إربد: تبرعات غزة تتقدم على الموائد الجماعية ودعوات الإفطار

1711202473428921400
مواد استهلاكية معروضة للبيع في إربد وسط إقبال ضعيف على الشراء - (الغد)

إربد -  تضامنا مع ما يتعرض له الأهل في فلسطين عموما، وقطاع غزة بشكل خاص، بادر العديد من المواطنين والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال إلى تقليص موائد الإفطار الجماعية لهذا العام، مقابل التبرع بوجبات الطعام والمواد التموينية إلى غزة بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية.

اضافة اعلان


وحسب مواطنين فإن الأحداث في القطاع كانت السبب وراء تقليص موائد الإفطار الجماعية عما كانت عليه في السنوات الماضية.


وكانت الأسر في إربد، سابقا، تقوم  خلال شهر رمضان بتأمين كافة احتياجاتها وبما يزيد عليها أحيانا نظرا لطبيعة الاستهلاك في الشهر الفضيل، لكن في الظروف الاقتصادية الحالية وأحداث غزة، اضطر الكثير من الأسر إلى التقنين والترشيد في الاستهلاك، وأصبحت الأسر تشتري احتياجاتها يوما بيوم.


وفي هذا الصدد، يقول أحمد الشياب إن الجمعيات الخيرية والعديد من المؤسسات كانت كل عام تقيم موائد الإفطار لمنتسبيها والمواطنين، إلا أن هذا العام مختلف عن السنوات الماضية تضامنا مع الأهل في قطاع غزة، مؤكدا أن العديد منهم فضل إلغاء تلك الدعوات والتبرع بقيمتها لصالح الأهل في قطاع غزة.


ويضيف الشياب أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطن في إربد دفعته أيضا إلى التقشف في شراء المواد غير الأساسية، كما قلص دعوات الضيوف لموائد الإفطار في منازلهم، في ظل ارتفاع الأسعار واقتصارها على نطاق محدود يشمل الأهل والأقرباء.


ويشير إلى أنه كان في سنوات ماضية يقيم موائد إفطار في منزله أكثر من 7 مرات للأقرباء والأصدقاء، لكنه في هذا العام اضطر لتقليص الدعوات إلى مرتين بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وكذلك أحداث غزة.


كما ألغى العديد من النقابات المهنية والمؤسسات موائدها الرمضانية لمنتسبيها، واستعاضت عنها بحملة تبرعات سواء كانت نقدية أو عينية لصالح الأهل في قطاع غزة.


وبالرغم من انخفاض أسعار الدجاج في أسواق إربد مقارنة برمضان الماضي، إلا أن الإقبال على الشراء ما زال متدنيا في ظل الظروف الاقتصادية وعدم قدرة المواطن على إقامة موائد الإفطار كما كان عليه الحال في السابق.


وبين مجموعة من أقفاص الدجاج، يجلس الخمسيني سامي، بانتظار أن يدخل الزبائن إلى محله، مشيرا إلى أنه أمضى أمس أكثر من ساعتين، ولم يدخل على المحل زبون واحد بالرغم من انخفاض أسعار الدجاج ووصوله إلى دينار ونصف، بعدما كان في بداية رمضان دينارا و70 قرشا للكيلوغرام الواحد.


ويضيف أنه، رغم انخفاض الأسعار، إلا أن المواطنين لا يملكون المال الكافي للشراء، لافتا إلى أنه في السنوات الماضية كان هناك إقبال طوال شهر رمضان على شراء الدجاج كوجبة أساسية على موائد الإفطار، إلا أن هذا العام مختلف ويقوم المواطن بشراء دجاجة واحدة فقط.


واختفت من شوارع إربد الخيم الرمضانية التي كانت تقيمها الجمعيات الخيرية، فيما شهدت حركة المطاعم حالة ركود بعد أن عزف المواطنون عن إقامة موائد الإفطار فيها حيث كانت تشهد في سنوات سابقة حركة نشطة وتزاحما على الحجز.


ووصف رئيس غرفة تجارة إربد محمد الشوحة حالة الأسواق التجارية بـ"المأساوية" في ظل ضعف إقبال المواطنين على الشراء سواء من المواد التموينية أو الملابس، عازيا السبب إلى ضعف القدرة الشرائية، وإلى الأحداث في قطاع غزة.


وأضاف الشوحة أن العديد من الشركات والمؤسسات التي كانت تقيم مآدب الإفطار امتنعت عن ذلك مقابل تنظيم حملات تبرع لصالح الأهل في قطاع غزة، ما قلص من عمليات الشراء وأحدث ركودا في الأسواق.


وقال إن جائحة كورونا أضعفت الاقتصاد والدخل الشهري للمواطن، والبعض خسر دخله، خصوصا من يعمل في القطاع الخاص، وبعدها جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية وهو ما تسبب بارتفاع بعض الأسعار بسبب ارتفاع أسعار الشحن.


ولفت إلى أن الأحداث في قطاع غزة عمقت الركود في الأسواق وأصبح هناك ضعف على الشراء، لافتا إلى أن الأسواق كانت تنتعش في المواسم السابقة على عكس وضعها في هذا العام.


وأشار إلى أن المطاعم التي كانت تقيم موائد الإفطار للمواطنين والمؤسسات تراجع الإقبال عليها بنسبة 60 %، مؤكدا أن المواطن بات مجبراً على ترشيد الإنفاق، وأصبحت هناك عوامل تجبره على تغيير نمطه الاستهلاكي.


وقال الشوحة إن تراجع الدخل وعدم رفع الرواتب شكلا ضغطا على ميزانية الأسرة وتراجعا في الإنفاق، وبالتالي أصبحت الأسواق تعاني من قلة مرتاديها.


وأوضح أن عدم قيام البنوك بتأجيل القروض لهذا الشهر سيؤدي إلى مزيد من الركود، مبينا أن تشدد تلك البنوك في منح قروض للمواطنين أسهم بدوره في تدني القدرة الشرائية للمواطن.

 

 

 اقرأ أيضا:

موائد "أم علي": تضاعف الإقبال مع تزايد مؤشرات الفقر الغذائي