إلى متى يستمر عابثون في الكرك بتخريب مرافق عامة ومشاريع تطوير للمدينة؟

أحد المرافق التجميلية للمدينة-(الغد)
أحد المرافق التجميلية للمدينة-(الغد)

الكرك- تعرضت مشاريع ومرافق خدمية بلدية في محافظة الكرك خلال الأشهر الأخيرة إلى التخريب والعبث، ما ألحق بها أضرارا كبيرة، وحرم السكان من الاستفادة منها، وخصوصا تلك التي انفقت عليها مبالغ مالية كبيرة. 

اضافة اعلان


وشملت عمليات التخريب والعبث، مواقع خدمية ومشاريع حديثة واخرى قديمة، تتكرر فيها حالات العبث بشكل دائم وفقا لمصادر بلدية مختلفة، ومنها مشروع وسط مدينة الكرك الذي بلغت كلفته المالية زهاء 300 ألف دينار، ومشاريع تشجير طرق وشوارع وأحياء، بحيث يجري اقتلاع أشجار حديثة، تزرعها البلدية، إلى جانب العبث بالحدائق العامة، وكل ما يتعلق بمرافقها من اسيجة وأشجار. 


كما يقوم بعض العابثين بتخريب حاويات جمع النفايات، بتحطيمها وحرقها، ما يعرضها للتلف واضطرار البلدية إلى وضع براميل للنفايات بديلا عنها. ناهيك عما يتعرض له موقع عين سارة السياحي في وادي الكرك، من تخريب وعبث طوال الوقت. 


وأكدت مصادر بلدية، أن كلفة عمليات التخريب والعبث تلك تقدر بمئات آلاف الدنانير وهي مبالغ مالية من موازنة البلدية ومن جيوب المواطنين.


وقال رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة، أنه خلال السنوات الاخيرة، تتعرض العديد من المواقع والمشاريع في الكرك للتخريب، حتى أن بعضها قيد التنفيذ ولم يسلم من العبث والتخريب، لافتا إلى أن تلك المشاريع كلفت البلدية جهودا بشرية ونفقات مالية كبيرة. 


وبين المعايطة أن آخر حالات العبث والتخريب، كان ما شهدته عمليات التشجير التي تقوم بها البلدية مؤخرا في مواقع مختلفة بجميع مناطق البلدية وعددها 16، وبجهود كبيرة لتشجير الساحات والشوارع والأحياء، بحيث تتعرض الأشجار للاقتلاع في الليل، وهي بفعل فاعل بلا أدنى شكل، ما يحيل جهود البلدية إلى فوضى ويحرم المواطنين من الاستفادة والاستمتاع، بما تنفذه البلدية من عمليات تشجير للمواقع المختلفة. 


وأضاف إلى أن منطقة وسط مدينة الكرك، شكلت للمجالس البلدية قلقا كبيرا، بسبب تحولها إلى مكرهة صحية نتيجة الانتشار العشوائي للبسطات والباعة المتجولين فيها، في حين توصلت البلدية وبعد سنوات لحل ينهي هذه الحالة بانشاء مشروع ساحة الشهداء، والذي بدئ العمل به قبل أكثر من عام، بكلفة مالية بلغت زهاء 300 ألف دينار.  


وأشار المعايطة، إلى أنه مؤخرا، وبعد الانتهاء من كامل أعمال مشروع ساحة الشهداء، تعرض المشروع إلى عمليات تخريب متعمدة من مجهولين، ما أدى لتشويهه، مع انه كان من المتوقع استلامه ووضعه في خدمة المواطنين بالمدينة، لافتا إلى أن المشروع نفسه تعرض قبل اربعة أشهر إلى عملية تخريب قبل الانتهاء منه، ما اخر انجازه وأضاف نفقات جديدة على البلدية. 


وأشار إلى أن  بلدية الكرك أحالت قبل أكثر من عام، عطاء تطوير وسط المدينة بكلفة وصلت إلى حوالي 300 ألف دينار، لإنهاء حالة الفوضى التي تعيشها المنطقة، منذ أكثر من تسع سنوات، بعد إزالة مرافق المشروع السياحي الثالث الذي نفذ سابقا بالمنطقة وتحول الميدان الموجود فيها إلى ساحة لتجار البسطات والباعة المتجولين. 


