مكفول بموجب الدستور الأردني، هكذا تعلمنا وتعلم الأردنيون على أيدي نخب المعلمين والأساتذة العظام بناة الأجيال وبناة الإنسان الأردني الذي هو أغلى ما يملك الوطن وقيادة الوطن.