وبين المعايطة إلى أن عمليات تخريب وتكسير واعتداء من مجهولين، طالت أشجار الزينة وأنابيب المياه، إضافة إلى تخريب النافورة الموجودة في الميدان والعبث في الإنارة ومحاولة إزالتها من مكانها، وسياجات الحماية من المركبات على أطراف المشروع، ما يعني أن جميع المرافق طالها العبث.  


ولفت إلى أن بلدية الكرك تناشد المواطنين بضرورة التعاون معها في حماية مشروع ساحة الشهداء من العبث والتخريب، إذ لن تستطيع البلدية وضع حراس إذا لم يكن المواطن نفسه حارسا على الممتلكات العامة.


وأكد أن البلدية معنية بتطوير وسط المدينة التاريخي، وقد قررت مؤخرا عبر مجلسها تقديم تسهيلات للمواطنين الراغبين بإنشاء مشاريع سياحية وثقافية في مبان تاريخية وأثرية عمرها يزيد على 80 عاما بعد إعادة ترميمها، للحفاظ عليها وإدامتها بمشاريع ذات قيمة محلية. 


وقال إن مشروع عين سارة الذي تقوم البلدية بعمليات إعادة تأهيل دائمة له، وهو موقع سياحي مهم، من الأكثر استقبالا للمواطنين خلال فترات طويلة من العام، ويتعرض لتخريب مختلف مرافقه، وربما تكون تلك العمليات مقصودة من أشخاص هدفهم تشوية انجازات البلدية ومجلسها الحالي. 


وكان المشروع السياحي الثالث، شمل وسط المدينة بتنفيذ ساحة عامة يتوسطها نصب تذكاري، يتربع عليه تمثال لصلاح الدين الأيوبي، يمثل ارتباطه بمدينة الكرك تاريخيا، بالإضافة إلى بناء أرصفة وحواجز حديدية، تمنع اصطفاف المركبات على الأرصفة، لكن جرى في السنوات الماضية تجريف لوسط المدينة، بما تتضمنه من انجازات للمشروع، ونقل تمثال صلاح الدين إلى ساحة قرب قلعة الكرك. 


وأكد سكان وتجار في الكرك، بأن ما يحدث في مواقع ومرافق ومشاريع مختلفة من الكرك يسيء إلى المدينة كلها، ويحرم السكان من الاستفادة من خدمات تلك المرافق، وهي أساسية جميعها. مطالبين بان يحاسب كل من يخرب تلك المرافق. 


وأشاروا إلى أملهم بان يسهم مشروع تطوير وسط المدينة الذي تنفذه البلدية، ويحمل اسم "ميدان شهداء الكرك"، بإعادة الألق لوسطها التجاري الذي يعاني منذ سنوات من التردي والفوضى بسبب تعديات أصحاب البسطات والباعة المتجولين، وتجار الخضراوات المتنقلين، مطالبين البلدية بعدم الانصياع لمن يريد تخريب الساحة وغيرها من مرافق البلدية ومتابعة الانجاز  حتى لو تطلب ذلك فترة إضافية. 


وقال الناشط احمد الحباشنة، إننا نأسف بان تتعرض مرافق البلدية ومشاريعها للعبث والتخريب بشكل متكرر ومتعمد، بخاصة ما يتعرض له دوار الكرك بشكل يومي من تكسير وتخريب لمكونات المشروع من أشجار وشبكة الري والمجسمات المعدنية، برغم أن بناء هذا المرفق نفذ بأموال أهل الكرك من دافعي المسقفات والتراخيص. 


وبين ان عمليات التشجير والتي يتلوها اقتلاع الأشجار ليلا هدفها توفير اجواء جمالية ومناظر طبيعية، وان من العبث والتخريب يؤذي المواطنين قبل ان يؤذي البلدية. لافتا الى  إن مشروع تطوير وسط المدينة التجاري يتوقع بأن يسهم بعودة النشاط والحياة للمدينة مرة أخرى بعد سنوات من المعاناة، نتيجة تراجع الحركة وسيطرة البسطات والباعة المتجولين على الشوارع والارصفة.


وقالت رئيسة جمعية ميشع المؤابي في الكرك ازدهار الصعوب، إن ما يجري من تخريب وعبث بالمرافق البلدية التي هي في خدمة المواطنين، يسهم باشاعة الخراب والفوضى، ويمنع حالة التطور والانتقال إلى توفير مرافق خدمية ذات قيمة حقيقية.

 

اقرأ أيضا:

الكرك: المشاريع المتعثرة تحت مجهر فاعليات شعبية